قيد المحاكمة/
الحلقة السادسة: عايش؟ ولّا… عائلاتٌ تبحث عن العدالة
Artwork for podcast قيد المحاكمة
الحلقة السادسة: عايش؟ ولّا… عائلاتٌ تبحث عن العدالة
الحلقة ٦١١ تشرين الثاني، ٢٠٢٢ • قيد المحاكمة • ٧٥ بودكاستس
00:00:00 00:45:36

مشاركة الحلقة

وصف الحلقة

في اليوم الذي يصادف الذكرى العاشرة لوفاة إبنها أيهم غزّول في تاريخ ١١/١١/٢٠١٢،  تشاركنا مريم حلّاق قصّة اعتقال ابنها الفقيد، ورحلتها بين مراكز الاعتقال والجهات المسؤولة باحثةً عن ابنها أو خبرٍ عنه

عزمت  مريم على تحويل مقتل أيهم  إلى قضية دولية، وحملت أصوات آلاف الأمهات إلى أروقة المحاكم وغرف صناعة القرار في أنحاء العالم

في هذه الحلقة، نحكي عن ضحايا الجرائم من العائلات، ونحكي عن المحاكمات المتعلقة بقضاياهم في مختلف البلدان، ونتعرف على ما يقف في وجه تحقيق العدالة وإعطاء الإجابات لهذه العائلات

 

تنويه: تحتوي الحلقة على اوصاف قد تكون مزعجة للبعض، يرجى اخذ الحيطة او التوقف عن الاستماع إذا لزم الأمر

 

نأخذكم في هذا البودكسات عبر رحلة وتجربة صوتية متكاملة، نستمع من خلالها إلى قصص وتجارب حول المشهد المتناثر لجهود العدالة والمحاسبة على الجرائم الجسيمة المرتكبة في سوريا من قبل النظام، في محاولة لفهم ألغاز التحقيقات، وأسرار المحاكمات القضائية

 

هذه الحلقة من كتابة وإعداد وإنتاج سليم سلامه، تحرير وتحقق من المعلومات ميس قات، تقديم ومشاركة بالتحرير كريستينا كغدو، مشاركة في التحرير فريتز سترايف

 

فريق البحث والتوثيق الميداني: عزّام مصطفى وشام العلي

مكساج وماسترنغ: عبد الرزاق الصطوف

 

أُنتجت هذه الحلقة بدعم من وزارة الخارجية الألمانية عبر معهد العلاقات الخارجية وبرنامج تمويل

ZIVIK

 

مصادر ومراجع

  1. https://www.ecchr.eu/en/case/caesar-photos-document-systematic-torture/
  2. https://www.aljazeera.com/opinions/2022/10/8/the-case-for-an-international-mechanism-for-syrias-disappeared
  3. https://www.fidh.org/en/issues/litigation/q-a-on-the-dabbagh-case-french-judges-issue-3-international-arrest
  4. https://www.bbc.com/news/uk-england-london-27345624
  5. https://www.nytimes.com/2019/01/31/world/middleeast/syria-marie-colvin-court-judgment.html
  6. https://www.dw.com/ar/%D8%A8%D8%A7%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%80-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B0%D9%83%D9%8A%D8%B1-%D8%A8%D9%85%D8%B5%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AA%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AE%D8%AA%D9%81%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7/av-45422443

 

 

 

روابط

أصوات
كريستينا كغدو
مريم حلاّق

إستمعوا و إشتركوا

في اليوم الذي يصادف الذكرى العاشرة لوفاة إبنها أيهم غزّول في تاريخ ١١/١١/٢٠١٢،  تشاركنا مريم حلّاق قصّة اعتقال ابنها الفقيد، ورحلتها بين مراكز الاعتقال والجهات المسؤولة باحثةً عن ابنها أو خبرٍ عنه

عزمت  مريم على تحويل مقتل أيهم  إلى قضية دولية، وحملت أصوات آلاف الأمهات إلى أروقة المحاكم وغرف صناعة القرار في أنحاء العالم

في هذه الحلقة، نحكي عن ضحايا الجرائم من العائلات، ونحكي عن المحاكمات المتعلقة بقضاياهم في مختلف البلدان، ونتعرف على ما يقف في وجه تحقيق العدالة وإعطاء الإجابات لهذه العائلات

 

تنويه: تحتوي الحلقة على اوصاف قد تكون مزعجة للبعض، يرجى اخذ الحيطة او التوقف عن الاستماع إذا لزم الأمر

 

نأخذكم في هذا البودكسات عبر رحلة وتجربة صوتية متكاملة، نستمع من خلالها إلى قصص وتجارب حول المشهد المتناثر لجهود العدالة والمحاسبة على الجرائم الجسيمة المرتكبة في سوريا من قبل النظام، في محاولة لفهم ألغاز التحقيقات، وأسرار المحاكمات القضائية

 

هذه الحلقة من كتابة وإعداد وإنتاج سليم سلامه، تحرير وتحقق من المعلومات ميس قات، تقديم ومشاركة بالتحرير كريستينا كغدو، مشاركة في التحرير فريتز سترايف

 

فريق البحث والتوثيق الميداني: عزّام مصطفى وشام العلي

مكساج وماسترنغ: عبد الرزاق الصطوف

 

أُنتجت هذه الحلقة بدعم من وزارة الخارجية الألمانية عبر معهد العلاقات الخارجية وبرنامج تمويل

ZIVIK

 

مصادر ومراجع

  1. https://www.ecchr.eu/en/case/caesar-photos-document-systematic-torture/
  2. https://www.aljazeera.com/opinions/٢٠٢٢/١٠/٨/the-case-for-an-international-mechanism-for-syrias-disappeared
  3. https://www.fidh.org/en/issues/litigation/q-a-on-the-dabbagh-case-french-judges-issue-٣-international-arrest
  4. https://www.bbc.com/news/uk-england-london-٢٧٣٤٥٦٢٤
  5. https://www.nytimes.com/٢٠١٩/٠١/٣١/world/middleeast/syria-marie-colvin-court-judgment.html
  6. https://www.dw.com/ar/%D٨%A٨%D٨%A٧%D٨%B٥-%D٨%A٧%D٩%٨٤%D٨%AD%D٨%B١%D٩%٨A%D٨%A٩-%D٩%٨٠-%D٨%A٧%D٩%٨٤%D٨%AA%D٨%B٠%D٩%٨٣%D٩%٨A%D٨%B١-%D٨%A٨%D٩%٨٥%D٨%B٥%D٩%٨A%D٨%B١-%D٨%A٧%D٩%٨٤%D٩%٨٥%D٨%B٩%D٨%AA%D٩%٨٢%D٩%٨٤%D٩%٨A%D٩%٨٦-%D٩%٨٨%D٨%A٧%D٩%٨٤%D٩%٨٥%D٨%AE%D٨%AA%D٩%٨١%D٩%٨A%D٩%٨٦-%D٩%٨١%D٩%٨A-%D٨%B٣%D٩%٨٨%D٨%B١%D٩%٨A%D٨%A٧/av-٤٥٤٢٢٤٤٣

 

 

 

نص الحلقة


 

قبل ما نبدأ، مهم انّوه انو هالحلقة بتحتوي على اوصاف بتتعلق بالقتل والعنف الممنهج وجرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية. منرجوا انكن تاخدوا الحيطة والحذر، او تتوقفوا عن الاستماع لو احتجتوا.  



