قيد المحاكمة/
ثلاثية النزوح والتهجير واللجوء / حلقة ٢: رحلة اللجوء.. وما بعد الوصول
Artwork for podcast قيد المحاكمة
ثلاثية النزوح والتهجير واللجوء / حلقة ٢: رحلة اللجوء.. وما بعد الوصول
الحلقة ١٠١ كانون الأول، ٢٠٢٣ • قيد المحاكمة • ٧٥ بودكاستس
00:00:00 00:01:16:54

مشاركة الحلقة

وصف الحلقة

في الحلقة الثانية من الثلاثية الاخيرة في الموسم، بنتحاور مع الصحفية ومخرجة الافلام الوثائقية بتول كربجها، والمؤسس المشارك والمدير التنفيذي ل "بسمة وزيتونة" فادي حليسو... منحكي عن رحلة اللجوء، طريقها، المخاطر الي بتحيطها، البيروقراطية الي بتحكمها، والتحديات الي بواجهوها الافراد والمؤسسات لما يوصلوا للبلدان الجديدة

 

نصغي معاً في الموسم الثاني والأخير من بودكاست "قيد المحاكمة" لحوارات مع 24 سورياً وسوريةً، يحكون لنا السردية السورية عبر قصصهم الشخصية أو تجاربهم المهنية الاستثنائية خلال سنوات الحرب والثورة والشتات

تأتيكم حلقات هذا الموسم كل جمعة ابتداء من 29 أيلول... ثلاثيات عن جرائم الحرب، التهجير القسري، النزوح، والهوية

 إنتاج وإعداد سليم سلامه، تحرير وتحقق من المعلومات ميس قات، تقديم ومشاركة بالتحرير كريستينا كغدو، مشاركة في التحرير فريتز سترايف

مكساج وماسترنغ: عبد الرزاق الصطوف

 

الاغنية المستخدمة في نهاية الحلقة من حقوق، كتابة، وغناء المغني ومؤلف الموسيقى الشعبية الجزائري محمد الباجي

https://www.youtube.com/watch?v=k04oPn5kyBE

 

أُنتجت حلقات هذا الموسم بدعم من وزارة الخارجية الألمانية عبر معهد العلاقات الخارجية وبرنامج تمويل

ZIVIK

 

روابط

أصوات
كريستينا كغدو
بتول كربجها
فادي حليسو

إستمعوا و إشتركوا

في الحلقة الثانية من الثلاثية الاخيرة في الموسم، بنتحاور مع الصحفية ومخرجة الافلام الوثائقية بتول كربجها، والمؤسس المشارك والمدير التنفيذي ل "بسمة وزيتونة" فادي حليسو... منحكي عن رحلة اللجوء، طريقها، المخاطر الي بتحيطها، البيروقراطية الي بتحكمها، والتحديات الي بواجهوها الافراد والمؤسسات لما يوصلوا للبلدان الجديدة

 

نصغي معاً في الموسم الثاني والأخير من بودكاست "قيد المحاكمة" لحوارات مع ٢٤ سورياً وسوريةً، يحكون لنا السردية السورية عبر قصصهم الشخصية أو تجاربهم المهنية الاستثنائية خلال سنوات الحرب والثورة والشتات

تأتيكم حلقات هذا الموسم كل جمعة ابتداء من ٢٩ أيلول... ثلاثيات عن جرائم الحرب، التهجير القسري، النزوح، والهوية

 إنتاج وإعداد سليم سلامه، تحرير وتحقق من المعلومات ميس قات، تقديم ومشاركة بالتحرير كريستينا كغدو، مشاركة في التحرير فريتز سترايف

مكساج وماسترنغ: عبد الرزاق الصطوف

 

الاغنية المستخدمة في نهاية الحلقة من حقوق، كتابة، وغناء المغني ومؤلف الموسيقى الشعبية الجزائري محمد الباجي

https://www.youtube.com/watch?v=k٠٤oPn٥kyBE

 

أُنتجت حلقات هذا الموسم بدعم من وزارة الخارجية الألمانية عبر معهد العلاقات الخارجية وبرنامج تمويل

ZIVIK

 

نص الحلقة

الثلاثية الثالثة: النزوح والتهجير واللجوء  / حلقة ٢: رحلة اللجوء.. وما بعد الوصول

كريستينا كغدو تحاور: بتول كربجها، و فادي حليسو
 


 


*مقدمة*

 


كريستينا: صباح الخير بتول… 


 

بتول: كيفك كريستينا؟ ان شاء الله بخير؟


 

كريستينا: منيحة يا بتول منيحة، كيفك أنتي؟


 

بتول: ماشي الحال الحمدلله، الحمدلله.


 

كريستينا: أهلا وسهلا فيك ومبسوطة كثير إنك معنا بالحلقة الثانية من الثلاثية الثالثة لبودكاست قيد المحاكمة، لهلأ رحلة التسجيل مع الضيوف والضيفات كانت كثير غنية ومثرية، وكان هيك في مساحة كثير حلوة من الأحاديث والنقاشات ويمكن من أكثر الأشياء اللي هيك علقت بذهني أنه مع أنه في كثير ناس ما بتعرف بعضها بس بالرؤى العامة لكيف بحبوا يشوفوا سوريا أو كيف بيفكروا بمفهوم العدالة في كثير تقاطعات، وهذا هيك مبارح بالليل قبل النوم كنت عم بفكر فيه أنه بيعطيني أمل، أنه صح بنحكي عن الشتات وبنحكي عن المنفى وبنحكي عن كل البعد والمسافات اللي عم تنخلق فينا كأفراد وكمجموعات بس بنفس الوقت في أشياء جامعة بينا، مو شيء واحد.


