قيد المحاكمة/
ثلاثية النزوح والتهجير واللجوء / حلقة ٣: دُوَل اللجوء.. وقوانينها
Artwork for podcast قيد المحاكمة
ثلاثية النزوح والتهجير واللجوء / حلقة ٣: دُوَل اللجوء.. وقوانينها
الحلقة ١١٨ كانون الأول، ٢٠٢٣ • قيد المحاكمة • ٧٥ بودكاستس
00:00:00 00:01:43:26

مشاركة الحلقة

وصف الحلقة

في الحلقة الخاتمة للثلاثية الثالثة والاخيرة، بينضم فريق البودكاست بنسخته العربية للحوار للمرّة الأولى مع مقدمة البودكاست كريستينا كغدو... بيستضيفوا سوا المحامي غزوان قرنفل، مدير "تجمع المحامين السوريين" في تركيا، وعضو سابق في "المنظمة العربية لحقوق الانسان" وبيحكوا عن قوانين دول اللجوء المختلفة، التحديات والمخاوف والتغييرات الي ممكن تطرأ على اوضاع وظروف اللاجئات واللاجئين السوريين، وآثار وتبعات تطبيع الدول المختلفة مع النظام السوري الحالي

 

نصغي معاً في الموسم الثاني والأخير من بودكاست "قيد المحاكمة" لحوارات مع 24 سورياً وسوريةً، يحكون لنا السردية السورية عبر قصصهم الشخصية أو تجاربهم المهنية الاستثنائية خلال سنوات الحرب والثورة والشتات

تأتيكم حلقات هذا الموسم كل جمعة ابتداء من 29 أيلول... ثلاثيات عن جرائم الحرب، التهجير القسري، النزوح، والهوية

 إنتاج وإعداد سليم سلامه، تحرير وتحقق من المعلومات ميس قات، تقديم ومشاركة بالتحرير كريستينا كغدو، مشاركة في التحرير فريتز سترايف 

مكساج وماسترنغ: عبد الرزاق الصطوف

 

أُنتجت حلقات هذا الموسم بدعم من وزارة الخارجية الألمانية عبر معهد العلاقات الخارجية وبرنامج تمويل

ZIVIK

 

روابط

أصوات
كريستينا كغدو
غزوان قرنفل
ميس قات
سليم سلامه

إستمعوا و إشتركوا

في الحلقة الخاتمة للثلاثية الثالثة والاخيرة، بينضم فريق البودكاست بنسخته العربية للحوار للمرّة الأولى مع مقدمة البودكاست كريستينا كغدو... بيستضيفوا سوا المحامي غزوان قرنفل، مدير "تجمع المحامين السوريين" في تركيا، وعضو سابق في "المنظمة العربية لحقوق الانسان" وبيحكوا عن قوانين دول اللجوء المختلفة، التحديات والمخاوف والتغييرات الي ممكن تطرأ على اوضاع وظروف اللاجئات واللاجئين السوريين، وآثار وتبعات تطبيع الدول المختلفة مع النظام السوري الحالي

 

نصغي معاً في الموسم الثاني والأخير من بودكاست "قيد المحاكمة" لحوارات مع ٢٤ سورياً وسوريةً، يحكون لنا السردية السورية عبر قصصهم الشخصية أو تجاربهم المهنية الاستثنائية خلال سنوات الحرب والثورة والشتات

تأتيكم حلقات هذا الموسم كل جمعة ابتداء من ٢٩ أيلول... ثلاثيات عن جرائم الحرب، التهجير القسري، النزوح، والهوية

 إنتاج وإعداد سليم سلامه، تحرير وتحقق من المعلومات ميس قات، تقديم ومشاركة بالتحرير كريستينا كغدو، مشاركة في التحرير فريتز سترايف 

مكساج وماسترنغ: عبد الرزاق الصطوف

 

أُنتجت حلقات هذا الموسم بدعم من وزارة الخارجية الألمانية عبر معهد العلاقات الخارجية وبرنامج تمويل

ZIVIK

 

نص الحلقة


 

الثلاثية الثالثة:  النزوح والتهجير واللجوء / حلقة ٣:  دُوَل اللجوء.. وقوانينها

كريستينا كغدو تحاور: غزوان قرنفل، ميس قات، وسليم سلامه
 


 


*مقدمة*


غزوان: مرحبا


كريستينا: أهلا غزوان


غزوان: كيف الصحة؟

 

كريستينا: تمام، كيفك انت؟


غزوان: أهلا بيكي، يا هلا… 

 

كريستينا: أنا مبسوطة كتير إتعرف عليك، بعرفك شوي من خلال شغلك، بس مبسوطة أنه اليوم راح يصح لنا ندردش كمان مع بعض.


غزوان: الله يخليكي، شكرا لحضرتك.

 

كريستينا: هاي آخر حلقة بالثلاثية الثالثة، وبهالمناسبة مبسوطة كثير أنه اليوم لأول مرة راح ينضموا للنقاش زميلي سليم اللي هو منتج وكاتب بودكاست قيد المحاكمة، وكمان زميلتي ميس وهي مسؤولة التحرير والتحقق من المعلومات، وكمان مُساهِمِة بالأعداد… 

 

غزوان: أهلا وسهلا فيكن، فرصة حلوة أنه كمان نتعرف عليهن، ويكون في تواصل… 


 

كريستينا: فعلا…


سليم: أهلا أهلا!


كريستينا: أهلا يا سليم


ميس: مرحبا.


كريستينا: أهلا ميس 


غزوان: أهلين سلامات تحياتي

 

كريستينا: كيف صباحك كان اليوم؟


ميس: تمام الحمد الله! 


 

 


 

**********************************
 

كريستينا: اهلا فيكن بموسم جديد ومختلف من "قيد المحاكمة: ثلاثيات سوريّة حول جرائم الحرب وطريق العدالة". 

مدونة صوتية باللغة العربية منِصغي فيها لحوارات، قصص، وقراءات حول المشهد المتناثر لجهود العدالة، بمحاولة لفهم آثار الانتهاكات، وأشكال المحاسبة يلي عم بتم بقاعات المحاكم، أو من قِبل مختلف الدول وحكوماتها، أو حتى من خلال مؤسسات ومبادرات شعبية مستقلة، على الجرائم الجسيمة المرتكبة في سوريا… 

اسمي كريستينا كغدو، ورح كون عم رافقكن خلال حلقات الموسم التاني والأخير من هالبودكاست، ويلي رح يكون مقسم ل ٣ ثلاثيات تحاورنا فيها مع 24 سوري وسوريّة، من جوات سوريا وبراتها، عن التطبيع… الجرائم والخسائر  غير البشريّة… اللجوء، التهجير القسري، النزوح، والهوية. 

***

وصلنا معكم لخاتمة ثلاثيات هالموسم… بعد شهور طويلة من التحضير والبحث والتسجيل والكتابة والمقابلات, رحلتنا الصوتية يلي امتدت معكم على مدار سنتين بتوصل لنهايتها… 

من خلالها شاركنا معكم قصص ضحايا وشهود وشاهدات، تفاصيل عن تحقيقات، تساؤلات واجابات و وآراء عن العدالة، وادوات وشكل وتحديات الماحسبة والمحاكمات يلي عم بتم باوروبا ودول غربية ضد متهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في سوريا. 


بهالموسم، ركزنا على خلق مساحات حوارية بين سوريين وسوريات من جوات سوريا ومن براتها، وغطينا تفاصيل بتخص ابرز المحاكمات والتحقيقات والقضايا الجارية ضد المتهمين… ولحتى تكتمل الدائرة والسردية، فكرنا ننهي بحلقة بتركز بشكل اساسي على الحقوق من وجهة نظر قانونية. 

رح يرافقني بهالحوار المحامي غزوان قرنفل، مدير "تجمع المحامين السوريين" في تركيا، وعضو سابق بالمنظمة العربية لحقوق الانسان… 
 

**********************************




*بداية الحوار*

 


كريستينا: غزوان اهلا وسهلا فيك، كيف كان صباحك اليوم؟

غزوان: الحمد لله يعني ككل الصباحات يعني بشكل عام في رضا، بإستثناء يعني المعاناة اليومية اللي متعلقة بأوضاعنا القلقة يعني، في اماكن لجوءنا.


 

كريستينا: طيب بشو بتتلخص هذه المعاناة؟ أنت كيف عم بتعيشها؟


 

غزوان: هلأ الحقيقة حتى أكون شفاف وصادق يعني أنا ما ما عندي معاناة بإعتبار يعني بالمعنى الحرفي ما عندي معاناة، بإعتبار أنه أنا تم تجنيسي في تركيا أنا وعائلتي لكن المعاناة هي لما عم بتشوفي و بتلامسي قضايا يومية بتتعلق بالسوريين وبتعرفي أنه الإمكانات محدودة لمواجهتها أو لمساعدة الناس ويعني نكتفي بأنه نقدم له النصائح وارشادات قانونية وهذه القضايا لكن بتم الوجع وجع يعني في تعقيدات هائلة عم بواجهوها السوريين، خصوصا بالسنوات الأخيرة في تركيا.

 

كريستينا: عم فكر هلأ قديه مهم أنه عندك أدوات تقدر تقدمها يعني بعتقد أنه وحدة من أصعب الأشياء وقت اللي الواحد يحس بهذه المعاناة ويحس حاله معني فيها بشكل أو بآخر ويحس بالناس وبنفس الوقت يكون في حالة عجز، أنه شو بدنا نعمل يعني شو بدنا نقدم، فكتير حلو أنه عندك الأدوات وعندك القدرة والطاقة إنك تقدمها للناس بهذه المرحلة الحرجة يعني… 

غزوان: الحمدلله يعني على الأقل نقدم ما نستطيع تقديمه يعني ما نتواضع عن أي شيء ممكن أنه نقدمه للناس، بصرف النظر عن يعني حجم ما تقدمه أو قيمة ما تقدمه بالمعايير المختلفة لدى الآخر يعني، لكن المهم أنه ما نملكه من أدوات نوظفه في خدمة المجتمع السوري، للاجئين بالاخص.


كريستينا: يعطيك الف عافية، راح نحكي أكثر عن الظروف اللي ذكرتها حضرتك خلال الحلقة، بس بداية بحب شوي نرجع أنا واياك بالزمن لوراء، إذا ما عندك مانع طبعا، ونرجع لمرحلة شبابك بسوريا، الشباب بالعمر يعني أنا عندي حدس أنه قلبك لساته شب، بس إذا بدنا نرجع لمرحلة الشباب عُمرا بسوريا، شو أهم الذكريات اللي بتحملها من هديك الفترة من بيتك مدينتك مكان نشأتك اختيارك لتخصصك الدراسي الوضع السياسي اللي بتذكره بوقتها وكيف أنت كنت عم تتفاعل معه؟


غزوان: يعني خليني أقول أنه أحيانا الوعي بكون، أو الوعي المبكر بكون يعني له اثمان بيدفععا الإنسان، وهذا أنا اللي عانيته يعني كان الوعي المبكر مصدر معاناة بالنسبة لالي، خليني قول بشكل عام أنه جيل الستينات ما بيحمل بنفسه، معظمه على الأقل ما بيحمل بنفسه ذكريات ايجابية، لأنه أنا من الجيل اللي مضّى فترة شبابه كلها ضمن ظروف سياسية وأمنية صعبة في البلد، نحن ولدنا وعشنا يعني أنا عشت خمسين سنة من عمري، في ظل قانون الطوارئ يعني ومعروف وطأة قانون الطوارئ على حقوق الناس وحرياتها، وقدرتها على أنه تكون أو تقدم شيء في البلد يعني بشكل عام، فالظروف بشكل عام اللي عشتها أنا خلال مرحلة حتى شبابي الأول يعني، كانت ضمن اطار يعني أو ضمن وقت في صراع مسلح بين الاخوان المسلمين والسلطة، في ضغط أمني هائل على المجتمع، في يعني وطأة أمنية ثقيلة على كل الناس، وبنفس الوقت مثل ما قلت قبل شوي يعني في حالة طوارئ معلنة من عام ثلاثة وستين ما انتهت لغاية عام 2012، على الأقل انتهت بالمعنى القانوني أو الدستوري يعني.


 

فكل هذه الظروف ما بتسمح لك بالإضافة إلى وجود حد ادنى من الوعي والاهتمام، بالمسألة الوطنية أو بي حقوق الناس أو بي كل هذه القضايا، ما بتسمح لك أنه يعني يكون عندك وقت لحتى تمارس خلينا نقول مراهقتك بحرية أو تمارس شبابك بحرية، هذا الكلام أنا ما عشته الحقيقة، أنا عشت ضمن جو من الترهيب العام ولذلك الحقيقة خليني اعترف وأقول أنا عندي حقد واحتقار وكُره للسلطة اللي عمري ما شفتها الا كعصابة مسلحة، سطت على البلد ومقدراته ودجنت المجتمع السوري، يعني لا يمكن تصور مجتمع أنه يعيش فترة خمسين أو ستين سنة بدون حياة سياسية، هاي مشكلة كبيرة الحقيقة، لأنه بكون عم يكرر نفسه، وعم يشوف أنه هل يعقل أنه حزب واحد يدير بلد لمدة ستين سنة؟ ونوصل للنتائج اللي نحن فيها اليوم؟ هذا هو وجه الكارثة الحقيقي اللي أنا عشته يعني، لذلك ربما كانت آنذاك، كانت القراءة يعني ربما واحدة من أهم المخارج اللي لجأت لها للعيش بعالم آخر يعني بعالم موازي للواقع السيء اللي عم بيحيط فيني من كل ناحية…  


 

هذا وضع يعني المؤسف أنه عم نوصف مرحلة الشباب اللي هي حيوية واندفاع وكذا عم نوصفها بهذا التوصيف، لكن هذا واقع السوريين مع الأسف.