مريم: 3 شهور كان من اعتقاله… عملنا العزاء وبعد ما عملنا عزاء أجى الطلاب من الجامعة كتير ودكاترة وكتير يعني كانوا كتير متأثرين لإنه كان من أوائل الطلاب الي استشهدوا بهي الطريقة يعني. قرروا الطلاب كانت أستاذتهن معهم إنه يعملوا وقفة مشان أيهم بالجامعة يعني فأنا رفضت تماما. قلت لهن لا أبدا يعني ابني راح بس كلكم ولادي ما بصير أبدا كونوا حريصين على حياتكم لانه حياتكم هي الأهم من اي شي يعني، نحن بنعرف انه هاد النظام ما عنده مشكلة انه يقتلهن كلياتن… 

 

بعدها بكم يوم طلع خال كنتي من نفس المعتقل من 215 فعم يقولوا له إنه شفت والله دكتور أيهم الله يرحمه وكذا، قال لهن شو الله يرحمه أنا كنت أنا وياه وحكينا وكذا، ذكر كلام كتير ممكن إنه يكون هو فعلا عايش يعني وإنه عم يحاكيه. 
 


كريستينا: اذا بنفكر بمعنى وقيمة العيلة السورية المدنية من وجهة نظر النظام السوري، بنلاقي دلالات وترميزات كتيرة… اهمها، انها اداة ممكن يتم استخدامها للوصول لأحد افرادها بغاية الضغط او الابتزاز، الترهيب أو الإنذار، او حتى للإنتقام… 

 

مريم: أنا طبعا رحت لعند الشاب بدرعا وحكالي التفاصيل تماما هي الي كيف عذبوهن بالقاعة بالجامعة وكيف ضربوه على راسه وكيف صار عنده نزيف داخلي. ووقت الي أخدوهن على المعتقل رفض السجان إنه يستدعي له الإسعاف أو ينقله على مشفى أو أي شي. وقال لهن بس يموت خبرونا وبعد كم يوم فعلا إنه دسه رفيقه فلقاه إنه راسه بارد فدقوا وقتها على السجان فإجى وجاب الطبيب وقتها وأعلنوا استشهاده أو أعلنوا وفاته وحطوله رقم على جبينه فيعني كل هي التعليمات بس وقت الي صار جانا هاد الخبر رد أنعش… متل كل حدا متل أهل إنه بيتعلقوا بقشة بأمل شو إنه لا ممكن يكون كل هاد الحكي مو صحيح وكذا. هون بلشت مرحلة كتير صعبة استمرت سنة و5 شهور بشكل يومي ما عدا أيام العطل طبعا كنت أنتقل بين القضاء العسكري وروح بعدين على الشرطة العسكرية قدمه يقولوا لي ما عنا أي خبر ما عاد بدي شي. بدي بس أعرف إنه هو عايش ما عاد يهمني معتقل بس إنه كان سؤالي بس تحديدا هو عايش ولا ميت بس. 

 

كريستينا: اهلا فيكن بالحلقة السادسة من "قيد المحاكمة: عن متهمي وضحايا الجرائم في سوريا". مدونة صوتية باللغة العربية منِصغي فيها لقصص وتجارب حول المشهد المتناثر لجهود العدالة والمحاسبة على الجرائم الجسيمة المرتكبة في سوريا، في محاولة لفهم ألغاز التحقيقات، وأسرار المحاكمات القضائية؛ الماضية، الجارية، والقادمة. 


اسمي كريستينا كغدو، ورح كون عم رافقكن خلال حلقات هالموسم يلي رح نصغي فيه لشهود وشاهدات، اصحاب قصص، صوت الشارع، ومختصات وأخصائيين بالشأن القضائي والحقوقي، لنحاول نفكّك ونفهم مع بعض، لوين ممكن تاخدنا هي المحاكمات، وشو هو معنى العدالة بظل استمرارية رئاسة النظام السوري المسؤول عن انتزاعها.




كريستينا: حلقتنا اليوم عن العائلات والمحاكمات المرتبطة فيها، تحديدا العِيَل يلي تضررت بشكل مباشر واساسي من جرائم النظام، وفقدت احبابها، وبيوتها، وارضها، وأمانها ووطنها… 

رح نسمع عن كيف بيستخدم النظام العائلة، كأداة لشن الحرب على حرية الرأي والتعبير، وكوسيلة للتجسس، الترهيب والإعتقال، التهديد والإخفاء… وحتى القتل.

رح نحكي عن محاكمات تقدمت فيها عائلات سورية ضد النظام السوري وعنصاره وافرعته الأمنية، ونفهم كيف ممكن ظروف العيلة واحيانا مكانتها، يساعدو برفع قضية وجلب المتهمين فيها للقضاء وسياق العدالة…
 


مريم: أنا مريم حلاق من ريف دمشق، عمري حطيت كم يوم بالسبعين. كان عندي 3 شباب، هلأ في شابين والثالث هو الشهيد أيهم. 

اشتغلت معملة ومدرسة ومديرة مدرسة لفترة 25 سنة في مدارس مختلفة بدمشق وريف دمشق. 

نحن عايشين كنا بجو ايش بنسميه سياسي شوي، الوالدة كان عندها أفكار سياسية مبكرة فكانت هي ناصرية مع عبدالناصر فكانت وقت من أيام الوحدة كنا صغار كانت تاخدنا معها وقت الي بيجي عبدالناصر ونفرح بقدومه ونشوفه وكذا. واستمرت هي بهاد طبعا صور عبدالناصر محطوطة بكل قاعات البيت نحن عنا بيت عربي كبير. فكانت صور عبدالناصر محطوطة مو صور أبي أبدا كان. 