 

بتول: صح.


 

***


 

كريستينا: يبدو فادي جاهز ينضم، فادي مرحبا


 

فادي: مرحبا هلا


 

كريستينا: كيفك؟ سامعني كويس؟


 

فادي: إيه كويس تمام


 

كريستينا: أهلا وسهلا فيك، مبسوطة كثير إنك انضميت للنقاش…


 

فادي: هلا فيكن، سعيد للمشاركة بهاي الحلقة.


 



**********************************


كريستينا: اهلا فيكن بموسم جديد ومختلف من "قيد المحاكمة: ثلاثيات سوريّة حول جرائم الحرب وطريق العدالة". 

مدونة صوتية باللغة العربية منِصغي فيها لحوارات، قصص، وقراءات حول المشهد المتناثر لجهود العدالة، بمحاولة لفهم آثار الانتهاكات، وأشكال المحاسبة يلي عم بتم بقاعات المحاكم، أو من قِبل مختلف الدول وحكوماتها، أو حتى من خلال مؤسسات ومبادرات شعبية مستقلة، على الجرائم الجسيمة المرتكبة في سوريا… 

اسمي كريستينا كغدو، ورح كون عم رافقكن خلال حلقات الموسم التاني والأخير من هالبودكاست، ويلي رح يكون مقسم ل ٣ ثلاثيات تحاورنا فيها مع 24 سوري وسوريّة، من جوات سوريا وبراتها، عن التطبيع… الجرائم والخسائر  غير البشريّة… اللجوء، التهجير القسري، النزوح، والهويّة.

***

ببداية حواري المسجل مع بتول، حكيت عن الاشياء الي بفكر إنّا منتشارك فيها كسوريين وسوريات… هي اشياء ما بنتعد، منها الي بيحمل بداخله فرح وفخر كبير، ومنها يلي بيحمل حزن عميق، حزن بحجم الجبال، وبوسع البحور، البحور يلي حملت وبتحمل ناس ركبتها برحلتها لبر أمان، في مكانٍ ما…  

منهم الي وصلوا واستقروا، منهم الي وصلوا ورجعوا، ومنهم الي ركبوا، وما وصلوا، ولا رجعوا… 

كل الي راحوا الهم قصص، واحباب، بيسالوا عنهم، بيحكوا عنهم، بيتذكروهم، وبطلبوا حقهوقم، و يلّي وصلوا، ما بتخلص رحلة البحث والاستقرار تبعتهم بالوصول، وانما بتبدا فيها مرحلة اطول واعقد، وبتمتد لسنوات. بس كمان لهالناس، حتى اذا كانوا وحيدين، في مين يسال عنهم، ويحاول يحميهم، ويطلب حقوقهم، سواء كانوا مؤسسات، مجموعات، او حتى افراد.

بهالحلقة التانية من ثلاثية التهجير والنزوح واللجوء، بتحاور مع الصحفية ومخرجة الافلام الوثائقية بتول كربجها، والمؤسس المشارك والمدير التنفيدي ل "بسمة وزيتونة" فادي حليسو…  منحكي عن رحلة اللجوء، طريقها، المخاطر الي بتحيطها، البيروقراطية الي بتحكمها، والتحديات الي بواجهوها الافراد والمؤسسات لما يوصلوا للبلدان الجديدة… 

**********************************




*بداية الحوار*

 

بتول: كيفك كريستينا، انشالله بخير؟


كريستينا: منيحة يا بتول منيحة، كيفك انتي؟


بتول: ماشي الحال الحمدالله! 


كريستينا: بحب احكيلك أنه مبسوطة كثير على فلمك وكثير بحب أحضره في يوم من الأيام، بس أنا عايشة من بقعة من العالم ما بتوصلها الأشياء بسهولة.


بتول: هو موجود هلأ اونلاين على الجزيرة، فيكي تشوفيه اونلاين… 


كريستينا: والـ(access) مفتوح عليه؟


بتول: الـ(access) مفتوح ايه. 


كريستينا: عظيم… بتقدري تحكيلي شوي أكثر عن الفيلم وعن ميسون وكيف كيف وصلتي لمرحلة بعلاقتك مع ميسون وبتجربتها اللي خلتك تقولي أنه بدي اعمل هذا الفيلم؟