كريستينا: هل هذا الواقع وادراكك إلو، هو اللي خلاك تقرر تختار التخصص الدراسي تبعك، وعندي فضول أنه هذا الشب اللي كان عم بيهرب على الكتب من الواقع اللي حاسس بالقهر تجاهه، كيف كان عم بشوف اختياره لدراسة القانون ببلد هو عم بيدرك أكثر وأكثر وعم بحس حتى بحياته اليومية أنه هي مو بالضرورة فيها قانون أصلا؟.


غزوان: الحقيقة خليني أعترف أيضا أنه دراسة الحقوق كانت بالنسبة الي بمثابة اتجاه اجباري لحافلة حياتي كلها يعني، ما كانت نابعة يعني من خياري الحر، أنا كنت حابب ادرس صحافة الحقيقة بسوريا آنذاك في الثمانينات ما كان عندنا كلية صحافة أصلا يعني، وحتى لو كان يعني بدي افترض جدلا أنه كان في كلية صحافة ما كان ممكن تكون بخياري لأنه راح تكون يعني اشبه بي نطاق لفرض مساحة ايديولوجيا البعث يعني على كل الطلبة في هذه الكلية، أكثر مما أنه اكتسب منها مهارات المهنة يعني، فكان خياري أو رغبتي أنه أدرس الصحافة بلبنان، لبنان معروفة أنه هي منارة الصحافة بالمنطقة بالشرق الأوسط عموما، لكن بكل أسف يعني الأهل مانعوا هذا الخيار، بسبب وجود حرب أهلية بلبنان وطبعا أنا هلأ بقدر اتفهم خوفهن يعني خوف مشروع على ابنهن يعني وأنا في ريعان شبابي، فمن الطبيعي اليوم أنا بخاف على أولادي هذا أمر طبيعي، اليوم صرت أحس وأقدر وأفهم أنه ليش مانعوا سفري للبنان ودراستي فيها. 

فاضطريت أنه أقرب شي لعوالم الصحافة والسياسة اللي كانت هي جزء ايضا من اهتماماتي، هي الحقوق، فأخذت هذا الخيار، وهذا الخيار الحقيقة أنا أخدته يعني تطوير لمفاهيم وثقافة أكثر مما أخدته أنه هي مهنة، بدي امارسها كمحاماة أو كقضاء، طبعا كقضاء، كانت عفوا بعيدة عن المتناول لأنه نحن عندنا القضاء يعني لآزم يكون القاضي بعثي بالضرورة، وأنا لم اكن منتمي لحزب البعث، يعني كانت مهنة المحاماة ما هي مهنة اللي أنا عم بمارسها لحتى أخذ منها فلوس وأعيش يعني عم بمارسها بمزاجية أكثر بإنتقائية أكثر، لأنه الحمدلله يعني أوضاعي المالية أوضاع الأسرة بشكل عام، مقبولة وقادر أنه ما استند على هذه المهنة لتكون مصدر عيش، لكن بهذه التجربة أنا يعني بقدر أقول اليوم أنه بنصح الشباب كلها أنه قاتلوا لأجل أنه تحققوا أمالكم يعني في أتيح لي فرص بهداك الوقت بندم اليوم أنه ما استثمرتها يعني كما يجب، ربما لأنه لو مارستها، يعني إلى أثمان أنه بدي أعيش وحيد بدي اعتمد على نفسي، بدي أفتقد الرفاهية اللي أنا عايشها عند أهلي كذا، ما ما أخذتها الحقيقة، اليوم بندم، أنه لأ كان لآزم ادفع هذا الثمن البسيط في سبيل أنه احقق ما كنت اتمناه، كان فيني اطلع لأوروبا ادرس، كان فيني أنه ادرس الشيء اللي أنا بحبه اللي هو الصحافة ولكن بغير بلدي وبغير لبنان، فا يعني بندم أنه ما استثمرت هذه الفرصة، وبقيت في البلد اللي أماتني لمدة خليني أقول 20سنة على الأقل أنا بحالة موات عقلي وذهني، ما قدرت اعمل شي فيها يعني، حتى انطلاق الثورة بصراحة، يعني من لحظة الاعتقال وبعد الافراج عني أنا ركنت للسكون، حتى فترة الثورة، لقدرت إني استعيد حياتي بالمعنى اللي أنا بحبه، بالمعني اللي أنا برغب أعيشه يعني.


كريستينا: عم بفكر قديه الحالة اللي عم توصفها قديه فيه ملايين الأشخاص اللي عاشوها، وقديه فعلا مؤسف أنه في طاقات مهولة بالبلد كانت عم تسكت وعم يعني عم تنخنق على مدار سنين وطبيعي بهيك وضع أنه الناس تتحرك بلحظة ما وتقول خلص بكفي.


غزوان: صحيح.


كريستينا: وهذا اللي صار بالـ2011… خلينا نحكي شوي عن هذه المرحلة، اللي تلاها أو اللي تزامن معها كثير من من حالات اللجوء والنزوح والتهجير القسري لملايين السوريين والسوريات، وحضرتك كمان بهذا السياق لجأت على تركيا مثل ما ذكرت بالبداية، احكي لنا شوي عن عن هذه الرحلة وعن هذا القرار، شو كان أثر هذا الإنتقال على احساسك أنت الشخصي بالإستقرار؟ وكيف شكلت علاقتك بالمكان الجديد؟.


غزوان: خليني أقول أنه كمدخل أنا بعتبر حالي ناجي أنا وأسرتي يعني بعتبر أنه أخذت قرار واعي ومبكر بمغادرة هذا المستنقع أنا خرجت من سورية بـ 8/7/2012، يعني بعد انطلاق الثورة بحوالي تقريبا سنة ونصف سنة وأربعة أشهر، الحقيقة اللي دفعني لإتخاذ هذا القرار بالمغادرة هو أنه السلاح دخل على العمل السلمي والمدني، وحراك الثورة، وأنا هذا ما هو خياري، أنا ما بحب السلاح، وبكره يعني حتى البدلة العسكرية بكرها، ادركت حينها أنه نحن استدرجنا، إلى مساحة ما هي مساحة، والى حلبة ما راح ننتصر فيها على الإطلاق حقيقة يعني وبعتقد هذا الأمر تم بتسفير وبغض نظر من قبل السلطات الأمنية، يعني أنا كنت بحلب يعني أول منطقة تم دخول السلاح لها والسيطرة عليها، هي منطقة صلاح الدين، صلاح الدين محاطة من كل جهاتها بمناطق تحت سيطرة النظام يعني، وخلال حركتي في المدينة يعني غالبا ضمن مدى اثنين أو ثلاثة كيلومتر مو أكثر أو أربعة كيلو متر، بيستوقفني ثلاثة أربعة حواجز يعني للتفتيش، فكيف دخل السلاح لهذه المنطقة المحاطة بحواجز التفتيش هذا بيعني أنه في غض نظر، في تسهيل لمسألة وصول السلاح للناس وأنه النظام مدرك أنه إذا جرو الثورة لهذا المستنقع راح ينتصر، لأنه هي حلبته اللي قادر يمارس فيها العربده وقادر يمارس فيها القتل وبتقديم مبررات أنه في يعني ناس شايله سلاح ضد الدولة وفي عملاء وفي وفي إلى آخره، طبعا بحكم معايشتي لتجربة الثمانينات كنت مدرك أنه المسألة ما راح تقتصر على أنه اليوم في بندقية عم تواجه بندقية نعم راح يكون في بمرحلة من المراحل استقدام سلاح ثقيل وقصف طيران، طبعا كثير من زملائي كانوا يعني ما يأخدوا هذا الكلام بعين الإعتبار ويقول أنت عم تبالغ يعني في استنتاجاتك المجتمع الدولي ما راح يسمح بهذا الكلام وإلى آخره، وأنا كنت واحد من الناس اللي كنت اعتقد فعلا أنه المجتمع الدولي ربما عند حد معين يقول كفى، لكن بكل أسف يعني إلى الآن لم يقل كفى إلى الآن. 

فخلال الفترة اللي هي سنة وأربعة شهور قبل مغادرتي، يعني كان الدوري مشارك مع كثير من زملائي المحامين بتظاهرات أو وقفات احتجاجية، ضمن قصر العدل بحلب، وكثير من أنه قدموا دعم قانوني وحتى تبرع مالي لقيمة الوكالات للزملاء آخرين أو كفالات اخلاء السبيل للمعتقلين وخاصة من طلاب جامعة حلب لأنه عمليا بحلب اللي كانوا يتظاهروا هن المحامين، و طلبة جامعة حلب فبرجع بقول لما شفت السلاح هو سيد الموقف صار، أخذت قراري أنه أنا لآزم اغادر أنا وأسرتي، أنا ما بقدر اعيش ضمن هذا الصراع، المسألة ما عادت يعني ثورة حرية وكرامة صار في سلاح والسلاح هناك من سيقدمه لأنه واللي بده يقدم هذا السلاح له مصالح بده يفرض سياسته ومصالحه على من يأخذون هذا السلاح يعني وبالتالي الكلمة العليا صارت للبندقية ما عادت كلمة العليا لا الي ولا للفعاليات المدنية. 

كان عندي اثنين من أولادي طلاب بكالوريا، استغليت الوقت لبين ما قدموا امتحاناتهن النهائية؟ جددت جوازات السفر اللي هي منتهية الصلاحية جهزت كل أوراق ممكن احتاجها بما فيها وثائق الملكية بما فيها، كل شي يعني بخطر على البال، أنه راح احتاجه أو لآزم يكون موجود معي، جهزته حتى الحقائب كانت مجهزة، بإنتظار اليوم الأخير لتقديم الامتحانات، بالفعل انتهوا الأولاد من الامتحانات، يوم 7/7 على ما أذكر، صباح 8/7 غادرت مدينة حلب فورا للمعبر الحدودي، طبعا لحظات عصيبة كانت على المعبر لأنه يعني خفت يكون اسمي موجود على الحدود صراحة وخصوصا أنه أنا أصلا يعني معتقل سابق أو وممنوع من السفر لمدة أربعة سنوات سابقة على الثورة يعني، لكن رب العالمين يسر الأمور وحصل آنذاك على المعبر تبادل لإطلاق النار بين السلطة والقوى المسلحة المعارضة يعني فنفذونا بدون تركيز او بدون اهتمام ودخلونا الأراضي التركية، وهذا اللي حصل يعني عشنا في تركيا هذه الفترة، الحقيقة ما كان في بالبداية تصور، أنه راح نبقى كل هالسنين في تركيا يعني كان في تصور أنه ممكن أما سقوط النظام ضمن مدى زمني معين يعني ما يتجاوز ربما الستة شهور لسنة، أو على الأقل الوصول إلى اتفاق سياسي يعني ينهي هذا الوضع، لكن مع الأسف تطور الموقف بشكل غير متوقع، ونحو الأسوأ فا خلص يعني فهمت بعد السنة الأولى، أنه على الأقل نحن راح نبقى هون بين خمسة الى عشرة سنوات، ما في حرب أهلية أو صراع مسلح في بلد إلا وأخذ مدى زمني بيتراوح بين 10 الى 15 سنة ولذلك ادركت أنه خلص يعني نطوي صفحة لأ فكرة العودة على الأقل بهذه المرحلة، وتكيفنا مع الوضع وهذه مثل ما قلت لك يعني هلأ صرنا مواطنين هون في تركيا، وعايشين مع الوضع اللي نحن فيه الحمدلله.


كريستينا: بتحس حالك مواطن تركي غزوان؟


غزوان: بنسبة 90% أنا سوري الحقيقة، لسا شعور المواطنة الحقيقي ما تكرس ما عشعش جوا نفسي خليني احكي بصدق، أنا صحيح بحمل جواز سفر وهوية تركية، لكن جواتي لسا ما صارت، وربما المساحة الزمنية المتبقية من العمر ما تسمح لي أكون تركي، بالإضافة إلى البيئة اللي أنا عايش فيها بشكل عام، واللي تغيرت بنسبة 180 درجة، عن السنوات الأولى، يعني ما بتسمح لك أنه أنت مواطن فعلا تشعري أنه أنت مواطن، يعني بدي اضرب مثال مؤخرا كنت بحاجة أنه استأجر بيت، فا بتفاجأ أنه بعد ما وصلنا على البيت اللي بدنا نستأجره بقول أنا ما بأجر أجانب، قلت له بس أنا مواطن يعني هذه هوية ترى، قال لي لأ أنت راح تبقى أجنبي هون، فا البيئة المحيطة غير مرحبة، حتى لو اتجنست ليست البيئة المرحبة فيك، لا ترغب فيك، لا كمواطن ولا كلاجئ، مع الأسف.