كريستينا: على عمر ال 16، تحديدا بداية السبعينات، قطعت مريم دراستها وتزوجت، وبعد ما انجبت ابنهم الأول، رجعت قدمت بكالوريا والتحقت بمعهد، وبعد تخرجها، تعينت كمعلمة بباب توما، بمنطقة القيمرية…

خلال عملها بالمدرسة، تم ترشيحها وتنسيبها لحزب البعث لحتى تقدر تستوفي عملية توليها منصب الادارة، ومع الوقت صارت مديرة المدرسة… 

وقتها كانت مريم إم لولدين… كانت إمرأة معروفة بصدقها وحبها لعملها واحترام المحيطين فيها الها، بالاضافة لمواقفها بمواجهة زيارات المخابرات وعناصر الامن جوا حرم المدرسة يلي كانت تديرها.

اما زوج مريم، مصطفى غزّول، فكان بيشتغل ضابط احتياط لحد سنة ال 75، وبعدها اشتغل كمدرس بمعهد، وبنهايات ال 2011، توفى أثناء عملية قلب بسبب خطأ طبي.


مريم: كان يقول لي بكرا هاد خائن حافظ الأسد هو إنسان خائن هو وباع الجولان وهو باع القنيطرة وبكرا رح تشوفي إذا كنت ميت لسى رح تدقي على قبري وتقولي لي كلامك كان صح، الحمدلله لحق، إنه قلت له إنه كان معك حق قبل ما يتوفى…  

فكانت هيك الحياة يعني بين إنه في صراعات وسيطرة يعني الحياة اليومية فيها شيء من تدخلات النظام ومن تدخلات الأمن فينا يعني 

مريم: بالتعليم كان في مراقبة أمنية بشكل دائم يعني بضمن مدارسنا. إنه هو طلع على أوضاع المعلمات مين عم تصلي ومين عم تحكي. فمرة إحدى المعلمات عملت عيد ميلاد لابنها وبنهاية العيد ميلاد لابنها الي هو عمره 5 سنين مثلا عملوا صلاة على النبي يعني الولاد داروا عملوا متل إنه هن عم يعملوا مولد نبوي وصلوا على النبي وضيفتهن هيك صرر ملبس متل عادات مولد النبوي الي احنا بنساويه. تاني يوم بالضبط بيجي الأمن لعندي على المدرسة وبسألني عن هي المعلمة. طب شو في قال إنه مبارح عملت هيك اي شو المشكلة إذا وحدة جوات بيتها عم تعمل مولد أو عملت عيد ميلاد إن كان هيك ولا هيك. يعني شو عملت هي شو خربت بالدنيا. قال لا ما هاد ممنوع… 

طبعا هاد الحكي كان قبل ما يفتح حافظ الأسد هي مدارس تحفيظ القران والمساجد والقبيسيات والكذا. كانت في مراقبة على أساس نحن بدولة علمانية ومراقبة لكل حدا بصلي… كمان هيك اجا مرة عم قلي انه في عندك الآنسه الفلانية عم تصلي.. طيب تصلي، إنه شو المشكلة اذا صلّت؟!
 


كريستينا: مراقبة الناس والتحكم فيهن وبطرق حياتهن كانت تطال اصعدة مختلفة وكتيرة، الزواج كان بدّو موافقة، استئجار صالة افراح بدها موافقة، يعني الأمن كان يتدخّل بالصغيرة والكبيرة، حتّى بتفاصيل العزى والدفن.
 

مريم: كان إذا في حدا بختلف مع حدا ممكن يكتب فيه تقرير بكل بساطة بيختفي هاد الشخص شخص إنه ما عم يحضر مثلا أو ما حضر لمرة واحدة تحية العلم. فيعني كانت هي الأمور الي هي تفاصيل صغيرة بس هي حياتية كانت مليئة فعلا بالرعب. 
 

كريستينا: مريم عاشت واختبرت شكل ومعنى الحياة تحت سلطة نظام الاسدين، وحكتلنا كيف بالفترة الأولى من حكم بشار، كان الكل مصدق خطاباته ووعوده بالتغيير والاصلاح وحرية التعبير والرأي… لكن هالوضع ما استمر
 

مريم: سنتين أو ثلاثة كانت رجعت الأمور متل ما هي. بس الي خف إنه هو التقارير الأمنية ما عادت تاخد جدواها متل الأول يعني كان هدول الي بسموهن خطهن حلو أو إيدهن طويلة فما كانت ما عادت متل الأول إنه أي تقرير أمني كان إنه مباشرة يختفي صاحبه. 

صارت الأمور يعني شوي أسهل وصار شوي فينا نحكي شوي بعدين ردت الأمور كلها رجعنا للحيطان إلها أذان وما بصير نحكي أي شي وعنا حافظ الأسد أو بشار الأسد لازم الصور التنتين كانوا يكونوا بكل صف وبكل مرفق دولة. 

رجع اعتقل كل الي وقعوا على إعلان دمشق وسكر كل الصحف الي طلعت ووقف كل الأحزاب الي طلعت فرجعنا للدكتاتورية والحكم الشخص الواحد حفاظا على المزرعة تبعه وحفاظا على الحكم وتحول الحكم الي احنا استبشرنا فيه لاعتقالات وإلى سجون ردينا مرة جديدة وإلى يعني بنقول إنه عدنا على أسوء بهي الفترة بعد ال2004 و2005. 


كريستينا: التحكم بنوع الحياة يلي ممكن يعيشوها الناس، كان اداة اساسية لإدارة النظام للبلد، حسب ما ذكرتلنا مريم، اذا كان في عائلة ما يسارية او عندها افراد توجههم يساري، فكانوا دايما ملاحقين ومراقبين، وفي متابعة للشاردة والواردة بحياتن. حتى لو من بعيد لبعيد. 

اما مثلا، ابناء العائلات الي من مدينة حماه، تحديدا بعد المجزرة الي ارتكبها النظام هنيك، فكان في قيود من نوع آخر مفروضة عليهن: حرمانهم من التوظيف او تولي المناصب بالجيش او بالدوائر الحكومية او العسكرية.    
 




عيلة مريم، ما كان عندها توجه سياسي ظاهر وما كانوا جزء من احزاب، طبعا غير طبيعة وجودها هي بحزب البعث بسبب عملها بالتعليم… 


 

اختها صباح حلاق، كانت قيادية بالحزب الشيوعي السوري، بس انسحبت منه في بدايات التسعينات 

اما ابنهم أيهم غزّول، يلي كان اصغر اخوته، وإجى عالحياة سنة ال 87، فكان خريج طب، وبيتشغل بمهنته وعم يكمل بتقديم رسالة الماجستير… وكان متله متل آلاف وملايين، نزل ليتظاهر ضد القمع والظلم، ويكون جزء من تغيير بلدهه ومجتمعه للأفضل.
 