بتول: لقلّك بصراحة هو من وقت ما صار الحادث بـ24 آب 2014 كان الموضوع كثير صعب علينا كعائلة يعني وخصوصا أنه نحن كان كل واحد ببلد يعني كانت والدتي وأختي الكبيرة ب لساتهم بسوريا، أنا كنت في بولندا، اخي وابي كانوا موجودين بصقلية بإيطاليا، فكان الموضوع كثير صعب أنه ينحكى عنه، ونحن مثل أي عائلة سورية كلاسيكية يعني موضوع إنك أنت تشاركي عواطفك هو موضوع كثير صعب، موضوع إنك تبكي أو تقولي أنا حزينة كمان هو موضوع صعب، الحكي بالموت بشكل عام (taboo) حتى لو مرينا بظروف الحرب وحتى لو في أقارب كثير من عائلتي يعني للأسف توفوا بالحرب، بس وقت يوصل الأمر لحدا قريب منك مثل الأخت والصغيرة بالعيلة، فبصير الموضوع لسا أصعب وأصعب، فنحن كعائلة ضلينا فترة طويلة أكثر من قرابة خمس سنين ما بنحكي عن ميسون ما ما بنجيب سيرتها وقت بتنجاب سيرتها كمان بصير والموضوع كثير حساس لأنه كل واحد بيناتنا عنده أفكار مختلفة، اللي بدي قوله أنه وقت بكون في حالة فقدان بدون ما يكون في جسد بدون ما يكون في جثة، بصير الموضوع كثير صعب؛ لأنه بكون ما في عندك (closure) ما في عندك خاتمة، ما فيكِ أنت والله تقولي أوكي أنا فقدت حدا وأنا هلأ قادرة أني أحزن عليه، فكانت أمي كثير مقتنعة أنه يعني ميسون عايشة!
حتى وقت أخذوا أول بيت لهم بهولندا كانت أمي عم بترتب غرفة لميسون، عرفتي! بابا واخي كان أوك لأ، بما أنه كانوا بالحادث كانوا شوي مقتنعين أنه لأ الموضوع يعني صعب ميسون ما عاد موجودة، أنا كأخت وأختي الكبيرة كان كنا موجودين بالنص عرفتي يعني بتحسي عقلك عم بقل لك لأ مو منطقي أنه هي لساتها عايشة وقلبك عم بقل لك يا رب يعني بلكي هيك مثل الأفلام الأمريكية أو الهندية فجأة حدا بيطلع بعد 12 سنة عرفتي؟ فهذا الموضوع زاد الألم بالعائلة وزاد الشعور بالوحدة كمان لأنه أنت مانك قادرة تتواصلي مع العالم الخارجي وبنفس الوقت مالك قادرة تتواصلي مع عائلتك فأنا بعد خمس سنين حسيت أنه أنا بشتغل بالأفلام بشتغل بالتصوير والمونتاج وحسيت أنه طيب يمكن تكون هذه الـ(tool) تبعي هذه الأداة تبعي لأني اقدر احكي مع عائلتي، وبنفس الوقت اقدر ارجع اعمل بحث عن ميسون ولو أنه نحن عملناه بأول ما صارت الحادثة بس حبيت أني اعمله أكثر بطريقة (professional) وأكثر عن طريق الفيلم بكون فيه أشخاص مهتمين أكثر أنه يساعدوا وهذا هذا اللي صار بالفيلم فيعني الفيلم بدور عن على محورين المحور الأول هو الـ(trauma) تبع العائلة السورية أو الـ(trauma) الفقد، والصمت اللي بصير بالعائلة بعد هيك حادثة، والمحور الثاني هو البحث، البحث عن ميسون.

ما بدي انكر أنه من أول ما قمت أنا بالبحث أنا عارفة أنه نتائج البحث ما يعني يمكن تكون ما لها كافية، كنت عارفة أنه يمكن ما لاقي أجوبة على الاسئلة اللي أنا عندي اياها، بس كان كثير مهم بالنسبة الي تسليط الضوء على الإهمال خليني قول الجرائم اللي ارتكبت بحق اللاجئين اللي أخذوا هاي طريق اللجوء، وهذا اللي عملته بالفيلم ويعني هذا المحورين الأساسيين لفيلم "ميسونتي".


كريستينا: وراح نتطرق أكثر لموضوع الجرائم كمان شوي خلال الحلقة… بس بدي يعني بدي اعبر عن أسفي، بعرف يمكن ما بعرف بـ مثل ما قلتي في (trauma) سورية، وفي كمان خصوصية بقصة ميسون وبعلاقتك أنت مع هاي القصة وبكيف العائلة تعاملت معها أو عم تتعامل لسا معها، فبهاي الحالات بالعادة كثير صعب الواحد يلاقي كلمات، لأنه يعني ما بعرف… 


بتول: مضبوط ليكي كريستينا هو الموضوع صعب عليكِ كعائلة تتعاملي معه وصعب على العالم الخارجي، عرفتي يعني صعب على الناس! الناس كمان ما بتعرف شو تقل لك يعني، بصراحة وقت حدا يقل لي الله يرحمها بتدايق، عرفتي؟ 

الله يرحم الجميع احياء ولا أموات، بس وقت حدا بقلي الله يرحمها بتعرفي نحن بنقول كلمة وقت حدا بكون ميت، وأنا بالنسبة الي ميسون لسا ما ماتت يعني ما ما عندي جواب أنه هي هي ماتت، وبنفس الوقت وقت حدا يعني بقل لي أنه رح ترجع أكيد هي موجودة في مكان ما، بس عم بضحك علي عرفتي؟ يعني بحسه عم يسايرني.

فالتعامل مع الموضوع سواء بالنسبة لنا كعائلة وبالنسبة للعالم الخارجي أنا مدركة بشكل كبير أنه هو صعب يعني بهذه الحالات من الفقدان.


كريستينا: قلبي معكن بتول ومع كل الأشخاص اللي لسا عندهن أمل، وفي كمان إدراك أنه يمكن الواقع ما بغذي هذا الأمل، وعايشين بهذا البرزخ من الانتظار من نوع ما يعني


بتول: بالضبط هذا يعني هذا الموضوع متواجد عند الأشخاص اللي عندهن فقدان بدون أي بدون أي جواب يعني أنا بحس هيك الحالة اللي نحن عايشين فيها كعائلات فقدت أبناءها بالبحر، وما يعني ما في ما في جثة نفس نفس حالة الفقدان المتواجدة عند الأشخاص اللي أو العائلات اللي أعتقل ذويهم وصار لن سنين طويلة عم بينطروا يعني عم بينطروا ولسا ما في جواب، فبحس في كثير تقاطعات للأسف بالحالة السورية بهذه النوع من الحالات.