كريستينا: اللي عم بتشاركه غزوان أنا مقشعر بدني طول الوقت وأنت عم تحكي، بكثير أشياء شاركتها في شي بخاطبني كمان بشكل شخصي وبخاطب كثير ناس بتعرفهن، سوريين وسوريات أو أشخاص من جنسيات أخرى، ما لقوا ببلدانهن الموطن والمسكن، فاضطروا يتحركوا بشكل اختياري اضطراري اجباري قسري في بعض الحالات وعم بفكر كمان بحديثك هلأ وعم يخطر لي أنه بعمره الورقة ما ما عملت مواطن يعني في ملايين من السوريين والسوريات حاملي الجنسية السورية بس ما بعرف إذا عمرنا حسينا حالنا مواطنين ومواطنات ببلدنا يعني، فما بالك ببلدان ثانية اللي هي بتضل بتتأرجح علاقتها مع الأشخاص المقيمين أن كان كمواطنين والا أن كان حاملي الجواز تبع هذه البلد والا المقيمين اللي هو بتتأرجح حسب سياسات الدولة ومين بينتخب بفترة ما كثير مركبة هذه العلاقة…


غزوان: صحيح، الناحية الثانية بالنسبة النا هون على الأقل خلينا نوقف على الناحية غير موضوع أنه في بيئة نابذة لالك، موضوع اللغة اللغة يعني نحن في صعوبة في تعلم اللغة هون لأنه جينا أولا لما بيجي تقريبا مجتمع كامل، يعني اليوم في مدينة مارسيل يالي أنا عايش فيها، في ربع مليون سوري، فهذا مجتمع كامل انتقل من حيز جغرافي لحيز جغرافي، فَ 80-90% من تعاملك بكل المجالات عم بكون معهم، واختلاطك اليومي معهم فضلا عن أنه بالبداية لم يقدم لك فرصة أنه تتعلم لغة كما الحال في أوروبا يعني مثلا، فا ما لم تتعلم لغة البلد، مستحيل تكون مواطن فيه، لأنه المواطنة مو بس ورقة باسبور وهوية حطيناهم بالجزدان ومشينا بالشارع لأ، لآزم تعرف تاريخ هذا البلد، تعرف كيف بفكر المجتمع في هذا البلد، وضعه الاقتصادي ووضعه الثقافي وضعه السياسي، الأحزاب السياسية توجهاتها أرائها خلفيته التاريخية كل هذه القضايا، هي اللي بتشكل عندك يعني مساحة المعرفة الأوسع، وبتهيأ لك فرص الانخراط أكثر في هذا المجتمع، والمشاركة وإلى آخره، كل هذا غير متاح، هلأ في عناصر ذاتية للتقصير أكيد هذا واضح، ولكن السوري أنا ما بقدر ألومه في هالبلد إذا كان ما قدر يتعلم كما يجب، اللغة، لأنه مطلوب منه ينزل يشتغل 12 ساعة لحتى يأمن الخبز تبع بيته، فاي وقت بده يصرفه ليروح يتعلم اللغة أو يشتري كتاب باللغة بلغة البلد هون ويقرأه أو إلى آخره، ففي معوقات الحقيقة كثير كبيرة في هذا الاطار، ويبدو أصلا لم تبذل جهود بهذا الاتجاه لأنه كان هناك قرار أو رؤيا أنه هؤلاء مؤقتون في هذا البلد.


 

كريستينا: نعم… غزوان قلت لك بالبداية هذه آخر حلقة بثلاثية الثالثة بهالمناسبة مبسوطة كثير أنه اليوم لأول مرة راح ينضموا للنقاش زميلي سليم اللي هو منتج وكاتب بودكاست "قيد المحاكمة"، وكمان زميلتي ميس، يلي هي مسؤولة التحرير والتحقق من المعلومات وكمان مساهمة بالأعداد، فَ راح يدخلوا كمان معنا ويكملوا معنا النقاش.


غزوان: أهلا وسهلا فيهن وفرصة حلوة أنه كمان نتعرف عليهن ويكون في تواصل.


كريستينا: فعلا خاصة بنقاشنا بهذا الموضوع يعني.


سليم: أهلا أهلا.


كريستينا: أهلا يا سليم… عم نستنى ميس كمان تدخل! 
أهلا ميس


 

ميس: مرحبا! 


غزوان: أهلين سلامات تحياتي.


كريستينا: كيفك ميس كيف صباحك كان اليوم؟


ميس: تمام الحمدلله… 

كريستينا: ميس وسليم قبل ما تنضموا كان غزوان عم يحكيلي عن قراره باللجوء لتركيا وأثر هذه التجربة على هويته، على شعوره بالإستقرار على الانتماء، وانتم كمان لأسباب كثير مختلفة وبظروف مغايرة تماما قررتوا تنتقلوا على بلدان أخرى، غير البلدان اللي نشأتوا فيها، وكنا عم نحكي شوي عن مفهوم المواطنة، فعندي فضول اعرف أنتم وين بتحسوا حالكن المواطنين؟ ميس وين بتحسي حالك مواطنة كونك سورية وعايشه ما بعرف إذا بنسميها منفى والا غربة أنت قوليلي؟.


ميس: أي أنا أكيد بسميها منفى أكيد لأنه لما بكون ما عندك خيار أو قرار إنك أنت ترجعي للمكان اللي اجيتي منه فهو أكيد منفى أنا الحقيقة لما حكى الأستاذ غزوان عن مصطلح الموات هذا أثر فيني كثير لأنه أنا بسبب هذا المصطلح بالضبط أنا خرجت من سوريا، يلي هو كمان شكل آخر من التهجير القسري، يللي مو بس أنا يعني طلعت من بلدي بسببه بس بسببه كثير في أشخاص كثير ثانيين يعني كان عندهن نفس التجربة… 

الموات من جهة موات إنساني مجتمعي على المستوى المهني، في حصار له علاقة بالحريات، أنا كمان من عائلة معارضة يعني تاريخيا علينا ضغوط شديدة كثير يعني بشكل يمكن ما بدي أقول أكثر من سوريين آخرين بس بعتقد أنه ضغوط كثير كبيرة بتكون فيه على الأشخاص اللي عندهن تاريخ معارض… 

فيعني هذا هو أكثر سبب خلاني اطلع من سوريا قبل كانت مصادفة أنه كنت عم أعمل أوراقي قبل بشوية من من اندلاع الثورة بسوريا وبعدين طلعت على هولندا، بالأصل أنا كمان قادمة من اقلية بسوريا اسمها الأقلية الشركسية كل حياتي كنت أفكر حالي أني أنا بس سورية، بعدين لما خرجت من سوريا انفتحت عندي هذه التساؤلات تبع الهوية والاستقرار والانتماء، فصرت كمان صرت أحس أنه لا أنا كمان شركسية مو بس سوريّة، بس عندي تعلق كبير بي هويتي السورية وبإنتمائي السوري. 

وبعد وقت بعد مرور 10 سنين الي بهولندا بطلت أعد، ما عاد عديت الأيام قديه صار لي، هلأ إذا الناس بتسألني كم سنة صار لك بهولندا ما عاد كثير بتذكر يعني صار لي 12 والا 13 والا كذا ما بعرف، بالضبط لأنه قررت بعد تفكير كثير طويل بهذه المفاهيم مفاهيم الاستقرار والهوية والانتماء والمواطنة، أنه هذه الأمور بتيجي من جوا، الاستقرار بيجي أنا قررت أنه يجي من داخلي، ما يجي من المكان يلي أنا موجودة فيه، والإنتماء يكون عندي انتماء لمبادئي للناس اللي بحبهن بحبوني شو ما كانت لغتهم شو ما كانت خلفياتهن الدينية أو العرقية أو لونهم أو جنسهم، يمكن هذا الشي اللي خلاني بعدين أقرر أني أنا أكون مواطنة وعندي هوية وعندي إستقرار بطريقة مختلفة يمكن عن أشخاص أخرين، ولكن بنفس الوقت بتقدم لي راحة البال، وعدم انتظار قبولي من المجتمع وانتظار ورقة تسمح لي بأنه اعتراف فيني من الآخرين، يعني يجي أنا اعترافي من داخلي أفضل من أنه يجي من البيئة الخارجية أو المحيطة.


كريستينا: بخاطبني كثير اللي عم تحكيه ميس هذا كان اللحظة اللي قدرت اوصل لهذا الاستنتاج مع نفسي، تحررت من كثير أزمات شخصية وكانت تنعكس كمان على خياراتي أن كان مهنية والا تنقلاتي ولا احساسي بالفوضى بالحياة… 


 


كريستينا: أنا بدي أرجع لغزوان، وبحب كمان سليم وميس تنضموا للنقاش وهيك نفتح على بعض يعني اسئلة… خلينا نرجع لموضوع الخيار ، هلأ إذا بدنا نحكي عن البلدان يلي (استضافت) بين قوسين بغض النظر شو يعني استضافت… السوريين والسوريات من وقت ما بلشت الثورة وبالسنوات اللي تالتها، هل كان فعلا عند الأشخاص اللآجئين واللآجئات الخيار وين بدهن يروحوا؟ شو يعني من مراقبتك أنت للوضع العام شو الخطة اللي اتبعوها الناس وقت اللجوء بالسنوات الأولى؟ بعد الـ2011، وشو العوامل اللي أثرت على خياراتهن بوين بدهن يروحوا بحالهن؟.


غزوان: يعني خليني أقول أنه ربما أو غالبية الناس العامل الجغرافي هو اللي لعب دور في المقام الأول. يعني بمعنى أنه من كان قريبا للحدود التركية مثلا أو فلجأ إلى مناطق للأراضي التركية، أهل حلب والشمال بشكل عام، لجأوا لتركيا، بعض من أهالي حماة وحمص وهم قلة على أي حال في تركيا يعني، لكن غالبيتهم توجهوا للبنان، بنشوف أنه راحوا على لبنان، وحتى بعض من أهالي دمشق، أو ريف دمشق، لأنه هي الأقرب لالهن، بينما باقي اللآجئين توجهوا الأردن لأنه مثل درعا مثلًا أو مناطق الجنوب أو أرياف دمشق، ربما كان خيارهم هذا هو الأقرب في عوامل ثانية ربما لها علاقة بوجود أقارب في بعض الأحيان يعني بتشجع أكثر على أنه تتوجه لهذا البلد أو لذلك، في ناس أصلا ما لجأت لكل دول الجوار يعني لجأت ربما أبعد من ذلك إلى مصر مثلا، في ناس راحت لمصر ووجدت بيئة مناسبة للعيش فيها وتلقت معاملة حسنة من المجتمع المصري، في ناس توجهت أبعد من ذلك إلى الجزائر أو غيرها، لكن هن قلة على كل حال يعني، فالعامل الجغرافي بتقديري هو اللي لعب الدور في المقام الأول بتوجه الناس لدول اللجوء يعني، هلأ تحول الأمر فيما بعد أنه صارت ناس كثير، ربما هي ما بدها تعيش في تركيا، ما بدها تيجي لتركيا، لكن صارت تيجي لتركيا لأنه هي دولة عبور بعد اتجاه الهدف الآخر اللي هو دول الاتحاد الأوروبي، لذلك يعني أنا بعتقد أنه جذر المسألة بيتعلق أساسا بالقرب الجغرافي من دولة اللجوء، وكانت يعني المسألة كلها أصلا في البدايات يعني أنا بذكر أول ما أجيت يعني عدد السوريين محدود بشكل يعني كثير في المدينة اللي أنا فيها، يعني بالكاد باليوم كله ما تشوف سيارة سورية يعني بنمرة سورية، اليوم ما شاء الله يعني في غازي عنتاب لوحدها في 550 ألف في هاتاي أنطاكيا حوالي 450 ألف، في مارسيل 250 ألف يعني، فالقصد أنه المسألة الجغرافية هي كانت يعني العامل الحاسم في المقام الأول بهذا الأمر.


سليم: أستاذ غزوان أنا عندي سؤال يعني بصلب هذا الموضوع والتوزع الجغرافي يعني سواء بداخل البلد نفسها أو على اختلاف البلدان اللي لجأوا عليها السوريين والسوريات، هل في تساوي في فهم الحقوق حقوقهم كلاجئين على سبيل المثال، وهل في يعني أنا كنت اطلعت مؤخرا أو عرفت أنه في كمان قوانين بتمنع الانتقال ما بين المدن داخل نفس البلد بتركيا على سبيل المثال الا إذا كان في تصريح لكن في مدن هي مش مدن اقتصادية داخل نفس البلد، على سبيل المثال وهذا بالتالي ممكن يأثر على فرص اللاجئين واللاجئات إذا كانوا عم ببحثوا عن عمل على سبيل المثال أو إذا كانوا عم بدوروا على بيت لأنه البيوت أقل عددا بالمدينة الفلانية إلى آخره...


غزوان: صح.