مريم: ايهم من الشباب الي كان عنده يعني نوع التطوع هاد الي بنسميه من وهو صغير كان في عنده هي الأمور كان ثامن، تاسع كان يجيب رفقاته لعنده ويقعد يدرسهن هو كان متفوق دراسيا. فكان عنده هيك هي المبادرات إنه لازم نحن نعمل شي… 

أول ما قامت الثورة كان مخلص هو الجامعة وكان عم يدرس الماجستير فمباشرة تطوع أو اشتغل بالمركز السوري للإعلام وحرية التعبير بتوثيق الحالات الي كانت حالات القتل والاعتقال الي كانت عم تصير ضمن المظاهرات. قبلها مباشرة بس بلشت الثورة كان في مجموعة من الشباب أو المواطنين الواعيين شكلوا رابطة اسمها رابطة المواطنة الرابطة السورية للمواطنة وبالتعاون مع بعض الأشخاص الي إلهن تاريخ وطني 

فكانت هي عبارة عن ورشات يحضروها مشان توعية الشباب يعني بالمواطنة يعني كانوا عم يأهلوهن لسوريا بعد الثورة نحن متل ما كل الناس كانت عندها إنه فكرة الثورة إنه فعلا حتنجح وإنه الشعب ما كان في أي حدا عم يدفعوا في البداية غير إنه بده حريته وبده كرامته وبده يحقق إنه تكون في عنا دولة ديموقراطية متل ما كل إنسان بيحلم ونزيح هاد الكابوس بيت الأسد عن سورية فكان كتير في التفاؤل وفي أمل في الفترة الأولى. حضروا هي الورشات هي للمواطنة عن العدالة الانتقالية عن التوثيق فكان أيهم واحد من الشباب من أوائل الشباب الي انتسبوا لهيك ورشات 

وبعدين ساهم بتأسيس توثيق الانتهاكات مكتب البي دي سي بالشام بدمشق. وبلش يشتغل…  
 


كريستينا: متل حال ملايين العائلات السورية الي أُعتقل او أُخفي احد افرادها بال 2011 والسنوات الي تلتها، أيهم كمان تم اعتقاله، هو و 13 شخص من المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، تحديدا ب 16 شباط 2012. 

كان هاد اعتقال ايهم الأول، وتم عرضه هو والمجموعة الي معه على المحكمة… انحكم هو وخمس صبايا وطلعوا بعد 3 شهور، وضل الباقيين لتلات سنوات، او اكتر…  


هالإعتقال زاد من غضب ايهم ودافعه للاستنفار بسبب التعذيب الي تعرضله بالمعتقلات، وصار مصمم اكتر على النشاط الي كان عم يمارسة قبل ما ينحبس. 

بوقتها، ناس كتار بمحيط مريم نصحوها إنّه أيهم لازم يطلع من البلد، لكنه كان عم يكفي تعليمه، وباقيله اشهر ليخلص رسالة الماجستير، لهيك ضل، واستمر نشاطة، وزاد. 

خلال هالفترة، سافر أيهم على بيروت وحضر 3 ورشات عن العدالة وعن المواطنة 

وبعد بيوم من اخر ورشة رجع منها، فاق، طلع عالجامعة، وما رجع. 


مريم: هو استمر ما وقف ولا دقيقة وكانت عنده طموحات كتير كبيرة وكان وقت الي يطلع على المظاهرات يرجع فعلا هو خدوده حمر بشكل عادي فكانت ترجع عيونه هيك عم تبرق في هاد الفرحة الي نحن ما قدرنا نحن أهالي هدول الشباب ما قدرنا نحن نحصل عليها لإنه كان ممنوع. ممنوع إنه نحكي، ممنوع إنه نهتف حتى الطموح كان صعب إنك أنت تطمح إنك تعمل أي شيء  فالشباب هدول لينا فيهن يعني كانت فرحتي كتير فيه وبالشباب وبرفقاته إنه قدرانين يحققوا شي، قدرانين حلموا بشي وقدرانين يحققوه. فبس ما اكتملت هالفرحة… 
 


كريستينا: يمكن كتير ناس تتسآل، بالأخص يلي ما عاشوا التجربة، او يلي ببلدانهم يعتبر الإعتقال، الإخفاء، القتل، شي مستهجن وغريب، انه طيب وين القانون؟ 

هالعائلات بهالفترة ما كانت تقدر تروح تشكي للشرطة عن يلي بيعتقلوا الناس وبيخطفوهم؟ "معقول ما كان في لا حسيب ولا رقيب؟

بالحقيقة، الأجوبة على هالأسئلة بتنقسم لمرحلتين: 

مرحلة وجود هالعيلة بسوريا، تحت حكم وادارة النظام، 

ومرحلة، لما تكون هالعيلة تهجرت ولجأت على بلد تاني ممكن يتم فيه رفع دعوى على مرتكبي الجرائم. 

لاحقا، رح نسمع من مريم عن تجاربها مع تقديم الشكاوى من داخل سوريا، بس عموما، لما يتم إخفاء أو اعتقال أو تعذيب أو قتل فرد من أفراد عيلة سورية، خاصّة من الـ 2011 وبعدها، فكرة المحاسبة والملاحقة القانونية ضد يلي ارتكبوا هالأفعال والجرائم، وانتظار حكم عادل وشافي منها، هي مانا بالضرورة شي واقعي او مُجدي، وبأغلب الوقت بتعرّض حياة المتقدمين بالشكوى للخطر… 


بس من جهة تانية، كتير عائلات حاولت انها تسترجع جزء من حقها بعد ما تركت سوريا، بمساعدة قانون البلد الجديد يلي لجأوله او نزحوله… ومثال على هالشي عائلات المخفيين قسرا. 

هالعملية بتبدأ عادة بخطوة قانونية أولى: محاولة أفراد العيلة معرفة مكان المخفيين. 

طبعا في معايير قانونية متفق عليها عالميا لهالغرض. وأهمها "أمر الجلب"، او الإحضار. يعني الاستعانة بالقانون يلي بمكن الأشخاص أنهم يبلغوا المحكمة عن احتجاز أو سجن غير قانوني، ووقتها المحكمة بتأمر بإحضار السجين، ليحددوا اذا كان الإعتقال قانوني او لأ… عادة المسؤولين عن الإحضار، هنّه عاملين بالسجن نفسه.
 


متل ما ذكرت، هالخطوة القانونية لازم تتم اول شي، لانه من غير ما تثبت العيلة انه المحكمة ارسلت امر إحضار وما تم الرد، ما بتقدر تاخد الخطوة التانية: وهي رفع دعوى الإخفاء القسري.