كريستينا: صحيح اتفق معك…
قبل رح ينضم لنا فادي كمان للنقاش بس قبل ما نستقبل فادي بحب اسألك كمان شوي نرجع لالك أنت بتول و إذا بتقدري شوي تحكي لي عن طفولتك شبابك حياتك بسوريا قبل الثورة كيف كنت حاسة بالواقع المحيط فيكِ؟ كيف كنتِ عم تتفاعلي معه بهديك الفترة؟ والفترة من حياتك اللي ما قبل اللجوء لهولندا؟


بتول: يعني شوفي هلأ أنا يعني صبية سورية كثير عادية عرفتي! يعني نشأت بسوريا بمدينة دمشق من عائلة متوسطة، درست وتخرجت من كلية الإعلام وكان عندي أحلام كبيرة ومشاريع كبيرة مثل أي صبية عرفتي يعني كنت حابة ادرس كنت حابة أني اشتغل بالصحافة…
موضوع مغادرة البلد ما كان عندي أي نية تجاهه يعني نحن كمان كسوريين يعني منا شعب كثير متعود على الغربة، فموضوع مغادرة البلد ما كان ما كان وارد بالنسبة الي أبدا، لحد ما قامت الثورة يعني فيكِ تقولي أنا من جيل هدول الثمانينات والأوائل التسعينات اللي قاموا بالثورة اللي سمعوا كثير عن اجرام النظام بس ما عاشوه، عرفتي! ما عاشوه لهيك كان عندهن القوة لهيك كان عندهن الجلد أنه يقوموا ضد النظام، يعني هذا جيل أنا يسميه جيل الهزيمة اللي حلم بحياة كريمة بحياة حرة وللأسف انصدم بالواقع، يعني هذا بالمختصر حياتي قبل الثورة وقبل الحرب السورية.


كريستينا: يبدو فادي جاهز ينضم، فادي مرحبا


فادي: مرحبا هلا


كريستينا: اهلا وسهلا فيك… كنا عم نحكي شوي أنا وبتول قبل ما تدخل عن فترة شبابها قبل الثورة وأحلامها وتطلعاتها، بحب اعرف منك أنت كمان عن مراحل حياتك الأولى بسوريا عن شغلك وكمان عن اللحظة اللي قررت فيها أنه بدك تنخرط بالعمل الإنساني، شو الشيء اللي بمحيطك أو بداخلك تحرك ودفشك بهذا الاتجاه؟


فادي: هلا فيكن، سعيد بالمشاركة بهاي الحلقة.
أنا من حلب، عشت بحلب لكان عمري 30 سنة، درست هندسة مدني، بـ30 سنة قررت أني اصير راهب، وانضم للرهبنة اليسوعية فتركت حلب بالـ2008، ورحت على مصر سنتين وعشت بمصر، بابتداء الرهبنة اليسوعية، و بعدين بالـ2010 رحت بعتوني رهبنة على بيروت لادرس فلسفة ولاهوت، فلسفة وحضارة عربية. 

هلأ قبل ما اترك حلب كمان كان في عندي كنت بمجموعة كشافة لليسوعيين، وكمان كنا دائما نفكر سوا بالكشاف دائما بنتعلم أنه نكون مبادرين ونكون عنا مسؤولية مجتمعية، فكنا عم نحاول نفكر أنه شو فينا نعمل لمجتمعنا وخصوصي قبل ما اترك سوريا كان في عنا أزمة اللجوء العراقي، وكانت بحلب كان في عدد منيح من العائلات العراقية، اللي استنزفت كل مدخراتها، فعملنا صندوق تضامن اجتماعي من أهالي الأولاد وأصدقائنا وعملنا حفلة بنعمل حفلة سنوية لجمع التبرعات، ولما اليسوعيين قرروا بسوريا يبدأوا يشتغلوا مع اللاجئين بشكل رسمي من خلال منظمتهن اللي اسمها (JRS Jesuit Refugee Service)، كمان أنا شاركتهن مثل رحلة استكشافية بالشام وزيارات لعائلات عراقية لتقييم الإحتياجات وشو وهالشيء يعني أثر فيني بشدة بصراحة، كانت القصص اللي سمعتها من الناس اللي اضطريت تترك بيوتها كانت كثير مؤلمة والطريق واضح أنه تركت تروما شديدة كمان العنف اللي شافوه والاقتلاع اللي اقتلعوا فيه من أرضهم ومن جذورهن لأسباب مختلفة سواء لأنهن مناطقهن شهدت اشتباكات أو تفجيرات أو بعض العائلات المسيحية تلقت التهديدات بالقتل من جماعات متطرفة، فهذا الشيء خلاني شوي هيك عندي هذا الهم الاجتماعي. 

بالرهبنة اليسوعية بمصر كمان تعرفت على جانب للرهبنة اليسوعية ما كان موجود عندنا بسوريا وهو العمل مع أفقر الفقراء، فمثلا بمنيا الصعيد كان عندهن مركز بعشوائيات مع أفقر الناس اللي بمنطقة اسمها (كلمة غير مفهومة) يعني ومركز اجتماعي صار له سنين طويلة بخدم سكان هذه المنطقة، كمان بالصعيد والأقصر كان في راهب اسمه علي عمل ميتم للأطفال يالي توفوا اهلهن وعائلاتهن ما فيها بسبب الفقر الشديد، تهتم فيهن فهو كان بتبناهن و بدرسهن، وحتى لما بكبروا بيأخذلهن بيت بالقاهرة مشان يدخلوا الجامعات، ويكفوا حياتهن، فهذا الشيء لمسني بشدة لهيك كان كثير طبيعي وقت اللي رجعت على لبنان تأدرس فلسفة واندلعت الثورة بسوريا، أني الاقي حالي منغمس بالنشاط الاجتماعي، الحقيقة كنا بصيف الـ2012 كنت بعد استقلال جنوب السودان كانت الفكرة هي أنه نجرب نأخذ شبيبة من المنطقة على جنوب السودان لنبني روابط مع هالدولة الجديدة ونشوف كيف فينا كمان هيك نعمل حملات تضامن وروحنا بصيف الـ2012 كان على أساس لآزم يكون في شباب من سوريا ومن لبنان ومصر بس شباب بسوريا ما قدروا ينضموا أنه بداية الأمور عم تتسارع بسرعة بحلب فروحنا بس مع الشباب المصريين واللبنانية، كانت 18 يوم كثير جميلة، كمان بجنوب السودان في مستويات من الفقر غير مانا متعودين عليها، منا فينا يعني في ما في بنى تحتية نهائيا، ما في ما في دولة فكانت كان المخطط أنه هذا يكون بالنسبة الي رسالة على السنوات الجاية. 