سليم: هل في تساوي بالحقوق من هذا الناحية سواء داخل البلد أو على اختلاف البلدان؟ 


غزوان: يعني خلينا نقول بالبداية كان في سياسة فيها كثير من التسامح وغض الطرف، من قبل السلطات عم بحكي على التجربة في تركيا وما كان أصلا في وضع قانوني للسوقيين يعني حتى عام 2014 أو 15 لحتى صدر قانون الحماية المؤقتة، اللي بقى قولا وضع السوريين بشكل قانوني خلينا نقول على الأراضي التركية، لكن مع ذلك استمرت سياسة غض الطرف حتى وقت متأخر يعني خليني أقول لحتى عام 2016-17 حتى 18 كان فيه، بمعنى أنه فيك تسوق السيارة بشهادتك السورية ما كان عندهن مشكلة فيك تسافر بدون إذن سفر كمان ما كان في مشكلة كل هذه القضايا، لما حصل الاتفاق الأوروبي التركي وصدر قانون الحماية المؤقته، هون بلشت بقى تنضبط الأوضاع أكثر وانطوت سياسة غض الطرف لأنه سياسة الباب المفتوح اللي كانت متاحة سببت إشكالات الحقيقة بالنسبة للدولة التركية على مستوى صراعها مع المعارضة على مستوى حتى ضبط الوضع يعني لما يجي السوري أنا بعرف حالات كثير ناس تدخل عايشة بتركيا تدخل لسوريا تمضي نص نهار أو يوم كامل أو تجيب اغراض وترجع لتركيا يعني، لهالدرجة كانت الأمور على الحدود مفتوحة يعني هلأ فيما بعد تم ضبط الوضع وتم تنظيم الأمور أكثر، وهو ربما هذا ضروري في وجه من وجوهه لأنه يعني البعد الأمني كثير هاجس مهم عند الدولة التركية، ولآزم نتفهم هذا الموضوع يعني، هلأ الناس تلقت يعني نحن في كثير منظمات قدمت نوع من التوعية الحقوقية، توعية قانونية بالقوانين التركية المتعلقة بأنه أنت شو عم تواجه يوميا في هذا البلد؟ كيف تطالع اقامتك؟ كيف تثبت عنوانك؟ إذا بدك تعمل شركة كيف تعمل شركة شو اللي بتحتاجه في هذا الموضوع؟ يعني هالقضايا البسيطة اليومية عملنا يعني نحن وغيرنا من المنظمات عملنا نوع من التوعية ونحن تحديدا أصدرنا أربع كتيبات يعني باللغة العربية عن القوانين التركية قوانين العائلة والزواج وهذه القضايا كلها يعني، فهذا السوريين والسوريات كانوا عم يتلقوا كل الفئات، عم يتلقوا هذا يعني خلينا نقول التوعية القانونية لأنه كانت عم بتم عبر وسائل إعلام يعني، مسموعة ومرئية يعني راديوهات لكن لها بس أيضا عبر وسائل التواصل الاجتماعي يعني ما اكتفينا بموضوع إنك تصدر كتيبات وتوزعها على الناس، في ناس وممكن ما يوصلها والأعداد مهما كانت كبيرة وطبعة اللي عم بتطبعها مستحيل توصل لكل الناس، فكنا جزء من برامج توعية قانونية في هذا المجال يعني، ضمن ما امكن يعني من الموارد سواء البشرية أو المالية المتاحة لالنا يعني. 

هلأ صحيح أنه يعني نحن عم نحس بوطأة إذن السفر مثلا بالنسبة اللي هن حملة بطاقة الحماية، وبأثر حقيقة بأثر على فرصهم في العيش أو تأمين سبل العيش، لكن ما باليد حيلة الحقيقة لأنه إذا كمان تركت الأمور بدون ضبط، تأكد أنه ثلاثة مليون سوري على الأقل راح يكونوا في اسطنبول، اللي هي مركز الثقل الاقتصادي في تركيا كلها يعني، أو حتى في انقرة، طبعا التركيز الأكبر والعبأ الأكبر هو على مدينة اسطنبول لأنه مثل ما بنعرف فرصها كثير واسعة، فالطبيعي الدولة بدها تحد من هذا الموضوع، لكن هذا ما بيلغي أنه عم بيحصل أيضا على الوجه الآخر، كثير من الانتهاكات في هذا الاطار ، يعني اليوم أن تتواجد في مدينة أخرى ليست جريمة وليست بنفس الوقت مخالفة تستوجب الترحيل، يعني خارج اطار الدولة كلها عم بيتم ترحيلهن للشمال السوري، يعني بقانون الحماية اللي هو شرعا وجود السوريين في تركيا، هناك حالات محددة على سبيل الحصر، لا يجوز يعني القياس عليها، لعملية الترحيل، ليس من بين هذه الحالات حالة أنه والله أنت متواجد في مدينة غير المدينة اللي استخرجت منها ورقتك.
طيب أنا خياري بالبداية يعني أنا واحد من الناس ليش اخترت مدينة مارسيل مثلًا؟ رغم ربما كانت عنتاب أقرب إلى حلب، يعني أنا لأنه أصلا كنت اجي خلال قبل الثورة يعني بفترات الصيف اجي أنا وعائلتي بسيارتنا نمضي اسبوع 10 أيام في مارسيل نغير جو، فهي مدينة مألوفة بالنسبة الي، فجينا عليها وكل تقديرنا أنه المسألة هي مؤقته، ففي كثير ناس يعني اللي من رقه ودير الزور اجوا على مناطق في جنوب شرق تركيا يعني لأنه هي الأقرب، فما هي كانت خيار أنه والله أنا بدي اعيش فيها كل هذه السنوات، أو بدي اؤمن معاشي منها يعني وحياتي المعيشية منها، والا كانت الناس توجهت ابتداء إلى اسطنبول وتوجهت ابتداء الى انقرة أو إلى غيرها، فاليوم عم يتحمل الإنسان وزر خياراته، بالإضافة إلى الضغط القانوني اللي عم يحصل أنه يعني اليوم في مهنة وانذار أخير اشبه بانذار هورو، أنه حتى اربعة وعشرين تسعة، من يتم ضبطه بعد هذا التاريخ موجود حتى لو مع وثيقة حماية مؤقتة، موجود في غير ولايته سيتم ترحيله خارج تركيا، فإذن يعني لآزم بهالحالة الناس ما عندها خيارات بدها تنضبط الأمور. 

فضلا عن أنه اليوم الحكي ما عاد يعني عن فكرة يعني خليني أقول السوري عم توصله رسالة ايها السوري يجب أن لا تشعر بالاستقرار في هذا البلد، عليك أن لا تشعر بالاستقرار، لذلك أنا دائما يعني كل شهر ربما أو شهرين بكتب أنه رجاء من عنده فرصة أنه يغادر إلى أي دولة في العالم، البرازيل أي دولة الارجنتين أوروبا مو شرط يعني دائما كل العالم تروح لأوروبا اللي عنده شوية فلوس بإمكانه يروح يعمل شي بالبرازيل بإمكانه يروح يعمل شي بمصر بإمكانه يروح يعمل شي ربما حتى برواندا يعني وين المشكلة في الموضوع؟ 

 

ميس: أستاذ غزوان يعني كلامك، هاي جملتك لما أشرت أنه على السوريين أنه يعرفوا أن يشعروا بعدم الاستقرار في هذا المكان، يعني بتخلينا نفتح سؤال ثاني مهم كثير له علاقة بالعنصرية الممنهجة… 

منعرف نحن أنه أكيد في عنصرية بتواجه دائما اللاجئين والنازحين لما بيجوا على مجتمعات أخرى وخاصة يمكن بالبلدان الجوار حول سوريا للبلدان ياللي فيها اللي بتكون متسامحة أكثر، بخصوص العنصرية واللي بتكون القوانين فيها أقل تسامحا يعني بخصوص الممارسات العنصرية من بلدان أخرى فيها قانون مضبوط، بس هل بتشوف بناء على اللي هلأ حكيته من شوي أنه في عنصرية ممنهجة ومقصودة؟ ممكن تكون ضد السوريين سواء بتركيا أو ببلدان أخرى، وهل يا ترى نحن كسوريين عندنا أدوات أنه يعني نتحرك ضدها بشكل قانوني أو أنه نلجأ للمحاسبة والمساءلة؟

 

غزوان: يعني بعتقد بنكون كثير مهذبين إذا قلنا أنه لأ العنصرية شيء طارئ على السلوك العام، لأ، الحقيقة لا يمكن يكون هذا الشكل المفجع من الممارسات العنصرية وهذا الخطاب الكاره من العرب عموما وللسوريين على وجه الخصوص، لا يمكن أنه يكون شيء طارئ على المجتمع يعني أو شيء على العكس هو جزء من تكوين فكري وتربوي وتحريض حتى سياسي عم يتم ممارسته اتجاه السوريين، ما هو صدفة نهائيا يعني صح قولنا بالفترات الأولى كان في فترة تسامح وكذا ربما كان المجتمع أصلا مفكر أنه المسألة لن تطول لكن لما طالت المسألة اسفر عن وجهه الحقيقي يعني، هناك قطاع طبعا أنا ما بإمكاني أقول الحقيقة أنا 11 سنة في تركيا لم أواجه أي سلوك عدواني اتجاهي أنا كشخص يعني أو اتجاه أسرتي أو لأ ما حصل، ولكن أنا متابع لشؤون اللاجئين وعم بشوف يوميا ما يحصل، في شيء الحقيقة متعلق بالبنية التربوية والثقافية، يعني التركي لا يتعلم لغات أخرى مثلا، معتد كثير كثير بقوميته وانتماؤه القومي… حقك ولكن لا تتغول على الآخر، لا تكون كاره للآخر، العربي في منهجه ربما حتى التعليمي أنا ما اطلعت على المناهج لكن حسب ما قيل لي أنه حتى بالمناهج العربي هو المقرون بالقذارة والخيانة.

فبتشوف يعني اليوم حملات غير طبيعية على وسائل التواصل وخصوصا على تويتر، لأنه هو الاكثر استخداما في تركيا، يعني شيء غير طبيعي بتسمع كلام أو بتقرأ كلام يعني صادم ما بتتوقعه من رجل سياسي أو من صحفي أو يعني ممكن تتوقعه من ابن شارع، لكن ما بتتوقعه من صحفي، يعني أحد الصحفيين مؤخرا وأنا كتبت مقال رديت عليه لكن لم ينشر بعد المقال، أنه تركيا ستدخل في القذارة لأنه بدأت تتعرب، يعني وكأنه قرن القذارة بالعربي يعني، هذا صحفي وصحفي وآزن يعني في البيئة الإعلامية يعني.

 

سليم: تماما أستاذ غزوان أنا كان عندي يعني سؤال تماما عن هذه الجزئية سواء السياسيين أو الصحفيين لأنه جزء من انت حكيت هلأ عن التربية المجتمعية، والتخليد يعني توثيق هذه الأفكار بالمجتمعات على اختلافها وعلى تعددها، يمكن هلأ أكثر عم نركز على تركيا لأنه حضرتك مقيم بتركيا واطلاعك اليومي واحتكاكك اليومي بتركيا، بس هل في قانونيا طرق لمحاكمة سياسيين أو صحفيين أو أي جهة مثلا بتحرض على خطابات عنصرية بالبلدان المختلفة؟

 

غزوان: هلأ بتركيا في بقانون العقوبات ما يجرم خطاب الكراهية، ومحاولة تقليب فئة من المجتمع على فئة أخرى وإلى آخره، ولكن بكل أسف بتحس أنه أما في لا مبالاة أو تطنيش خلينا نقول عن ما يحصل أو اتجاه على الأقل 90% من المواقف أو العبارات العنصرية اللي عم تنصرف اتجاه السورية، يعني مؤخرا في اسطنبول مثلًا، بتتفاجأ بملصقات كبيرة باللغة العربية ولكن بترجمة (Google) على ما يبدو، لكن فيها عبارات بمعنى عودوا إلى صحرائكم وأنه يعني أنه ما بدهم أي عربي في هذا البلد، علما أنه خلال شهرين خسرت تركيا مليار دولار، يعني الف مليون دولار خلال شهرين، فقد المجتمع التركي نتيجة مثل هيك عبارات، نتيجة بعض السلوكيات الوضيعة اللي تم التصرف فيها اتجاه ضيوف اجوا سياحة على هذا البلد أو حتى مقيمين، كلياتنا ربما شفنا المشهد الصادم والمروع لحوالي 30-40، موتور ومريض نفسي عم يهاجموا شب يمني صغير واعتدوا عليه بالضرب وإلى آخره، ومثل هالأحداث كثير يعني حصلت، أكيد بالقانون في شي للمساءلة، لكن لماذا لا تتحرك النيابة العامة لمسائلة رموز هذا الخطاب الوضيع… 

يعني أوميت أوزداغ مثلًا إلى الآن سمعنا أنه أقيمت بحقه دعوة واحدة، طيب وين النتيجة يعني؟ لم نسمع أنه صدر حكم قضائي بحقه، وعلما أنه ما بيتمتع بأي حصانة يعني فقد عضويته بالبرلمان وما ما حقق أي صوت يعني فبالتالي بتشوف أنه بتحس في تراخي في هذه القضية، وهذا التراخي هو هون مصدر الخطر، لأنه هذا التراخي عم بيؤدي لتفاقم الحالات الاعتداء البدني على السوريين والضيوف أحيانا، أو السواح العرب، وراح يؤدي إلى أنه يحصل حتى بين المواطنين الأتراك أنفسهن، وكلياتنا شفنا من يومين سيدة في احدى المشافي، عم تتهجم على سيدة تركية أخرى لمجرد انها محجبة...


كريستينا: يا الهي شو مؤسف!