هون بصير في مشكلة تانية، وهي صعوبة اثبات جريمة الإخفاء القسري، ببساطة، لعدم قدرة هي العائلات على انهن يحددوا بأي فرع او معتقل موجودين ابنائهم او بناتهم، اما بسبب عدم توفّر هي المعلومات بشكل رسمي بسوريا، او لخوف هالعيل من التعرض للخطر لو فعلا قاموا بمطاردة هالمعلومات.

صعوبة إثبات جريمة الإخفاء القسري، ادت لعدم اعتبارها كجريمة دولية. 


بس على كلن، في قضايا عائلات سورية وغير سورية مرفوعة بعدة دول، منذكر منها قضية عُبيدة الدباغ بفرنسا يلي حكينا عنها بحلقات سابقة. 

قضية ملفات قيصر بألمانيا، ويلي رح نتوسع بالحديث عنها خلال الحلقة. 

قضية جراح العظام عباس خان ببريطانيا، يلي بيدعّي النظام السوري انّه انتحر لكن عيلته بتصّر على انه تم قتله على ايد السلطات بنهاية ال 2013. 

وقضية الصحفية الأمريكية ماري كولفن بالولايات المتحدة الأمريكية، ويلي تم قتلها هي والمصور الفرنسي ريمي أوشليك بال 2012 خلال قصف لقوات النظام على مدينة حمص.

تركنالكم روابط بالوصف المكتوب للحلقة حتى تقرأوا اكتر عن هاي المحاكمات. 



خلينا نرجع لمريم، وبعد ما اختفى ابنها؛ لا بيّن بالشغل، ولا رجع من الجامعة، تحول الشك انه اعتقل للمرة التانية لأرق… وتأكدوا فعليا انه تم اعتقالة. ومباشرة بلشت رحلة البحث عنّه بين الافرع الامنية بسوريا.  
 


مريم: قدرنا نوصل إنه نعرف إنه الي بيعتقلوا من جامعة دمشق بياخدوهن على فرع الأمن العسكري بسرية المداهمة بدوار كفر سوسة. مباشرة أنا كنت عاملة عملية بتدبير مفصل ركبتي ولسة ما مشيتي ما كتير 

فرحنا لهنيك على المربع الأمني ورحنا مباشرة على 215 على بسموها سرية المداهمة، سألتهن كنت أنا وابني إنه في عندكن طلاب من الجامعة أجوا الهي قام قال لي لا ما اجانا حدا، قلت له مبلى الساعة 3ونص اجى لعندكم شابين. قال لي عم قول لك ما اجانا حدا من الجامعة اليوم، قلت له الله يرضى عليك يا ابني بس بدي أتطمن يعني إنه قال لي منين أنت. قلت له أنا من دير عطية، قال لي روحي على فرع المنطقة. المهم رحنا على فرع المنطقة ونحن متأكدين إنه هو بال 215 كمان التاني بقول لي يعني ليش عم تسألي عامل شي ابنك؟ قلت له والله ما بعرف

قال لي لكان ليه يعني أنت إذا عامل شي بيتحاكم وإذا مو عامل شي بيطلع، قلت له أنت عايش بسوريا شي؟ يعني هاد ما عنا ما في هي الأفكار أبدا بسوريا خلص اعتقل يعني اعتقل ما في داعي ليكون في سبب أو هيك. 

المهم بلشت أنا بهاد المشوار في حوالي ما خليت روح وأجي وراسل وأسأل وكذا ما في أي شي. حتى مر 3 أشهر… 

هلأ أنا بعد حوالي 5 أيام أو ستة أيام ما بذكر تماما من اعتقال أيهم كنت متوضية ورايحة صلي بالغرفة الي هي غرفة أيهم يعني. نحن طبعا بيوتنا تدمرت فكنا ساكنين في بيت أخي بالشام. ففايتة ما شفت غير إنه الباب الي كان يدخل منه أيهم هو باب البناية يعني فانفتح و4 شباب أيهم حاملين شاب يعني طبعا أنا عرفت إنه هو أيهم بس ما كانت ملامح وجه واضحة بس زتولي ياه وراحوا. وأنا واقفة يعني فصرت فكر إنه شو الي شفته أنا يعني كتير صعب إنك أنت إنه شو معناتها هي؟

يعني أنا واقفة ماني نايمة، ما عم بحلم أنا واقفة فقلت أنا إنه هاد أكيد إنذار من الله إنه هيك إنه عم يخبرني شو بده يصير بأيهم. فقلت لا يعني رفضت لساه شاب صغير 25 سنة عمره بكير. المهم حاولت إنه بعد هالأفكار عني…  


كريستينا: بعد 3 شهور تقريبا، وصل مريم خبر وفاة ابنها عن طريق واحد من الشباب الي كانو معه بالفرع الي تم اعتقاله فيه… وقتها عملت العيلة عزا صغير، واصحابه بالجامعة قرروا يعملوله جنازة افتراضية لتكريمه. 


لكن بعدها بكم يوم، واحد من قرايب مريم، يلي كمان كان مُعتقل بالفرع 215، طلع، وهاد الفرع نفسه يلي كان مُعتقد انه ايهم تواجد فيه. 

قريب مريم، سمع من عيلته انه ايهم تم قتله بالمعتقل، لكنه نفى الخبر، وأكد إنه ايهم بعده عايش، وانه كان معه بنفس المعتقل وانهم حكوا سوا. 

كانت هي صدمة لمريم، لانها كانت مقابلة الشب يلي بلغها بخبر وفاة ابنها أيهم، وشرحلها تفاصيل التفاصيل عن موته، وانه تعرض للتعذيب والاهمال الطبي، وانه الحرس رغم اخبارهن بظروفة الصحية وانه ممكن يموت باي لحظة، تجاهلوا هالشي لحد ما فعلا مات وتم اعلان وفاته وحطو رقم على جبينه. 


ومع كل هاد، لما اجا هالشخص وقال كلامه عن انه ايهم لسا عايش، انتعشت مريم من اول وجديد، وتعلقت بهالإحتمال، لانها بالنهاية ما شافت جثة ابنها بعينها… وفكرت انه شو اله مصلحه قريبها يكون عم يكذب… 

وهون بلشت مريم مرحلة تانية وجديدة، استمرت سنة و5 شهور، كل يوم ما عدا ايام العطل، تتنقل بين القضاء العسكري، الشرطة العسكرية، لجنة المصالحة، لجنة المركزية، وزارة الداخلية، والقصر العدلي… أي جهة كان ممكن تقلها اذا كان ابنها عايش او ميّت.