لما رجعنا من جنوب السودان بأيلول كان صار اجتياح بحلب الشرقية دخل الجيش الحرب على حلب الشرقية صار موجات نزوح كثير كبيرة على لبنان وما كان حدا بلبنان يعني متجهز ليتعامل مع هيك حجم من النزوح. المنظمات الدولية كمان لسا مانا عرفانه كيف تتصرف، فحاولنا نحن مع الشباب اللبنانية اللي كانوا معي بجنوب السودان حاولنا ننظم مبادرة جمع تبرعات ونشوف كيف فينا نساعد النازحين اللي اجوا على لبنان هذا كان بايلول 2012، وشوي شوي صرنا نتعرف كمان على ناشطين سوريين بدوا يهربوا من سوريا بسبب الملاحقات الأمنية، وسوا عملنا جروب متطوعين بقبو الكنيسة اللي كنت أنا موجود فيها صار نروح نعمل نشاطات مع الأطفال نوزع أكل، والحقيقة تفاجأنا بحجم التضامن اللي شفناه من العالم. 

مع الوقت كمان صار يكبر هذا الشغل صرنا نحس بمسؤولية أكبر، وبعد فترة شفنا انه هاي الازمة مانا شي مؤقت، يعني موش شغلة شهرين تلاتة من ما الكل كان متوقع، وقلنا انه هي مبينة بدها تكون شي طويل، ولازم نستعد على هذا الاساس! 

يعني بتذكر مرة كنا عاملين نشاط للأطفال، والشباب حبوا يعملوا مسرح تفاعلي مع الولاد. بالمسرح كان أنه كل واحد طلبوا من الولاد يحكيلهن شغلة هيك مأثرة فيه أو من سوريا مانو نسيانها، واحد من الأطفال بحكي كيف أنه هنن الأمن أنه اقتحموا بيتهن وعم بدوروا على أخوه الكبير وكيف قوصوا الأب اداهموا وهو كان عم بياكل سندويشة جبنة وأنه ما قدر يكفيها للسندويشة وأنه من يومتها لهلأ هو ما بحب يآكل جبنة، فكان حتى الممثلين انهاروا بالبكي يعني وصاروا يعني قد ما كانت مؤثرة هو الطريقة اللي عم بحكي فيها كثير عفوية يعني، أنه ما من وقتها خلص بطل يحب الجبنة، فحسينا أنه لأ نحن كمان بحاجة نجهز حالنا أحسن من هيك، ونكون قادرين نتعامل مع هذه التروما، مشان الولاد ومشاننا كمان، فكمان وقفنا شوي فترة النشاطات، كنا نعمل تحضير وتهيئة للممثلين نعملهن دورات مع اختصاصيين، وهيك كفينا…  

وحدة من الاستعدادات، أخذنا قرارين وقتها هامين؛ أنه الأول هو أنه نوقف نعمل حملات بكل محل ونركز على مناطق معينة حتى يكون في أثر على المدى الطويل، وبنفس الوقت أنه نسجل كجمعية يعني أصدقائنا اللبنانية شجعونا ليكون عنا وصول لموارد أكبر. يعني التبرعات كانت كثير منيحة بس كانت بنفس الوقت يعني بتطلع وبتنزل، أوقات في مصاري أوقات ما في، فقلنا بدنا ننظم حالنا أكثر حتى يكون عنا موارد أكثر، وبنفس الوقت حتى نترك أثر، وشفنا كمان بوسط هالأزمة شفنا في بارقة أمل، فقلنا أنه كمان هي فرصة لالنا نتعرف على بعض، ونتعرف كسوريين ونعمل شيء بشبه سوريا اللي بنحلم فيها، وهيك أخذنا قرار أنه نعمل جمعية علمانية إنسانية يعني ما تهتم بالموقف السياسي للأفراد شو ما كان الموقف السياسي، المهم أنه الناس متفقين على احترام الحقوق الأساسية لبعض، وهيك بلشنا، وشوي شوي كبرت بس مع الزيتونة مع الوقت، صرنا عم نشتغل بتركيا وبالعراق وهلأ عم نفتح مكتب بألمانيا.