غزوان: يعني شيء غير طبيعي يعني الإفراط في الكراهية والعنصرية للآخر، لأنه ما هو مثلي، مستنسخ، بدهن اياه مستنسخ، اأضا السوري حتى يكون محبوب في هالبلد، لآزم حتى اللفظ إذا بيعرف شوية تركي اللفظ بده يكون مثلهن، ما بصير يا حبيبي أنا اجنبي، أنا مهما تعلمت اللغة ما راح أكون مثلك، ما بيفهم عليك حتى أو أحيانا بيفهم بس بتجاهل شو عم تحكي، لأنه ما لفظت بطريقته، شيء ما طبيعي يعني، طالب جامعي صديق لأحد أولادي يعني بالجامعة، ابني عم يقول له أنه يا أخي لآزم تتعلموا لغات يعني مو معقول يعني أنت شب جامعي ما بتعرف أي لغة على الإطلاق وكذا، قال له ليش بدي أتعلم انجليزي؟ لآزم هن يتعلموا تركي، يعني الكرة الارضية لآزم تتعلم تركي وهو ما يتعلم لغة أخرى، هذا المنطق اللي هن عم بتعاملوا فيه مع فهذه المشكلة يعني.

 

كريستينا: كثير مؤسف اللي عم تحكيه، والمشكلة كمان أنه هذه الإشكالية بنشوفها مثل ما كنا عم نقول مو بس تركيا بتصير مناطق ثانية ومبارح لسه كنا بحديث مع حدا عم بقول لحالي يا الله، كيف وقت اللي يعني شو عم بصير معنا كبشر؟ أنه وصلنا لمرحلة الفكرة فكرة الانتماء لقومية ما يلي هي إذا بدي بسط كثير الأشياء واتجرد، هي فكرة، فهذه الفكرة بتصير كثير أهم و(أسمى) بين قوسين وبندافع عنها بالدم بينما وما عندنا مشكلة نهاجم بني ادم ثاني مع أنه هو الشيء الملموس الحقيقي اللي أنا شايفته قدامي واللي بقدر ببساطة إذا بس فتحت مخي شوي وعقلي يعني وقلبي بقدر أشوف قديه نحن بنتشارك بأشياء، وقديه نحن إحتياجاتنا متشابهة وقديه نحن بالآخر بس كلياتنا بدنا مكان تحت الشمس، نعيش فيه بكرامة يعني هذا بالنسبة لالي ممكن يبين كثير مبسط اللي عم بحكيه بس بالآخر بصفن أنه طيب ما هذا جوهر الموضوع، نحن وين منه كله هذا؟


غزوان: صحيح.


كريستينا: بحب هون شوي بنرجع لموضوع الجنسية مع هذا مع هذا الوضع وهذه العنصرية اللي عم نحكي عنها وكمان موجات التطبيع اللي عم نشوفها مؤخرا كمان اللي عم بستفحل بطريقة كثير بشعة، الأشخاص السوريين والسوريات يلي أخذين جنسيات مثلًا مثل حضرتك وكمان أشخاص ببلدان أخرى غير تركيا، هل في مخاوف حقيقية على أرض الواقع أنه بظل هذه الظروف السياسية والاجتماعية، أنه ممكن تنسحب منهن هذه الجنسيات في المستقبل؟

 

غزوان: هلأ موضوع اسقاط أو سحب الجنسية له علاقة بالوضع القانوني، يعني في بالقانون بقانون جنسيتي أسباب محددة على سبيل الحصر، ما فيك تقيسي عليها قياس، على سبيل الحصر لاسقاط الجنسية، توفر أحد ها الأسباب ممكن اسقاطها عن المواطن بالمولد أو حتى المواطن بالتجنس ما فيها فرق في هذا الموضوع، هلأ تم سحب الجنسية أو اسقاطها عن بعض الأشخاص، منهن الشخص من آل دريم يعني متهم بتبييض أموال وتمويل إرهاب وإلى آخره، وتم الحجز على امواله وهذا واحد من الأسباب القانونية لاسقاط الجنسية، وفي أيضا يعني ما فيك تجزمي في دول الشرق الأوسط كلها خلينا نقول، ما فيك تجزمي أنه دائما فقط الأسباب القانونية هي وحدها الفيصل بالأمر، بينما في دول أخرى ما ممكن الا يكون في سبب قانوني صرف لاسقاط الجنسية، أو لسحب الجنسية ممكن تكون حصلان عليها بطرق احتيالية أو مقدم وثائق مزورة أو يعني هذه من الأسباب اللي بتؤدي لسحب الجنسية أو اسقاطها لكن في منطق خليني أقول ما ما بدي أقول تركيا بدي أقول الشرق الأوسط كله، البُعد القانوني ليس وحده الحاسم في موضوع أن تحافظ على وضع اكتسبته بقوة القانون، يعني أنا اكتسبت الجنسية ما بالضرورة القانون لوحده هو ما يحصن ما اكتسبته من حق على الإطلاق في أسباب أخرى… 
 

ميس: أستاذ غزوان شكرا اشارتك مهمة كثير يعني ما اكتسبته بالقانون ممكن معناتها أنه ينسحب منك بالسياسة، هل يا ترى يعني عم تسمع من خلال عملك ومن خلال تواصلك مع السوريين بشكل لصيق هيك ويومي بتركيا أو بالبلدان الأخرى يللي ممكن عم تبادر بالتطبيع مع النظام، هل عم توصلك مثلًا بلاغات أو عم تعملوا توثيق له علاقة بمخاوف السوريين والسوريات اللآجئين بهذه الدول، عندهم مخاوف معينة عم يحكوا أشياء معينة لها علاقة خوفهم من التطبيع وتداعيات التطبيع على وجودهم بهذه البلدان واستقرارهم؟

 

غزوان: بدي انوه لشغلة أولا، يعني السياسة عامل مهم في أنه تحرمك مكتسبك القانوني في هذه المناطق يعني في هذه الدول بشكل عام، هناك حالات لي سحب الجنسية من مواطنين أو من يعني لآجئين في تركيا حصلوا على الجنسية وتم سحبها منهن لأسباب خليني أسميها أنا سياسية صرفه، هن مواطنين مصريين يعني بصراحة، فالاستدارة السياسية كان لها دور في هذا الأمر، فهذه كارثة يعني حقيقة وهناك حالات لولا أنه كان لديهم يعني بدائل أخرى أو اقامات في دول أخرى، لكان وضعهن اليوم يعني كثير حزين خلينا نحكي يعني بأحسن توصيف كثير حزين خليني قول، طبيعي أنه اللي مثلي و مثل غيري يعني اللي عندهن موقف من النظام وعندهن يعني و بقوا في هذا البلد حتى لو اتجنسوا، طبيعي يكون في حد أدنى من المخاوف على الأقل حد أدنى.

هلأ أنا بستاء وبنتقد سياسة تركيا فيما يتعلق بالمصالحة مع النظام، وهذا حقي لأنه أنا ما مطلوب مني أكون نسخة عن منظومة السلطة والله اليوم بتحب السيسي بتطبع معه لآزم أحبه أنا، أو العكس أو بتحب الأسد أو بتكرهه لآزم أكيف موقفي على موقفه، لأ مو هذا إنما مخاوفي بهذه الحالة طبيعي تكون مشروعة، لأنه كثير بتحصل مقايضات وبتحصل يعني خلينا نقول فرق عملة بعملية تصريف المصالح يعني بكون في فروق بالعملة يعني، ونحن هذا فرق العملة.


سليم: تماما أستاذ غزوان يعني هذا بيأخذني على سؤال العودة يعني ممكن القلق من تطبيع من سحب الجنسيات مثل ما حكينا قبل شوي أو مثل ما ذكرتوا حضراتكم هون بيخطر لي سؤال العودة الآمنة بين قوسين يعني خصوصا مع التطبيع اللي بدأ يظهر ويتمارس على المكشوف يعني هو يمكن كان يتم دائما ممارسته لكن يعني على المكشوف وعلى الواضح… كيف شكل العودة اليوم؟ كيف شكل الرجوع سواء للأشخاص الراغبين والراغبات بالزيارة على سبيل المثال؟ أو للمجبرين يعني ببعض البلدان عم بتم ترحيب القسري، كيف شكل الرجوع؟

 

غزوان: ما بتصور بهذه المرحلة في شي اسمه عودة طوعية على الإطلاق، كل ما يحصل هو إعادة قسرية رغم أنف من يتم إعادته، لم يحصل قط أنه حدا رجع بإرادته الحرة، وكان هو له موقف من النظام لم يحصل أنه رجع بإرادته على الإطلاق، على الأقل في دول المنطقة يعني، ربما تشوف حالة أو حالتين نتيجة أوضاع نفسية معينة رجعه للبلد لأنه هم محبطين بوضع نفسي معين، ورجعوا دفعوا ثمن هذه العودة يعني، حتى كثير ممن اعيدوا قسرا مثلًا من لبنان فقدوا حياتهن وفي منهن تعرضوا للتعذيب وللاغتصاب ولا إلى كل ألوان يعني القمع اللي معروفة عن النظام يعني نفس الشيء بالنسبة هل ربما أنه تركيا عم ترحل لمناطق هي خارج سيطرة النظام، ولكن ليست هي أفضل من مناطق النظام لأنه في منظومات حكم أخرى تمارس نفس الممارسات يعني ميليشيات المسيطرة على الشمال، يعني تقتل وتعذب وتعتقل خارج اطار القانون، وتخطف وتطلب فدية، وكل الموبقات اللي مارسها النظام عم بيستنسخوها وبطبقوها يعني، قادة الميليشيا في الشمال سواء يعني هلأ ادلب اللي هي مصنفة أصلا عم بديرها جهة مصنفة إرهابية، أكثر انضباطا من قادة الميليشيات في الشمال الغربي يعني، يعني صحيح ما بيعجبنا لا الجولاني ولا النصرة ولا كل هذا التطرف والإرهاب، ولكن بالنتيجة المجتمع اكثر أمانا من الناس اللي عايشة في ظل أبو عمشة وأبو طمشة وأبو مدري مين يعني الحثالات اللي وضعت ايدها على مساحات جغرافية بقوة السلاح واخضعت المجتمع مرة جديدة لسياسات القهر والقمع، الإعادة أنا من وجهة نظري حتى إلى تلك المناطق تعادل الإعادة إلى النظام يعني ما ما كثير بتختلف يعني أنا هلأ أعاد إلى تلك المناطق سأواجه الإعدام كما قد أواجهه عند النظام، سأواجه نفس التعذيب اللي ممكن أواجهه عند النظام.


كريستينا: نعم صحيح، عم فكر هلأ أنه بنطلع بأسى وبنرجع بأسى، وإذا صار ونجينا من هذه تجربة وعشنا بسوريا فبنعيش بأسى وبقهر، وهذا طبيعي أنه بنقطة ما يرجعوا يحركوا الناس، وهلأ حاليا عم نشوف مظاهرات بالسويدة، وفي تفاعل كبير من السوريين والسوريات بالمنفى كمان مع هذه الحالة، ومحاولات لفهم شو بنقدر نعمل ونقدم ونساند مع الفهم كمان مع فهم حساسية المشهد، في كمان عم نشوف قصف في ادلب، عم نشوف نزاع واشتباكات عسكرية وتظاهرات مدنية بالشمال الشرقي ضد القوات التركية، عم نشوف تحركات شبابية عم تحاول تفعل بالفضاء الافتراضي مع الحفاظ على أمنها الشخصي أو أمانها بالأحرى الشخصي بظل هذه الأوضاع والظروف وهذه القسرية بحالة العودة وبحالة البقاء بالبلد بالوضع الراهن. 
هل في برأيك فرص لموجة لجوء جديدة، بسبب ردة فعل النظام أو أي أطراف ثانية من اللي ذكرتهم ضد المتظاهرين والمتظاهرات والناس اللي عم تتحرك، وإذا صار في موجة لجوء جديدة، كيف ممكن يكون شكلها برأيك وظروفها بعد كل هالسنين واللي حملته من تطورات وأحداث يعني؟

 