وبعد سنه وخمس شهور، اعطوها خبر للمرة الأولى… 


مريم: وقتها سمحوا إنه يعطونا أخبار يعني صار في إنه خبروهن شو عم بيصير فأنا متل العادة يعني كل يوم عم قدم هي الطلبات وكذا وهالمرة استدعوني لمكتب رقم 10 الي هو يعني هدول بكونوا يعني مستشهدين وقالوا لي إنه أعطاني ورقة لمراجعة الطبابة الشرعية بمشفى تشرين العسكري. خلال هي السنة و5 شهور نحن يعني كان في عنا معاناة كتير صعبة إنه نحن نلتقي كأمهات وزوجات وآباء يوميا نلتقي بالقضاء العسكري، بالشرطة العسكرية، بوزارة الداخلية يعني بكل الأماكن وكل حدا عنده قصة وقصة صعبة جدا في مثلا أم أخدت فقدت 5 شباب وفي أم اغتصبت بنتها قدامها وقدام أبوها 

قلت لهن إنه يعني احنا عم نتجمع إنه بس خلينا نحمل أسماء ولادنا بعرف إنه هاد شيء ممنوع إنه نحن مرعوبين وإنه بس إنه نحمل أسماء ولادنا بس نقول إنه هن وين. بس نكتب وين فلان يعني فعلا نظرات الرعب الي ظهرت بعيونهن سكتتني تماما إنه شو عم تعملي أنت. وهي الأم الي بنتها مغتصبة قالت لي لسالي هالولد خليه عايش، وهي تقول لي ما عندي غير البيت خليه، عندي ولد تاني خليه فسكتنا تماما عن أي شيء ما عاد في أي كلام ينحكى يعني… 

وصلت بعدين على بعد ما أعطوني هي الورقة رحت ثاني يوم على الطبابة الشرعية بمشفى تشرين العسكري وأنا داخلة لقيتهن عم يلفوا بعض الجثامين بالعلم السوري وعم يحطوا بسيارات وفتت بعدين أوقف. وأنا واقفة قام صرخ علي وقال إنه هنيك الطبابة الشرعية ففتت وأنا هيك يعني مصدومة. فالمهم إنه أعطيته صورة عن هوية أيهم وبس سألته إنه وين دفنتوهن؟ فصرخ فيي صوت لا تسألي، قلت له طيب ليش هدوليك عم ينحطوا بسيارات وهي وأنا ما هي قال لي ججة اطلعي لبرا ولا تسألي


كان في نبرة تهديد كبيرة في وكنا بهداك الوقت إنه أي حدا ممكن يخبر عن أي حدا ممكن يختفي يعني لا بيحترموا كبار ولا بيحترموا نساء ما في أي شيء فسكتت فعلا. 

طلعت بعدها قالوا لنا استنوا برا فأثناء انتظاري برا أجت سيارة في زوجة أحد الشهداء يعني واقفة بجنبي قالت لي شوفي… هي الي بزتوا منها شباب مقتولين، قلت لها شو عرفك؟ قالت لي الصبح أجت وحدة سيارة متلها. 

ففعلا وقفت السيارة وزتوا 15 جثة لشباب عراة تماما محطوطين بكياس نايلو شفافة. وكان كأنه هن هيك شي عادي كتير يعني أنا عم أتخيل ابني بكل واحد من هدول، امهات هدول شو عم بصير… كتير كان صعب الموقف بالجهة التانية كان في 5 شباب مربطين رابطين لهن عيونهن وإيديهن لورا ونازلين فيهن بالعصاية. وطبعا الشتائم الكبيرة كتيرة بعدين جابوا أوراق بصموهن عليها وهن مطمشين عيونهن. وفوتوهن بعدين بسيارة والي كان عم يضربهن مانو مكتفي فنزل العصايا من الشباك وصار يضربهن فيها.


كريستينا: بعد اربع ساعات من انتظار مريم بهداك اليوم، سلموها هي والامهات الي كانوا موجودات معها شهادات الوفاة. 

الشهادة يلي بإيد مريم كان مكتوب فيها انه ايهم توفى بعد خمس ايام من اعتقاله. وانه السنه ونص من التعب والركض ورا الإجابات والتعرض للإهانات كانت كلها من غير اي فائدة، وكان ممكن ما تمرق فيها لو كان وصلها خبر رسمي بوقتها.  
 

بتقول مريم "هالتجربة كانت كتير مريرة، لكنها قوتّني اكتر، وحملتّني رسالة كتير اكبر."


بعد ما استلمت مريم شهادة اثبات وفاة ابنها أيهم، طالبت بأوراقه، وطلبت تعرف وين دفنوه: وقتها هددها الضابط وقلها: "لو ما كنتي ست كبيرة كنت فوّتك لهون وما عدتي طلعتي". 
 

طلعت مريم وما استلمت شي، وبعد الحاحها عند الشرطة العسكرية، قالولها تروح تشتكي عليهن انن ما سلموها شي. متل كانه في نوع من الثقة انه آثار كل هالأفعال ما رح يكون الها اي عواقب. 

لكن مريم فعلا تقدمت بشكوى، وبعد عشر ايام توجهت لعند القضاء العسكري حتى تشوف اذا صار في مستجدات، بس من غير اي جدوى. 

وبلشت رحلة جديدة لمدة ست شهور، تلفلف بين المراكز وتبعت بريد وشكاوي تطالب بأغراض ابنها يلي كانوا معه وقت تم اعتقاله…

بعد محاولات كتيرة والحاح من طرفها، قدرت مريم توصل اخيرا لعند احد القضاه يلي المفروض تكون وصلته شكوتها… وبعد اسابيع وعشرات الطلبات، قدرت تحصل على الثبوتيات كلها يلي كانت بطالب فيها، وكانت الاهم فيهن، الورقة الي بتثبت انه ايهم توفى بأحد الفروع الأمنية.  
 


 

بس التعقيدات ما انتهت هون، لانه النظام بلش يلاحق ويبتز مريم وعيلتها.

بالنص التاني من ال 2011، وبسبب الوضع الراهن بوقتها، تهجرت مريم وعيلتها من بيتها، ولجأت لعند بيت اخوها توفيق حلاق، وهو من المع مقدمي البرامج بالثمانينات، وكان عنده برنامج اسمه سالب وموجب… برنامج اجتماعي بيعرض قضايا اجتماعية شائكة… تمت محاربته ووقف البرنامج، وسافر توفيق بعدها ع الشارقة لسنوات طويلة، قبل ما يرجع على دمشق ويستقر فيها… 

مريم ما كانت الوحيده يلي لجأت لبيت اخوها وقتها، كانت موجوده هيه وعائلات تانيه من القرايب والاخوه.  

 

وبيوم، فات الأمن السياسي عليهم، واعطاهم مهله 24 ساعة لمغادرته. 