كريستينا: يعطيكن ألف ألف عافية فادي يعني واضح من كل التجارب اللي أنت خضتها أنه في غنى وثراء وفي كمان عمل تراكمي وأظن هذا شيء كثير مهم، فكرة أنه يعني الشيء اللي ذكرته بحادثة الطفل يلي كان عم يخبر بالمسرح التفاعلي ليش بطل يحب الجبنة، وكيف هذا المشهد على وأثره على الناس، خلاكم تروحوا على مكان أوك يمكن هذا عم عم بيعطي مؤشر على محلات فينا نتعلم فيها ونقدم فيها شيء بشكل أفضل، فأظن هذا العمل الجماعي التراكمي نحن كثير بحاجته…
وهون هيك بس سريعا بدي نوقف عند نقطة، بتول قبل شوي وقت اللي كانت عم تحكي عن الفيلم اللي عملته، كانت عم تحكي على حجم الصدمة النفسية وقديه هذا كان واحد من المحركات أنه هي تبحث أكثر وتحكي مع عيلتها وتفكفك المشاعر اللي عم بكون من الصعب بجوز التعبير عنها، وأنت كمان ذكرت التروما أن كان على صعيد شخصي والا كمان التروماس اللي عم بتشوفه حواليك في العمل، كيف أنت كفادي عم تتعامل مع هذا الموضوع؟ وهل العمل الجماعي الإنسان اللي عم تعمله عم بكون منفد للتعامل مع هذه التروما؟ وهل فعلا عم بساعدك بالتعامل مع التروما؟ والا بزيدها بمحل ما لأنه بالآخر مثل ما قلت بتشوف طول الوقت وبتسمع قصص كثير ثقيلة وصعبة، ونحن بحاجة لقوة ومرونة نفسية ما لنقدر نكمل، كيف عم تعمل أنت هذه التوازنات؟

 

فادي: منيح سألتي هذا السؤال لأنه بعتقد واحدة من أكبر الاخطاء اللي مرينا فيها، خلال هذه السنوات هي الاعتقاد الخاطئ بأنه الانغماس في العمل ممكن يفرغ التروما، وهذا الشيء كان أثره معاكس، أثره أنه كلياتنا كبتتنا كل لحظات بحكي عن حالي على العيلة كل لحظات هيك اللي كان فيها صدمات قوية لأنه كنا نقول أنه لأ هلأ في مسؤوليات أكبر في شغل أهم، بعدين بتجي وقتها أو هلأ ما وقت الحزن، في (Grief) ما تعاملنا معه… يعني أنا أخوي وأختي اعتقلوا وقت كنت في بيروت وما كنت قادر أعمل شيء وكان شعور العجز والخذلان مو طبيعي يعني، منيح أنه اثنيناتهن طلعوا، بس بعد ما أعطيت لنفسي فرصة لأتعامل مع هذه التروما يعني أختي صبية كانت بالعشرينات اعتقلت وبلا أي سبب انضربت وتعذبت بس ينبعت رسالة معينة لأشخاص معينين يعني، كان شي كتير صعب، الحصار اللي صار بالغوطة وبحلب الاصدقاء اللي النا كيف الخطر اللي واجهوه واللحظات الاخيرة قبل الحصار وعدم معرفة أنه حيحسن نحنا نطلع ولا لأ؟ حصار حمص ومقتل أبونا فرانس يعني أنا كيَسوعي بعرفه لأبونا فرانس بشكل شخصي، كمان مقتل أبونا باولو واختطافه بالرقة، مقتل كثير نشطاء باسل شحادة وإلياس مطر، الخذلان اللي بتشوفيه من العالم والفوقية اللي أوقات تعاملوا فيها معنا بعض نشطاء السلام بالعالم اللي دائما يطلعوا علينا أنه نحن عنيفين لهيك هذا كان مئآل الثورة بسوريا لأنه ما عرفنا نتبنى اللاعنف، السذجاة الي بيحللوا فيها الوضع من دون أي معرفة من دون معرفة لشراسة آلة القمع اللي كنا نحن عم نواجها، أصدقائنا كانوا عم بواجهوها، أنا كنت كل الوقت برا، كل هذا خلف أكيد تروما وما كنا عم نتعامل معها بشكل صحيح.

خلال هذه السنوات لقيت إنه عدم التعامل معها بشكل صحيح ادى لكثير فينا للاحتراق، لدرجة أنه كثيرين تركوا العمل الإنساني والعمل التنموي اللي له علاقة بسوريا، والتفتوا لأي شيء ثاني ما له علاقة بسوريا لأنه خلص ما عادوا قادرين على الاحتمال احترقوا تماما، يعني أنا من سنة ونص تقريبا كمان عم اتعامل مع هاي المشاكل: الاحتراق وعدم القدرة على الاستمرار، عم بعمل جلسات علاج نفسي مع معالج وعم بكتشف معه يعني قديه في قصص ما قدرت اتعامل معها بوقتها خلال هاي الـ10 سنين كان ضروري نأخذ وقت للحزن، هيك فكرة مثلا أني يمكن ما اقدر بحياتي ارجع اروح مرة ثانية على سوريا أو على حلب، مدينتي اللي بحبها كثير كانت فكرة كثير صعبة هيك الـ(Grief) تبعها كان بده كثير وقت طويل الواحد يستوعبه أنه خلص صرت منفي الى الأبد، 

فأيه كلها هي شغلات يعني أنا بنصح الكل أنه ما يستاهينوا بالصحة النفسية والعقلية، تبعهن دائما يديروا بالهن على حالهن لأنه إذا ما داروا بالهن على حالهن ما فيهم يستمروا وهذا يعني نضال طويل الأمد حيكون بده نفس طويل… هاد كله بده اهتمام ببعضنا بأنفسنا بصحتنا بي راحتنا النفسية ومانه شاطرين أنه نعمله للأسف نحن كسوريين بالعكس بنطلعله كرفاهية ما عنا الوقت لالها.