غزوان: بتقديري موجات لجوء جديدة بالشكل اللي شفناه وخصوصا بالـ14 لغاية 16، ما راح يكون موجود، لكن ما تزال هناك ناس تغادر البلد ويعني حتى من أعيدوا من لبنان مثلًا، أول مبارح أو مبارح عم بقرأ أنه في ثلاث تم ضبط 3300 شخص سوري على الحدود اللبنانية ممن أعيدوا عم بحاولوا العبور إلى الأراضي اللبنانية مجددا ما عاد ممكن المساكنة مع عصابة استباحت كل شي في البلد، وما عم بتقدم أي شي للمجتمع اللي ربما ما تسنت له فرصة المغادرة أصلا، أو كان لديه تقديرات مختلفة وتفاجأ أنه تقديراته كانت خاطئة، بصرف النظر عن كل هذه الأسباب الناس بدها تبحث عن ملاذات آمنة بشتى الوسائل، بالتهريب بالفلوس بالرشا بكل الوسائل، المهم بدها تبحث عن ملاذ آمن اللي عم بيحصل بالسويدا شي كثير مضيء ومبشر ومهم، لكن ببقى عم بحصل بجزيرة معزولة إذا ما امتدت له بقية الأيادي، هذه لحظة مهمة وتاريخية بحياتنا كسوريين إما بتصير لدينا فرصة للتغيير وإما تموت تلك الفرصة وتموت معها سوريا لـ150 سنة قادمة، فإذا ما أدركنا هذا الموضوع وارتقينا بخطابنا للخطاب اللي عم نسمعه وبنشوفة بالسويدا الحقيقة نحن يعني مهزومين، يعني راح نكون أول ناس نرسل رسائل يعني غاية في السوء إلى أنه نحن لا نستأهل العناوين اللي رفعناها ربما كنا بعضنا عم يتاجر فيها بعضنا عاجز عن تحقيقها، لأنه يعني لدينا فرصة تاريخية أن نمد اليد ونرتقي بخطابنا للخطاب اللي عم نشوفه في حراك السويدا والجنوب بشكل عام، وما استفدنا منه شي ما بكون الحقيقة فات علينا يعني فات قطارنا حقيقة يعني، بقى على الأجيال الأخرى أن تنتظر ونتمنى أن لا يحصل ذلك يعني، أن تنتظر قطار آخر، لأنه نحن يبدو قطارنا على الفحم الحجري وهذا الزمن بده قطارات كهربائية يعني، ا لذلك أنا ما بتوقع لعدة أسباب موجات لجوء كبيرة لأنه حتى في مناطق الشمال يعني مساحات الصراع وادواته محدودة ما ممكن يسمح بصراع واسع المدى أو واسع الطيف أو جغرافيته واسعة يؤدي الى أنه ملايين أو مئات الآلاف من الناس تخترق الحدود، تركيا لن تسمح، روسيا لن تسمح يعني كل الأطراف عم تلعب ضمن ما هو متاح لاله اللاعب فيه، غير هذا يعني هذا بيأدي الى أنه يدخلوا آلاف 100 - 10 آلاف 5 آلاف، بدخلوا بوسائل التهريب بحثا عن فرصة خلينا نقول فرصة خلاص فردي، وهذا حق مشروع للناس أنا ما ما عم بلوم حدا يعني حق مشروع لكل الناس طبيعي، لكن ما راح نشهد موجات لجوء واسعة على الإطلاق بتقديري، لأنه خلص الصراع أخمد ضمن الحدود الحالية، لكن بإنتظار بقى لحظة أنه نستطيع نعرف كيف نستثمر هذا الوجع اللي عشناه 10 سنوات، ونعرف نبني على الشيء البسيط والمحدود اللي يعني خلينا نقول نستفيد من الشيء اللي تعلمناه خلال هال10 سنوات، على الأقل استفدنا أنه الشعارات الدينية ما هي كثير مفيدة، الشعار بالعكس هي سبب للانقسام الوطني، الشعارات خلينا نقول والهتافات المتعلقة بالقوميات هي اسوأ نموذج لأنه تنتصر ثورة، يعني خلينا نقول أنه اكتشفنا بهالـ10 سنوات أنه الاسلام السياسي مفلس كما اليسار مفلس، خلي القوى المدنية تقوم بشيء تعمل شيء...

اكتشفنا أنه هالميليشيات المسلحة اللي حملت السلاح وزعمت أنه هي عم تحمله حماية لحريات الناس، هي أول من استباح حريات الناس عندما اتيحت له الفرصة، كل هذه الدروس لآزم نستفيد منها ونبني عليها، هذا اللي بقدر احكيه في هذا السياق حقيقة.


كريستينا: بتفق معك تماما وواضح أنه بدنا نمد ايدين بدنا يعني عم فكر صح الخلاص الفردي هو مفهوم تماما، ولا يوم راح أكون بمكان عم نظر على الناس بهذه النقطة، بس كمان يبدو أنه بالظروف السياسية الحالية اللي أنت ذكرتها، بالآخر ما النا غير الخلاص الجماعي يبدو، ونلاقي طرق لهذا الخلاص الجماعي، تضمن لنا أنه القطار ما يفوت، وأنه نترك شئ يقدروا الأجيال اللي بعدها كمان تتحرك معه.


وهذا بجيبني على سؤالي الأخير لالك، بي هذه الظروف وبهذا التعلم اللي أنت خضته على صعيد فردي وبالمجموعات اللي اشتغلت ضمنها، ومع مراقبتك لكل هذا الوضع وتحليلك المستمر لاله، أنت على صعيد شخصي غزوان شو بتعني له العدالة بهذه المرحلة، بشكل عام والعدالة المكانية بشكل خاص؟

 

غزوان: يعني خليني أقول يعني شؤون الحياة كلها ما بتستقيم بدون وجود عدالة أو بدون على الأقل الحد الأدنى من العدالة، مع السعي إلى تطويره ما هو موجود يعني، يعني قيمة العدالة هيك كفكرة مجردة ما كثير مهمة بقدر ما أنه يكون في لها ارهاصات وتطبيقات شوي بالحد الأدنى على الأرض يعني، ربما الواقع اللي نحن اليوم وصلنا إلو، بيأكد على الحقيقة أنه غياب العدالة شو شو نتيجته نتيجته الحالة اللي نحن فيها، نحن غابت عنا العدالة على الأقل ستين سنة، مجتمع مؤمن سياسيا مؤمن اقتصاديا مسيطر عليه من قبل عصابة قضاء فيه مشلول يعني مستباح كل شيء فيه، فطبيعي أنه نوصل للي وصلنا له، يعني المشكلة في بعض الناس اليوم بتحمل من رفع شعارات الحرية ومن خرج الى هتاف بطلب الحرية وبطلب سيادة القانون، بتحمله مسؤولية الدمار في البلد، يا حبيبي البلد مدمر أصلا، اليوم اللي حصل أنه اكتمل الدمار بالبنيان يعني، ما تبقى كان مدمر التعليم مدمر والسياسة معممة ومدمرة، والاقتصاد مدمر يعني، فلا تحمل الضحية مسؤولية أنه عم بطالب بحقه بقليل من الأكسجين أو بقليل من أنه ياكل وايديه ما ما مربوطة بجنزير يعني، يعني لأنه أنا مؤمن أنه القانون هو أهم وسيلة لتنظيم ممارسة الحريات، يعني القانون ما بجوز يكون والله أنه نفهمه على أنه فلان ارتكب جريمة وبدنا نعاقبه لا لا لأ هو أوسع بكثير وأهم بكثير من من هالكلام هو أنا بالنسبة الي هذه قناعتي أنه القانون هو وسيلة لتنظيم ممارسة الحريات والحقوق، لما منفهم القانون بهذا الإطار بنعرف قيمة العدالة حقيقة، لأنه هي بتكون الملجأ للناس اللي انحرموا من أنه يمارسوا حرياتهن، وأنه يعني يعيشوا فيها، أو يمارسوا هذه الحقوق اللي نص عليها القانون، فهذا فاهمينه العدالة الحقيقة…


كريستينا: غزوان أنت ما عم بتتخيل أنا يعني منبهرة ويعني هيك حاسة بإلهام وبضوء من كل الأشياء اللي حكيتها.


غزاون: شكرا الك


كريستينا: مسك الختام، مسك الختام، يعني لخصت كثير أشياء ما بعرف هلأ في كثير مشاعر عم حسها فبدي أحاول أعبر لك عنها بس كثير منطقي أنه عم نختم معك الموسم الأشياء اللي حكيتها واللي تفضلت فيها خاصة بالآخر هلأ هي كانت جامعة لكثير عناصر حكوا عنها ضيوف ضيوفنا وضيفاتنا خلال الحلقات والمفاهيم اللي أصلا طرحناها والتساؤلات اللي كانت عم تنطرح شكرا كثير كثير كثير يعني على وقتك وطاقتك وروحك روحك حلوة كثير، وعلى مشاركتك معنا كل كل هذا الغنى والثراء يعطيك الف الف عافية يعني… 

 

غزوان: شكرا لحضراتكم، وأنا كثير كثير ممتن أنه كنت ضيفكن اليوم وممتن لمشاركة الأصدقاء الآخرين في هذه الحلقة، وأرجو أنه كون يعني مثل ما بقولوا ختامها مسك يعني باعتبار أنه هي الجزء الأخير من الحلقة الأخيرة، اتمنى أنه تكون يعني شيء مميز وايجابي، شكرا لكم مرة جديدة.

ميس: يمكن أستاذ غزوان اسمح لي أقول يعني كسورية وكمتابعة للشأن خاصة يعني الجانب القانوني معاناة اللاجئين السوريين، على طول أستاذ غزوان معروف يعني بين مجتمع الصحفيين أنه كريم جدا ومين ما سأله بجاوب ودائما مداخلاته إلها غنى، اليوم معرفة السر، لأنه دائما مقابلات مع أستاذ غزوان لا ما فيها الجانب الشخصي من منه دائما بيعطي معرفته الجوانب القانونية، بس اليوم عرفت أنه هو كان عنده رغبة يدرس صحافة، فلذلك يمكن هذا التقدير يعني أنت للميديا ولاهمية الإعلام والعمل الصحفي، لذلك يمكن انت كمان كريم دائما معنا يعني بكل الشكر مو بس أنه اليوم كنت معنا بس كمان لكل مشاركاتك ومساهماتك ومساعدتك يعني لى السوريين والصحفيين على وجه الخصوص، شكرا كثير.

 

غزوان: بفتخر بآرائكم، و بتشكركن كتير… 

 

***

 

كريستينا: أنا كثير مبسوطة اليوم أنه أنتم كمان يعني كنتم مشاركين بالنقاش… وبما أنه يعني هاي الحلقة الأخيرة وبما أنه عم نودع بعض يعني بشكل أو بآخر تعوا هيك شو رأيكن ندردش شوي عند الموسم اللي مضى واللي قبله يمكن حتى بشوي ونخبر الناس عن كواليسه.


سليم: أكيد.


كريستينا: بما إنك بلشت سليم تحكي على موضوع الضيوف والضيفات ميس أنا يعني أنا واياك ما تواصلنا كثير بهديك الفترة، بس طول الوقت من وقت ما بلشنا نسجل بشهر ستة وأنا طول الوقت كنت هيك بعبر لسليم أنه يا الله يا الله كيف كيف يعني كيف هدول الناس هيك راكبين على بعض تقول بعرفوا بعض من زمان و هذه الحالة اللي كنا عم نخلقها أنه بدنا نخلق نقاش وحوار ويكون في عضوية وحيوية وكان عم يجي بشكل تلقائي من الناس مع أنه نحن الزوم وعن بعد وأنا كنت متقلقة شوي من هذا الموضوع كيف راح يكون هل راح نقدر نخلق هذه الحميمية بالتجربة؟ بس كان تجربة رائعة فعلا مع كل الأشخاص وبشكل أساسي لأنه هن هن عرفتي؟ 

فكونك أنت الساحرة وراء هذا الموضوع، أنا بتوقع أنه ما كان راح تكون هالقد هذه المساحة اللي خلقناها حميمة وغنية لولا المجهود اللي أنت بتعمليه بإختيار بالتفكير بالضيوف والضيفات كيف بتقربين على المواضيع اللي بدنا نطرحها برأسك أولا وبعدين مع الفريق وهيك كيف هذا الآلية كلها كيف بتصير، احكي لنا كيف شو بصير برأسك؟

ميس: هلأ دائما في ناس لما بيسمعوا بالبودكاست أو لما بيشوفوا (Documentary) أو وثائقي أو شغل إعلامي بفكروا أنه يعني الفريق خلص بيتواصل مع حدا وبجيبه وبيمشي الحال، في ناس بتشتغل هيك أصلا، بس نحن بهذا البودكاست يعني بشكل خاص ولأنه الناس راح تقعد مع بعضها وتحكي ولأنه حابين أنه يكون في جانب شخصي وجانب أيضا مهني بالحديث، هذا الخليط يعني الحلو كثير يلي أكثر شيء أنت وسليم يعني اشتغلتوا عليه، ويلي مانو سهل فكان دائما في عندنا مثل معايير معينة يعني لما اخترنا ضيوف لما فكرنا فيهم، في كثير في (List) كثير كبيرة من الأشخاص ناقشناهم أنا وسليم وحكينا عنهم، في ناس كثير كنا حابين كمان أنه نستضيفهم بس ما يعني ما بتتسع المساحة والزمن لكل هدول الأشخاص، السوريين كمان العمل معهم في له خصوصية وصعوبة لسبب المخاوف الأمنية في كثير ناس بتخاف تطلع تحكي فكمان هذا بخليك تصيري تبحثي عن الأشخاص اللي منفتحة بتحكي أكثر من غيرها واللي قادرة تحكي، الأشخاص اللي عندها قصة شخصية كمان و اللي عندها خبرة مهنية، مين ممكن يلبق مع مين ممكن يحب يكون متواجد على فنجان قهوة لطيف مثل هذا مثلا، مع مين؟ هاي كلها معايير حطيناها وفكرنا فيها لوقت طويل، اعتقد السر والأساس إذا نحن حكمنا على حالنا أنه إحنا توفقنا كمان يعني المستمعين راح يحكموا أكثر مننا، بس السر هو أنه نكون جديين عن جد ويكون عندنا شغف ونحب الشيء اللي عم نعمله، دائما بس تكون هذه الأشياء موجودة كل الأمور الأخرى بتصير يعني تحصيل حاصل بعتقد يعني هذا هو السر تبعنا يعني بأنه إذا كنا توفقنا بإختيار الضيوف تشرفنا بوجودهم أكيد، وإذا نجحنا بالوصول لقلوب وعقول الناس يلي عم تسمعنا.