مريم: كانت الدنيا رمضان وصايمين وكان تموز يعني شوب كثير فقلت له طيب وين بدنا نروح نحن 4 عائلات وين بدنا نروح؟ ما عنا إمكانيات يعني أنا متقاعدة وولادي موظفين ما عنا إمكانيات يعني نقدر نستأجر بيوت. فعلى الأقل خلينا للعيد المهم ما رضي بس ممد لنا يومين هاد هو كان مساعد حامل مسدسه و2 رافعين الروسيات وراه وحط حرس على كل البيت المهم ما شفنا غير المساء سمعنا خبطة طلعنا لقيناه ابني الكبير وابني يعني طول وعرض يعني مانو مرمى بالأرض والبارودة بصدره وشاب تاني وجه البارودة علينا فصرت فيه إنك يعني ابني أنت ما عندك أخت ما عندك أم كيف تدخلوا بيوت العالم بهي الطريقة؟ قال جاي تقرير فيكن بحيازة أسلحة ودولارات. قلت له ضحكتني يعني نحن جماعة موظفين منين بده يكون دولارات فوتوا هي البيت قدامك ومدري شو. المهم حجزونا بغرفة صغيرة وهاد الي رافع علينا السلاح والتاني دخل على البيت وفتشه وسرق 6 موبايلات وآيباد وبالأخير بقول بنادي لابني شوف شو بدنا نعطي المعلم. 


طلعنا من البيت قعدنا بالشارع بالمعنى الحرفي قلت له بالمعنى الحرفي أنت هلأ زتيتنا بالشارع.


كريستينا: خيارات مريم وعيلتها كانت محدودة، لهيك، طلعت على بيروت وقعدت عند بيت اختها، وقدمت هي وولادها  طلب اعادة توطين في المفوضية ببيروت، لكن ملفهن، وقدموا على طلب جديد، لكنه انرفض. وقتها ابنها الوسطاني سافر لألمانيا عن طريق البحر، وابنها الكبير سافر عنيوزلندا. 


اما هي، فتواصلت مع الإدعاء العام ببرلين بقضية مرفوعة ضد النظام السوري، وتم دعوتها كمدعية وشاهدة في القضية، ولما وصلت بقيت في برلين وقدمت لجوء.
 


 

خلال تواجد مريم ببيروت، تم نشر صور قيصر يلي هزت العالم، واهالي ضحايا معتقلات النظام السوري.   


مريم: ظهرت صور قيصر وانتشرت على فيسبوك حاولت أشوف إنه الفترة الزمنية تبع الصور هو أيهم كان وقتها بال 215 وهو صور قيصر هي بين آذار 2011 مع بداية الثورة للشهر الثامن 2013 فهو متوفي خلال هي الفترة. وأكيد لازم يكون في صورة يعني هيك الي تخيلته إنه لازم يكون إله صورة بين هدول الصور بس كانت صعبة جدا إنك تشوف هياكل عظمية معذبة، عيون مقلوعة، أطراف مبتورة محروقين إنك تتخيل إنه ابنك بين هدول المجموعة فما قدرت فعلا شي حوالي 10 مرات حاولت ما قدرت…  


كان زميله بالاعتقال الأول بسام الأحمد كان هو مشتغل بمكتب التوثيق بالانتهاكات بالقاهرة هو شاف الصور وشاف صورة أيهم تأكد منها. أيهم مانا لإنها هي صورته مانو متغير لإنه هو 5 أيام بس يعني ما يعني التغييرات الي صارت على الأشخاص الثانيين والصور مرعبة كان إلهن فترة طويلة يعني بالمعتقلات. فبعت لأختي إنه هي صورة أيهم فأكدت له قال لها بدنا كمان حدا من العيلة. فكان لسى ابني الكبير بالشام فبعث له أكد له إنه هي فعلا صورة أيهم.

وأنا ببيروت سمعت إنه في محكمة إنه في حدا من الشباب رافع دعوى هو ببرلين إنه ألمانيا في عندها هي إنها بتقدر ترفع فيها دعوى ولو إنه القاتل والقتيل مانن من ألمانيا يعني أو ما صارت القصة على الأراضي الألمانية. فاتصلت فيهن إنه أنا فيني رفع دعوى أنا عندي ثبوتيات وكذا فسألوا أكدوا إنه اي فيني.

فجيت ب10-7 هلأ بعد كم يوم بكون خلصت 5 سنين يعني على برلين… طلبوا مني إنه إذا أنت حابة إنك تقدمي لجوء من حقك هاد وهن وكلوا لي محامي ويعني طلع لجوئي وصار عندي لجوء وقعدت ببرلين يعني.


كريستينا: ببرلين، تعرفت مريم على مجموعة عائلات أفراد آخرين، ظهرت صورهن بملفات قيصر. ولاحقا، اجتمعت بمازن درويش، رئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، يلي أيهم كان ناشط فيه قبل اعتقاله. 


 

هاللقاء، نتج عنّه إنشاء رابطة لعائلات قيصر، للي قدروا يتعرفوا على صور شهدائهم ومفقودينهم. 

تأسيس الرابطة بلش ب 5 عائلات بال 2018، واليوم بتضم 55 عيله.


مريم: حوالي في شي 600 شخص قدرنا يعني نقدر تيجي العائلة بتبعث الصورة لعنا مكتب توثيق بشوفوا إنه هي الصورة موجودة وشو أقرب صورة إلها وبشوفوها الأهالي. يعني نساعد الأهالي بس مو الكل بيرضى إنه يكون عضو لإنه في مثلا عندهن حدا بالشام لسى الخوف والرعب يمتلكنا. الرابطة عم تشتغل شغل كتير منيح الحمدلله يعني وسمعتنا كتير طيبة بين المنظمات الدولية. كما نشكلنا كمجموعة نحن من 5 منظمات سورية شكلنا مجموعة سميناها أو سميت مجموعة ميثاق حقيقة وعدالة يعني اشتغلنا على رؤية الضحايا لحل ملف المعتقلين 


وبعدين طالبنا حاليا بآلية لكشف المصير هي الالية ضغط مجموعة روابط الضحايا الكبير قدرنا إنه نوصل للجمعية العامة بالأمم المتحدة واتخاذ قرار بدراسة كيفية حل ملف المعتقلين وإن شاء الله حيكون تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الأمين العام مشان يحكيلنا عن التقرير وبعدها حيصير في تصويت مشان إنشاء هي الآلية فإذا تم إنشاءها هي الآلية بتكون كتير يعني منصة كبيرة للسوريين للتوثيق، لرفع الحالات ورفع معاناة الناس ولكشف المصير للناس المعتقلين الي إلهن 10 أو 11 سنة ما حدا بيعرف عنهن هن عايشين أو ميتين… 