كريستينا: يمكن بتعرف فادي هو بجزء ما في منه رفاهية بس مو لأنه هيك المفروض لأنه كمان الواقع أحيانا بفرض على الناس هدا الشيء يعني مثل ما أنت قلت في ناس بيوتها مهدمة مشغولة بلقمة العيش اليومية فمجرد التفكير مش حتى الوصول يعني مجرد التفكير بأنه أنا بدي مساعدة نفسية هذا ما له وارد ماله مطروح على الطاولة، والوصول للأدوات أنه حدا يلاقي مختصين ومختصات عندهن الالمام والمعرفة والأدوات الكافية لمساعدة أشخاص بمروا بهذا الكم من التعقيد على صعيد الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية واللي مثل ما قلت يعني ومثل ما كانت عم تقول بتول كمان بأثر بشكل كثير كبير على قدرتنا على العيش يعني بالحياة اليومية والاستمرار، لأنه اللي عم توصفه بشبه كمان بتقاطع مع حالة كثير ناس، وبنفس الوقت في له خصوصية، مثل ما كنا بالضبط عم نحكي أنا وبتول قبل ما تدخل...


بتول: هلأ أنا بدي أضيف شغلة هون، (Sorry) كريستينا اني عم قاطعك… الأشخاص المتواجدين كمان خلينا نقول اللاجئين السوريين الموجودين بأوروبا وهن أعدادهن كبيرة، في مثل ما قلت كريستينا موضوع المختصين بهيك حالات يعني غالبية المختصين النفسيين هن يعني أوروبيين عمليا وعندهن لسا فكرة الموجودة بالعلاج اللي بعد الحرب العالمية عرفتي؟ أنا سمعت من كثير أصدقاء هن راحوا على اخصائيين نفسيين كان على طول التشخيص الهن أنه هن عندهن (PTSD) يعني (Post Traumatic Syndrome) هذا يعني هذا التشخيص بالنسبة الي شوي بيجرحني أنا كحدا سوري، لأنه بالنسبة الي ما في شيء (Post) عرفتي، يعني ما في شيء هلأ ما بعد، ايمتى الـ(Post) تبعي يعني حياتي كلها تدمرت في سوريا، والا وقت أخذت رحلة لجوء كثير طويلة والا وقت بعاني هلأ بالأوراق المطلوبة للتواجد بدولة جديدة، والا الإندماج بدولة جديدة حتى الناس اللي صار لها بالغربة فترة طويلة مثل ما قال هلأ فادي يعني هلأ عم عم بتعرضوا للجوء ثاني، يعني الناس الموجودين بلبنان هلأ لسا عم بهاجروا موجودين بتركيا لسا عم بهاجروا التعرض للعنصرية، يعني هذا كلياته بتحسي أنه أنا كثير التروما تبعي (present) كثير موجودة لساتها هلأ بعمرها ما كانت (post) فموضوع يعني إنك تلاقي اخصائيين فعلا قادرين على تشخيص حالتنا مثل ما هي هلأ هو موضوع صعب… 
 

كريستينا: صحيح


بتول: هاي من جهة، من جهة ثانية هو تقبلنا نحن للعلاج، هلأ ما بدي احكي على (stigma) الموجودة أنه إنك أنت رحتي على معالج نفسي فيعني تقبلها اجتماعيا لأنه بظن أنه تخطينا هذا الموضوع، لكن تقبلنا للعلاج كأشخاص قادرين أنه نقول أوك أنا بدي اكمل حياتي، يعني أنا إذا بدي احكي عن عائلتي الصغيرة أنا مثلا عائلتي بقولوا نحن ما بدنا نروح لأنه نحن ما بدنا نشفى، عرفتي؟ إحساس الذنب الموجود عنا بفقدان أختي وأنه نحن السبب كان وراء فقدان الشخص الأصغر بالعيلة، بخلينا نحس أنه لأ أنا بستاهل، أنا بستاهل اللي أنا عايش فيه، هذا شعور الذنب بيخليكي لأ، أنا الافضل أني ما اشفى لأنه أنا بدي اعيش بهذا بدي اعيش في هذه المعاناة بدي عيش هذا الألم لأنه أنا بستاهله، فهذا بزيد يعني بزيد التروما الموجودة وهي عم بتروح الأجيال الثانية، يعني نحنا ما عم نحكي بس على الجيل الأول هلأ من السوريين المهاجرين عم نحكي كمان عن أولادنا اللي ولدوا هون الموجودين بأوروبا هي عم تنتقل لهن بطريقة غير مباشرة، ونحن بأوقات منكون واعيين فيها وأوقات ما بنكون واعيين فيها، بس هذا يعني رح للأسف رح يكون له تأثير على على أجيال قادمة لسا.


كريستينا: صح عم فكر هلأ وأنتي عم تحكي إنه يمكن كمان جزء من حالة الشفاء ممكن يعني بمستوى ما للشخص أنه أنا وكأنه عم قول أنه بطل مهم الشيء اللي صار فأنا بدي ضلني حافظ على أهمية ومركزيته بحياتي


بتول: بالضبط موضوع من خيانة خيانة، بتحسي أنه أنا عم بخون الأشخاص الثانية لأني أنا بدي اشفى… 


كريستينا: نعم. كونك بلشتي تحكي كمان ورجعتينا على موضوع اللجوء وشكرا كثير لالك على هذه على هذا الربط يعني بدي ارجع شوي للفيلم فادي تنقل كثير وأنت كمان نقلتي بين بلدان ومدن مختلفة وأنت عم تشتغلي على الفيلم من صقلية لتونس ليبيا، بتقدري تحكي لنا شوي عن أبرز الوقائع والحقائق اللي ما كنت تعرفيها عن شكل رحلة اللجوء، واكتشفتيها خلال رحلة البحث والعمل على الفيلم؟

 