كريستينا: هلأ بالإضافة للأشياء اللي ذكرتيها يعني في كمان هلأ يمكن يبين للناس أنه نحن هلأ فريق وقاعدين هيك من بعض وقاعدين من بنطبطب على بعض يعني بس أنا صدقا كثير بلهمني بصيرتك، يعني أنتي قلتي جملة بتبين كثير بسيطة بس هي مش هينه أبدا اللي هي أنه مين ممكن يحب يتواجد مع بعض مثلًا هذه بدها مش بس معرفة بالشخصية بس كمان احساس عالي بالناس… فعنجد شكرا ميس كثير… 

 

ميس: شكرا كثير إلك شكرا… دائما الصحفيين ما بيعرفوا يحكوا عن حالهم بحكوا بيعرفوا يحكوا قصص الثانيين بس ما بيعرفوا يحكوا عن نفسهم بس مهم كثير دائما نحن رواة للقصص بالدرجة الأولى نحن مالنا باحثين ولا لنا بنقدم دراسات نحن بنحكي قصص وعن طريق القصص من بنعمل ميديا فعلى طول لآزم نتذكر هدا الشيء يعني نعمل هذا الترابط اللي بسموه التعاطف مع الأشخاص اللي بدنا نشتغل معاهن لحتى نقدر نعمل شغل حلو ومفيد. 


كريستينا: صحيح، سليم أنا يعني عندي عم بتشكل من النقاشات اللي صارت مع الضيوف والضيفات والنقاشات الداخلية بالفريق، عندي انطباع أولي طبعا مثل ما قالت ميس المستمعين والمستمعات هن اللي راح يحكموا بالآخر إذا هذا الانطباع الأول بمحله أو لأ، بس أنا اللي شايفته لهلأ أنه هذا الموسم الموسم الثاني من قيد المحاكمة باللغة العربية فتح مساحة نقاش كثير ملهمة ومهمة بهاي المرحلة من تاريخ سوريا، بسياق المحاكمات اللي عم بتصير بدول مختلفة حول العالم الوضع المعيشي بسوريا موجات التطبيع مع نظام الأسد وكل التساؤلات والمشاعر الثقيلة اللي عم تخلق اللي عم تخلق مع هيك موجة، وطبعا كمان بسياق التغييرات المستمرة اللي عم نشوفها عم تطرأ على الفضاء السوري العام أن كان داخل سوريا والا بالمنافي. عندي فضول شو اللي دفعك؟ هيك بالجوهر من جوا جوا شو اللي حركك؟ لتفكر بهذا الإطار للموسم الثاني، اللي بيختلف عن الموسم الأول بأنه هو حواري وليس سردي، هذه الحالة اللي قررت أنه أو اقترحت وأنه نخلقها تبع فنجان القهوة مثل ما سميتها ميس، ليش شو في شيء شو اللي حركك جواتك نروح بهذا الاتجاه؟


سليم: إحنا بمكان كثير محظوظين، بهذا البودكاست لسببين، أول سبب البرامج المدونات الصوتية أو البودكاست اللي بتحكي عن المحاكمات اللي متعلقة بسوريا بالذات هي قليلة جدا، وإذا كانت موجودة فهي مش على مواسم، فإحنا كنا بمكان عم نتابع فيه على مدى سنتين وهذا يعني فرصة ذهبية إذا بدي يعني اختصر الجوهر تبع هذه الفرصة، ثاني شيء كان عنا موسمين من البداية كنا عارفين أنه إحنا عنا تمويل لموسمين، بعدد حلقات كبير لكل موسم، لهيك بعد ما اشتغلنا على الأسلوب اللي اشتغلنا فيه السردي والقصص اللي بتركز على أشخاص يعني معينين مع المتابعة للمحاكمات، فكرنا مع بعض وهذا يمكن الكلمة اللي أنت قلتيها الاقتراح، وهذا اللي كان كمان يعني أنا بحس يعني بالفخر أني بشتغل ضمن فريق إحنا بنقدر نقترح ونفكر مع بعض بشكل لا هرمي بشكل في تكملة على أفكار بعض فيمكن الفكرة طلعت من الثلاثية بعدين حدا ثاني اقترح أنه ليه ما نعملها حوارية بعدين اجت فكرة فنجان القهوة فإحنا كفريق بنكمل على بعض سواء إحنا اللي بالفريق اللغة العربية أو اللي معانا أيضا بفريق اللغة الانجليزية اللي راح يتم كمان نشر الموسم الثاني بالتزامن مع الموسم الثاني من اللغة العربية، لكن من هون اجت الفكرة أنه إحنا عنا هذه الفرصة فرصة الموسمين، فرصة الفكرتين والخيارين أنهم يطبقوا، فما كان في ضغط أنه إحنا لازم نعيد نفس النسخة اللي عملناها من الموسم الأول، بنقدر نضل بنفس الروح، عم نحكي عن العدالة بالنهاية، عم نحكي عن المحاكمات، عم نحكي عن المسآلة، ليه ما نفتح الحوار؟ أنه يكون فعلا حوار ومش فقط سرد لقصص منظمة مسبقا يمكن هونا كمان بيفرق طبيعة الشغل، أنه إحنا سابقا كنا نعمل المقابلات أو نستضيف الضيوف بعدين نكتب المقاطع الخاصة فيكي كرستينا بعدين نقوم بتسجيلهم، لكن بالموسم الثاني كان في مساحة لهذه العضوية مثل ما وصفتيها، والكلام اللي بيطلع بنفس اللحظة بين هالأشخاص اللي مش بالضرورة بيعرفوا بعض، يمكن أو التقوا بمساحات سابقة مهنيا فهو يعني ليش لأ؟ هذه يعني باختصار و هلأ بقدر أقول أنه إحنا بما أنه فعلا مرقنا بمرحلة التسجيلات كلياتها وهلأ إحنا بآخر تسجيل، أنها كانت عملية موفقة تقنيا خليني أقول مهنيا قصصيا، و بضل نستنى ونشوف المستمعات والمستمعين كيف رح يتلقوا هذا الاختلاف بالموسم الثاني وإذا رح نحكي معهم مثل ما حكى معنا ومثل ما إحنا بنحب أنه يحكي معهم.

 

كريستينا: تذكرت هلأ أنه وحدة من أكثر الأشياء أظن اللي أنا استمتعت فيها اللي أنت بلشت تحكي عنها سليم اللي هي أنه في ناس التقوا بهذا الفضاء بالموسم الثاني ويمكن يكونوا ملتقيين مع بعض مهنيا بسياقات ثانية قبل ممكن بيعرفوا عن شغل بعض، في منهم ما بيعرفوا عن بعض أبدا كانوا، بس مع هذا كله كن في هذا الجانب الشخصي اللي عم كلنا عم نتعرف على بعض فيه. وأنا يمكن هيك أكثر شي ضل معي من هذا الموسم هي الانطباعات اللي كانوا يشاركونا اياها عن النقاش بعد ما يخلص بشكل شخصي، كان واضح أنه هنّه لامسهن، فقلت لحالي أوكي إذا نحن كلنا لامسنا بهذه الطريقة الأشخاص اللي شاركوا بهذا الحوار، في احتمالية عالية أنه كمان يخاطب المستمعين والمستمعات.

ميس بدي ارجع لك، مثل ما قال سليم يعني نحن عم نطرح بالموسمان نحن عم نطرح بالموسمين مفاهيم مركبة كثير، عم نحكي عن العدالة والمحاسبة وبسياق يعني ما بدك مين يقل لك أنتِ أكثر حدا ملمة يمكن بقديه هو مركب، والقصص والتجارب اللي عم تنطرح كمان هي فيها الجانب الشخصي وكمان فيها الجانب القانوني وفيها كثير مستويات حساسة جدا جدا، وبالتالي بحاجة لدقة عالية وبدها مهنية عالية بالتعامل معها وبطرحها، وأنت كنت كمان الشخص المسؤول بشكل أساسي عن التحقق من الوقائع وكل المعلومات اللي عم نطرحها، احكي لنا شوي عن الآليات تبعك بالشغل بهذا المجال بسياق هالقد مركب وحساس؟


ميس: مضبوط كنا عم نحكي عدة مرات حكينا أنا وسليم اثناء الشغل عن قديش السياق السوري مركب و قديش لازم نكون دقيقين حتى باستخدام الكلمات باستخدام الهمسات أو اللفتات يعني كل نقطة ممكن أنه نحكيها ممكن أنه تحمل معنى آخر لازم نكون موضحينها منيح، بالإضافة طبعا لكثير معلومات لها علاقة بسياقات تاريخية أو بأحداث حصلت أو بتفاصيل ضمن أحداث يعني السياق السوري مركب وصعب فعلا أنه نشتغل عليه، هلأ بضل قديش الواحد اشتغل من قبل يعني طوال الفترة يلي نحن عم نشتغل عليها أو اللي عم نغطيها قديش كنت أنا كمان عم اشتغل وكنت منغمسة يمكن بالعمل بغرف الأخبار وعايشت هذه الأشياء يللي عم يحكوا عنها ضيوف يمكن يوم بيوم، إذا ما قلنا كمان ساعة بساعة، هذا بيلعب دور كبير، بس كمان في أدوات منهجية بنشتغل عليها كمان نحن كصحفيين نتحقق من المعلومات بهذه الأدوات في تقنيات الها علاقة بالعودة للمصادر الأصلية من المعلومات التأكد من المعلومات التواريخ الحقائق التأكد من الصور رغم أنه نحن بنشتغل بودكاست بس ضمن عمل البودكاست يمكن بيتفاجأ الواحد أنه لازم يتحقق من فيديوهات ومن صور ومن أشياء لحتى نتأكد من دقة الحكي يلي عم نسمعه بالصوت، فيعني هذه الأمور كلياتها مجتمعة يمكن بتلعب دور بأنه نقدر نقدم أكبر قدر من المعلومات الموثوقة للناس يلي عم يسمعونا.


***

كريستينا: سليم بتذكر السنة الماضية كنا عم نحكي أنا واياك على قصة أنه كيف الشأن الشخصي مركب وهذا العفو الشأن السوري قديه هو مركب وقديه هذا السياق صعب وحساس، وكان في هيك أفكار عم تطرحها على على قصة أنه أنت شخص غير سوري عم بخوض بالعمق بمفهوم العدالة والسعي للعدالة والمحاسبة في سوريا من خلال كتابة وإنتاج هذا البودكاست.

كيف تعاملت مع هذه الحساسية اللي عم نحكي عنها أنا وميس وشو أبرز التأملات ما بعرف تسميها دروس محطات تعلم ما بعرف استنتاجات شخصية خطة مع نفسك كصحفي وكمان كسليم كإنسان، وأنت عم تتعامل مع هذه المواضيع وتفكر فيها وتشوف كيف بدك تطرحها للمستمعين والمستمعات؟

 

سليم: شكرا كريستينا على السؤال، الصراحة هو موضوع مركب عموما، ولكن يمكن الشيء اللي ساعدني كثير أولا لأني أنا مش سوري، وعم بشتغل مع فريق أغلبه يعني اللغة العربية أغلبه سوريات وسوريين، يمكن اللي ساعدني أنه أنا عم بجيب السؤال اللي هو بالنهاية جمهورنا مش جمهور سوريين وسوريات فقط، فأنا فكرت بنفسي كشخص عم بيطرح اسئلة مو مفهومة، لأشخاص ما عاشوا بسوريا أو مش سوريين وسوريات، ومن هذا المنطلق قدرت أني الآقي أنا يعني دوري سواء ككاتب أو كمنتج أو شريك بعملية الإنتاج مع الفريق ككل، ومن هون صار في هذا الفضول من وين عم بيجي وعدم المعرفة ببعض الأمور وبعض التركيبات والاحتكاكات وكل هذه التفاصيل اللي كانت عم تحكي عنها ميس معك قبل شوي كثير ساعدتني واضافت لالي بأنا كيف بشوف نفسي ولكن كيف بجيب هذا الفضول وهذا الشغف والحاجة للإجابة عن بعض الأشياء اللي ممكن انها تكون مفهومة ضمنيا فقط داخل السياق السوري لكن مثل ما قلت البودكاست مش فقط موجه للسوريين والسوريات… وأنا يعني طموحي وأكيد طموحنا كلنا أنه البودكاست عم بكون بالسمع على أقصى نطاق ويكون قاعد عم بقدر يفهم ويوصل الرسالة والتعقيدات هذه كلياتها والقصص للجمهور داخل سوريا خارج سوريا سوريين وغير سوريين وغير سوريات إلى آخره، أنا تعلمت الإصغاء والإنصات للصراحة ويعني بقصد كثير هذا الشيء بشكل سواء معانا كفريق سواء بالعمل المباشر مع ميس أو بالعمل المباشر معك كريستينا وأيضا مع الضيوف، ولا مرة كنت افوت على مقابلة وأفكر بالوقت، كنت دائما أفكر كيف راح اعالج هذا الوقت لاحقا، لأنه هو مش مشكلة الوقت وبالعكس يعني يمكن أجمل أداة أنا بقدرها بالبودكاست ومساحات نشر البودكاست هي الوقت، ودائما يعني بحاول أنه أو الطريقة اللي بأمن فيها أنه طالما القصة عم تمشي وبالبودكاست عم بمشي وبتحرك، مش عم بينعاد نفس الكلام ولا عم تتكرر نفس المعلومة وعم بكون في نوع من من الحشر للكلام أو يعني (لكلام معين)، الوضع تمام والوقت كافي للحديث وكثير أشخاص من اللي استضفناهم كانوا بحاجة هذه المساحة وبلاقوا انها مساحة بتوفر لهم مكان آمن وهذا كان يعني شيء أنا كثير يعني حسيت بالراحة اتجاهه، ولهيك يعني هذه يعني أهم الأشياء اللي تعلمتها بقدر أقول و اللي كمان يعني راح أخذها معي بتجاربي القادمة واللي كمان بحب انها تكون لسا عم بتركز على هذا الجانب، القصة الإنسانية التجربة الإنسانية والأشياء المشتركة ما بينا اللي بتخلينا بشر


كريستينا: بتعرفوا، يمكن بظل اللي كنا عم نحكي فيه مع غزوان كمان العنصرية والقومجية والانغلاق على النفس وإقصاء الآخر ما النا غير نعمل قصص ونخلق مساحات لنعمل قصص ونحكي قصص الناس وقصصنا نحن كمان ومثل ما قلت سليم نشوف قديه في أشياء مشتركة بينا نحن كبشر والأشياء اللي بتجمعنا واللي ممكن ترجعنا على هذا الجوهر أنه ليش نحن أصلا بنتشارك كوكب واحد بعيدا عن الحدود؟ وبعيدا عن فكرة الدولة بحدودها يعني، بهيك اليوم كثير هذا الموضوع عم برن برأسي بأحاديثنا عن جد، يعني شو هي هذه الورقة؟ مش هي اللي بتحدد وين الشخص بينتمي ولا وين حاسس حاله؟ في كثير عوامل أبعد وأوسع، وقد يبدو بالوضع القائم بسوريا أنه نقاش هيك مواضيع هو امتياز يعني، بس هو بنفس الوقت واقع، يعني لو ما كان واقع ما كان راح يكون بياخذ ثلاث حلقات من الموسم الثاني. 