كريستينا: بنهاية حديثنا، سألنا مريم عن شو ممكن تعنيلها العدالة، كإم فقدت ابنها، وبيتها وتشتت كل عيلتها… 

سألناها عن مين بالنسبة الها مهم يكون خلف القضبان حتى تشعر ولو للحظة انو في شي مقابل كل شي خسرته…  
 


مريم: يعني ما فيني قول غير إنه هي المحاسبة يعني هي طريقنا لتحقيق نوع من العدالة. يعني ما في أي عدالة ممكن ترجع لي ابني أو ترجع أبو فلان أو أخ فلان لإنه حتى طريقة استشهادهن يعني هي كانت كتير ما عم بحكي عن أيهم إن هو أيهم أول 5 أيام يعني في سؤال دائما كان ينطرح علي إنه وقت الي شفتي صورته وهو شهيد يعني شو كانت ردة فعلك؟ بقول لهن ارتحت فكان هاد كان كتير مستغرب في البداية بس الي وقت بتشوف بمقارنة مع الصور الي شفناها إنه إذا الموت لابد منه منيح الي مات على بكير؛ لا عانى ولا جاع ولا مرض ولا تعرض لشيء يعني خلاه… 

إن شاء الله يعني… بس الصور الي بشوفها كتير كتير كتير صعب إنه يتخيل الواحد إنه حدا ممكن يوصل التعذيب فيه، وحشية البشر توصل إنك تتخيل إنه بعذبوا ناس لهالدرجة يعني. 


سلسلة طويلة من الأشخاص الي كان إلهن يد مثلا في قتله، فيا ترى بدنا نحاسبهن كلهن؟ 

أنا هلأ عم طالب بمحاسبة الرأس أولا، بشار الاسد اولا، وبعدين البقية اكيد الي بسوريا، احنا ما حنقدر لإنه المنتهكين أو المرتكبي الجرائم بحق الشعب السوري كتار كتار كتير يعني ففي حل بده يكون بس أهم شيء هلأ محاسبتهن والشيء الثاني كان أول ما استشهد أيهم تم رفع بمدينة دير عطيّة، الجيش الحر شال اسم باسل الأسد وحطه مشفى الشهيد أيهم غزول. فكمان بتمنى إنه يضل شي باسمه إن كان حتى إن كان مشفى كونه طبيب أو كان أو أي شيء بدل على إن هو كان موجود وكان إله دور في بالثورة يعني ما بحسن قول أكتر من إني بس بدي محاسبة وتخليد ذكرى حاليا. 


هي، هاد وضعنا، ما بعرف ليش تم اختيارنا، بقول أنا عندي بنت حماي ست كبيرة بال85، طبعا أنا صرت كبيرة بس هي صارت بالثمانينات بتقول لي طيب ليش نحن يعني ليش يصير هيك وخاصة يعني هي ما كانت جابت ولاد فكان أيهم هو متل ابنها الحقيقي كان فكتير كان يعني صعب عليها. إنه ليش نحن يصير فقلنا هيك نحن وجدنا في هي الفترة الزمنية لنتعرض لهي المآسي… 

طبعا أنا يعني زوجي توفى بعد الثورة ب6 شهور أثناء عملية قلب كان خطأ طبي بس كونه نحن بالشام ما كان فينا نحكي ولا كلمة. فبقول إنه الحمدلله إنه توفى قبل ما يشوف شو صار بأيهم وقبل ما يشوف شو صار ببيوتنا يعني في شيء هيك مقدر علينا. 

سلاحنا هلأ هو صوتنا. وما عنا سلاح اخر غير إنه نعلي الصوت وإنه نوصل والحمدلله يعني عم نقدر رغم إنه عددنا قليل وروابطنا كمان صغيرة ما هي المنظمات الكبيرة بس بتكاتف إنه 5 روابط وحاليا هلأ انضم لنا 7 روابط يعني صرنا بحدود 12 رابطة يعني من أهالي الضحايا الحمدلله عم نقدر نوصل الصوت تبعنا. 


بس المجتمع الدولي لسى ما أخد قرار إنه يكون معنا وهاد الي هلأ موقفنا يعني. وإلا بس ياخدوا القرار إنه خلص وخلص دوره لبشار الأسد بصير أكيد بصير في اتفاقيات وبصير في يعني إن شاء الله يكون سلام. بس الي جاي أصعب لسى من الي رايح وسنوات طويلة بدها لنزع السلاح من أيدي الجميع. كتير شيء صعب الي بده يعني الي صار والي بده يصير لسى بس أكيد يوما ما ستنتهي متل تجارب العالم كلها. بتنتهي بس على حساب الناس العاديين الي ما هن كسبانين شي لا ناقة لهم ولا جمل في الموضوع بس حكوا بس علو صوتهن شوي. 

كريستينا: بمحاكمات القضايا المتعلقة بضحايا العائلات السورية، منقدر نقول انو بعدنا بأول الطريق، وفعليا، ما في محاكمات او قضايا مرفوعة، على قد ما في جهود جماعية وحراكات وتنظيمات، بقوم فيها افراد عائلات الضحايا ومؤسسات حقوق الإنسان السورية وغير السورية. 

منذكر منها رابطة عائلات من أجل الحرية، يلي لفو حول اوروبا بباص الحرية لحتى يلفتوا النظر على قضية المخفيين قسرا… ودار بالباص زوجات وبنات المخفيين والمخفيات… 

اما بالنسبة لملفات قيصر، فآخر تحديث كان إصدار الامين العام للأمم المتحدة António Guterres، تقريره التاريخي يلي طالب فيه تعزيز الجهود المبذولة لتوضيح مصير وأماكن وجود الأشخاص المخفيين قسرا بسوريا، بالإضافة لتوصية الدول الأعضاء بإنشاء كيان جديد للمساعدة بالتنسيق والبناء على الجهود الحالية لتحسين وضع العائلات.

 


 

بحلقتنا الجاي رح نحكي عن الشبيحة: المصطلح، المفهوم، والجماعات الي بتجسدّة…

رح نتعمق بالسياق والتاريخ، ونسمع شهادات من سوريات وسوريين عن مواقفهن مع الشبيحة. 

 



 


هالحلقة من كتابة واعداد وإنتاج سليم سلامه، تحرير وتحقق من المعلومات ميس قات، تقديم ومشاركة بالتحرير كريستينا كغدو، مشاركة بالتحرير فريتز سترايف، وباقي فريق العمل يلي بتلاقوا بعض اساميهم بالوصف المكتوب.


أُنتجت هالحلقة بدعم من وزارة الخارجية الألمانية عبر معهد العلاقات الخارجية وبرنامج تمويل ZIVIK.