*نهاية الحوار*
 

كريستينا: ختاما، بكل هذا السياق ميس كونك سورية وكونك بتحسي مع هذه المواضيع بشكل شخصي كمان بنشتغل عليها، وكونك عايشتها مثل ما قلت يوم بيوم ولهلأ بتعيشيها ومنغمسة فيها وجزء منها وملمة فيها كثير، شو بتتمني لنفسك كسورية باحثة عن العدالة، وللسوريين والسوريات اللي بشاركوا في هذا السعي؟

ميس: يعني بتمنى بلد بقدروا الناس ينتخبوا فيها، ينتخبوا ويكونوا واثقيين أنه في قيمة من حق الإنتخاب تبعهم. أنا بحياتي ما إنتخبت ولا مرة ولا حتى وقت أخذت الجنسية الهولندية ما إنتخبت بهولندا، وبفكر أنه بتمنى يعني بيوم من الأيام أنه أقدر أمارس هذا الحق وأحس بقيمة صوتي بقيمة وجودي، بقيمة القرار يللي أنا بدي اتخذه، وأنا يعني يمكن ماني شخص حسود أبدا، بس عن جد بحسد الناس لما بكونوا عم يتناقشوا بخصوص الانتخابات أنه أنا بدي أعطي صوتي لكذا أعطي صوتي لكذا، يمكن فيني اختصر كل الأحلام يعني مشان ما أحكي كثير وأطول كثير، كل الأحلام متعلقة بالعدالة وبالمواطنة وبحقنا كسوريين وكعرب كمان مو بس كسوريين بي حق الإنتخاب، اللي بكون حقيقي وشفاف وله قيمة عن جد.


أحيانا بفكر أنه بتمنى ارجع لسوريا بس بفكر كمان أنه سوريا تغيرت كثير وما عادت نفسها البلد يلي أنا تركتها بفكر أنه الناس اللي تهجرت كلها يكون في عندها خيار أنه ترجع بفكر بيوم من الأيام كمان أنه المجرمين الحقيقيين يتحاسبوا يتحاسبوا على الجرائم يلي عملوها خلال 10 سنين 13 سنة الماضية بس كمان بيرجع لكل الناس حقوقها واحد واحد، يعني يمكن هذه أحلام مانا كثير منطقية أو مانا واقعية بس إذا الواحد بحق له يحلم يحق له يفكر، وبفكر أنه هذه الأشياء كلياتها بتساعد كمان على أنه لما نشتغل على هذه الموضوعات الصعبة والمعقدة ولما بنسمع القصص المؤلمة وبنشتغل عليها بسهل علينا وجود هذه الأفكار يعني والفكرة تبعية أنه كل نقطة كل الشغل بنعمله أو كل ساعة شغل بنضيفها على المقمورة تبع الشغل تبعنا بتعمل فرق ولو كان كثير صغير، بتعمل فرق بإتجاه العدالة بإتجاه أنه شخص يقدر يعبر عن حاله أو أنه يحكي أو أنه يتغير شي صغير بحياته يعني إذا ما فينا نغير العالم فينا نغير جزئيات كثير صغيرة حتى ولو كانت يعني لحظة سعادة أو لحظة استمتاع بإستماع لبودكاست أو بمشاهدة فيديو يمكن يعني هي الأشياء أحيانا الواحد بيحاول أنه ما يفكر كثير بموضوع الأحلام وبقول له شو حابب لحتى ما بعدين تيجيه لحظه ويحس أنه هو محبط لأنه ما تحقق شيء بس بكتفي غالب الأحيان بالأحلام الصغيرة وبالخطوات الصغيرة لحتى تسهل على حالي الحياة وأقدر امشي فيها.


كريستينا: بس بتعرفي يعني أنا دائما بس هيك خلص يكون وضعي صعب، وحالة الإحباط فيها تسيطر بقول لحالي لا استني شوي، ما راح خليهن يأخذوا مني الحق بالحلم، لأنه بالآخر إذا شيء ما لي قدران اتخيله، ونحن كمجموعات مو قدرانيين نتخيله ما راح نقدر نسعى له، وممكن ما نشوفه نحن على بحياة عينا يعني مثل ما بقولوا، أو على حياة عينا بس يحيى فال التراكم، شو بعرفني، يعني هذا الأمل بضل موجود أنه بركي الأشياء بتتراكم وبتعمل فرق ممكن بحياة اجيال ثانية، هذا إذا ضل لنا كوكب أصلا نعيش عليه… سليم، انت، شو بتتمنى للسوريين والسوريات بي رحلة سعيهم وطريق سعيهم للعدالة؟

 

سليم: سؤال كثير ضخم الصراحة، في شيء كثير بضايقني عموما بالحديث عن أي كارثة أو أي حرب أو أي مشكلة اللي هي جماعية الحديث أو تعميم من غير النظر للأفراد لأنه بحالات مثل حالات الحروب وانتهاكات القتل الاعتقال الإخفاء القسري إلى آخره، فبتكون أعداد ضخمة جدا، وبصير الحديث عنها سواء إعلاميا أو حتى بالمساحات الخاصة إذا ما كانت العائلة نفسها اللي عم تحكيه بكون بشكل عام أو بالارقام وبالإسم السوريين سوريات لاجئين لاجئات إلى آخره، يمكن أمنيتي الإنسانية يعني هي العدالة للأفراد فردا فردا مثل بالضبط مثل ما ذكرت مثل ما حكت ميس هذا يعني يمكن حلم كثير معقد وكثير ضخم تحقيقه لأنه بتطلب يعني تعلمنا كمان مع الإنتاج البودكاست كثير عن القانون ومادة القانون وسياسة القانون وكل هذا الحكي… اللي ما بيخلص و بزيد الحياة تعقيد وبزيد عودة الحق تعقيد، لكن جد إذا في عندي أمنية هي العدالة لفرد فرد لكل شخص بفرد عينه أو فرد عينها، هذا يعني من قلبي جد بحلم بهذا الشيء وعلى سواء للحق أو حقوق السوريين والسوريات أو الحق بالمطلق بالمصائب والحروب اللي بتكون على هذه الضخامة، لأنه إذا بنتطلع بالعين الأبسط والأصغر ويمكن هذا اللي عملناه إحنا بالموسم قابلنا أفراد بحد ذاتهم بعينهم كل إنسان وإنسانة عندهم أشياء ملكهم أشياء بحبوها أشياء بتعني لهم نبتة باب البيت الذكريات هذه كلها أشياء مستحيل انها تقدر تنجمع وينحكى عنها بصيغة الجمع ولا بأي شكل من الأشكال… فهذا يمكن حلمي! 


كريستينا: ما احلاك يا سليم، معك حق، فعلا! ويمكن اللي بخلي الشيء اللي عم تحكي لسا أهم أنه هذه بتبين نبتة هون وذكرى هون، وحدا ندمان على فرص ما قدر يحصلها بالحياة هون، بتبين كأنه إذا اخدناها كل وحدة على حدة تفاصيل صغيرة مش كثير مهمة يعني، بس هي أولا مهمة لهذا الشخص اللي بنحكي عنه، وثانيا إذا بنجمعهن كلهن مع بعض، يعني أنا هيك اللي عبالي اشهق هلأ من المشهد اللي تخيلته. 

أنا بضم صوتي لصوتكم وبتمنى لنا بتمنى لنا نحافظ على الحق بالخيال بظن وبالحلم… على أمل أنه هن اللي يغذوا أفعالنا ويخففوا من الإحباط اللي هو جزء لا يتجزأ مثل ما شفنا مع ضيوفنا وضيفاتنا السعي لأي نوع من أنواع العدالة، خاصة بسياق مثل سياق السوري أو أي بلد ثاني خاضت حروب ونزاعات عنيفة ولا زالت تستمر.

 

 


 


 

*خاتمة*
 

**********************************


 

كريستينا: شو بتحبوا تخبروا المستمعين والمستمعات قبل ما نغلق؟


سليم: أنا بتمنى الاستماع للبودكاست يكون خفيف على الجميع رغم كل الثقل يللي فيه، ولكن هو أيضا فرصة نتعرف فيها على الأفراد مرة ثانية يمكن برجع لنقطة القصص الشخصية، والذكريات الشخصية يمكن هذه أشياء بتلهم بتساعدنا نحس ببعض بشكل أقرب، فبتمنى استماع خفيف على الأقل على القلب وعلى الروح للجميع.


ميس: أنا كمان كنت مبسوطة كثير بهذا الشغل، كلياته لحظة بلحظة دائما يعني فرصة أنه واحد يشتغل مع أشخاص عندهن شغف وبيحبوا بستمتعوا بشغلهن بتخلي كمان بتخلينا كلياتنا نحس أنه العمل أقل وطأة تخيلوا واحد عم يشتغل فيه عم يتسلى فيه وعم يستمتع فيه عم بحرك مشاعره ويعلمه بنفس الوقت فكمان بنفس الوقت عن يتقاضى عليه اجر يعني هذه اعتقد نعمة يعني بالنسبة النا كثير تشرفت يعني بالتواصل مع كل الناس يلي شاركوا معانا بشكرهم كثير، بشكركم كثير سليم وكريستينا لأنه أنتم يعني فريق يعني من اجمل اجمل الناس يلي اشتغلت معهم، بتمنى كمان مثل سليم أنه الناس يحسوا بهذه الروح و ويستمتعوا بالبودكاست، ويحسوا بالمشاعر كلياتها والقصص يللي انحكت، وكمان أنه يكون مفيد بالتأكيد يعني هذا هو هدفنا بالدرجة الأولى ويكون خطوة أو نقطة ببحر الشغل يلي عم نشتغله كلياتنا كسوريين وعرب لنعمل عالم أفضل.


سليم: وميس الك كمان يعني بقولك نفس الكلام، والعمل معك عن جد هو تجربة غنية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، أنا جدا محظوظ.


كريستينا: ايه والله، وأنا كمان كثير حاسة بحب وامتنان لهذه التجربة…


سليم: شكرا الك كريستينا، وشكرا إنك جزء كمان يعني من هذا العمل رغم البعد المسافة إحنا بينا يعني اشتغلنا أغلب الموسم ببعد جغرافي كثير عميق لكن أنا كمان ممتن جدا لفرصة العمل مع بعض على هذا الموسم، حملتي بصوتك الموسمين وبتذكر يعني عندي ذكريات كثير قوية وواضحة من أيام التسجيل سواء للمقاطع، تبعت النصوص اللي بالموسم الأول أو خلال هذه اللقاءات… بكل الأشياء اللي بتحملها فيها من حزن من فرح من تعقيد من حساسية؛ حملتيها بصوتك ووصلتيها للناس ووصلتيها لنا إحنا كمان بشكلها الأخير ولولا هذا الشيء ما كان راح يكون العمل مثل ما هو وبهذا بهذا التكامل، فشكرا.


كريستينا: شكرا، ويعطينا العافية، وعلى امل نلتقي برحلات أُخرى… 


كريستينا: قومي تعي ميس نتغدى سوا!
(كل الفريق يضحك)


ميس: يلا!! صحة وهنا وبنشوفكن عن قريب إن شاء الله.


كريستينا: إيه بنشوفك عن قريب، أنا متحمسة على لقاءنا الجاي… 
ديري بالك على حالك ونلتقي


سليم: مع السلامة


كريستينا: باي


*** 


 

كريستينا: بيتجدد لقاءنا للمرة الاخيرة الاسبوع الجاي بحلقة المستجدات القصيرة، يلي بننهي فيها بخبر ما كان لا عالبال ولا عالخاطر لما بلشنا نشتغل على قيد المحاكمة قبل سنتين: مذكرة توقيف بحق بشار الاسد. 

تفاصيل اكتر الاسبوع الجاي… 

كونوا بخير، مع السلامة