بتول: هلأ يعني صراحة شكل رحلة اللجوء أنا كنت عارفته مضبوط يعني مهما كان في حقائق أنا تفاجأت فيها لأنه أنا خضت هذه التجربة عرفتي يعني في أشخاص اللي مو اللي طلعوا بطرق خلينا نسميها سليمة، بكون في عندها تفاصيل ما لها معروفة بس أنا طلعت عن طريق ليبيا كمان فكان كان شكل هذه الرحلة بالنسبة الي معروف، سواء من شكل الدخول على الدول كيف بدي أسميها الانطلاق مثل ليبيا تونس المغرب مصر حتى تركيا، اللي قد تكون يعني شرعية أوقات لكن أغلبها غير شرعية، للتعامل مع تجار البشر الموجودة المهربين اللي يعني بيتقاضوا أموال كثير كبيرة على تأمين هذه الرحلة، وبتكون هذه الأموال يعني خلينا نقول الشخص اللي عم بهاجر بهاي الطريقة يمكن هاي المصاري متدينها من حدا لحتى يقدر يوصل، وحتى وقت بنحكي عن المافيات أو المهربين في على طول لغط هون بصير أنه يعني على طول بنتخيل أنه هذه مافيات كبيرة وهذول أشخاص كثير خطرين ومستحيل السيطرة عليهن، هو صحيح لحد ما لكن أنا كمان لمست أنه هدول المهربين خصوصا بليبيا وبهذه الدول هن عن جد أشخاص عاديين وحتى يعني أشخاص بأعمار صغيرة يعني، أنا المهرب اللي أنا تعاملت معه كان بأوائل العشرينات، عرفتي؟ المغزى اللي بدي وصل له أنه هدول الأشخاص ما الهن هالمافيات اللي كثير قوية اللي الدول ما بتقدر تسيطر عليها أو ما بتقدر تتحكم فيها، هلأ في قدرة على التحكم فيها بس في تواطؤ، من الدول أنه تقدر تسيطر على هذا الموضوع يعني هذا كمان كان بالنسبة الي معروف.

القوارب المتآكلة الي بيطلع فيها اللاجئين هلأ في حالة في حالة تركيا اغلب اللاجئين بطلعوا بقوارب مطاطية لكن كان من قبل بمصر وليبيا لحد الآن بطلعوا بقوارب كبيرة يعني صديقة عرفتي وهي الهدف منها أصلا أنه يعني بكونوا أصلا هن كيف بقولوا يعني مثل عاملين أذى هفيا للقارب لحتى يوصل لمرحلة أنه يغرق لحتى ييجوا فرق الانقاذ، لفرق الانقاذ التعامل للوصول للبلد أو عدم الوصول للتعامل مع الجثث يعني، كلا هذه التفاصيل كانت كانت معروفة بالنسبة الي لكن الشيء اللي اللي أنا خلال الفيلم يعني عمل لي صدمة هو الجرائم الموجودة بحق اللاجئين اللي عم ترتكب بحق اللاجئين اللي بيأخذوا هيك أنواع من الرحلات، كنت على وعي فيها بس لأ انصدمت كثير بكثير أمور جديدة اكتشفتها خلال الفيلم.

 

كريستينا: بتول غير الإتجار بالبشر شو في كمان أشياء هل في جرائم أخرى؟ شفتيها رصتيها؟ و وين بتتوزع يعني بأي هل مثلا في مناطق معينة في بيتم فيها ممارسة جرائم من نوع معين ممكن تختلف عن منطقة ثانية مثلا؟


بتول: هلأ أنا خليني أحكي عن جزئية صغيرة لأنه هو الموضوع كثير متشعب يعني، رحلة اللجوء خليني أحكي عن رحلة البحر اللي أنا فيلمي يعني كان متخصص فيها، في عندك جزئية كثير مهمة هي العمليات الإنقاذ يعني القوارب اللي بتطلع بالبحر عادة بيتصلوا بي الجهات المختصة لحتى تبعث فرق انقاض، أوقات كثير ما بينرد عليهن أوقات كثير بقولوا لهن أنتم بقرنا نحن ما بنقدر نوصلها، هلأ هذه الشغلات بحكمها قوانين دولية وقوانين البحر واوك ؟ بس في قسم يعني في جزئية مهمة أنه هو عدم وجود متخصصين بالانقاذ، يعني أنا اللي صار بيقارب أختي بـ24 بـ2014 هو القارب ما كان عم يغرق، يعني ما كان في ما كان في خطورة على القارب، لكن فرق الإنقاذ هي اللي شكلت الخطورة اللي أدت أنه تخليهن يغرقوا، هو بسبب عدم تخصصهم بعمليات الانقاذ، يعني أجوا مثلا من طرف واحد من القارب وصاروا يزيتولهن ستر النجاة… 
فهذا أدى أنه الناس بتتحرك كثير بقلب القارب وتروح على طرف واحد وبتترك الطرف الثاني، حركة الناس هي اللي خلت القارب يقلب، إما هو القارب بحد ذاته ما كان في ما كان في مشكلة هون نحن عم نحكي عن عدم تخصص بالإنقاذ وهذه بحد ذاتها جريمة.

في عندك موضوع ثاني وهو كثير مهم، أنه غالبية فرق الإنقاذ بتيجي بتنقذ الأشخاص الموجودين بالقارب في حال قلب القارب بي بيأخذوا الناس الموجودين على سطح الماء، لكن القارب بحد ذاته اللي غرق بما فيه أشخاص موجودة بقلب القارب، هذه هن ما لهن متخصصين فيها وبعتبروه هذا اختصاص ثاني، كأنه نحن عم نحكي عن يعني شوالات قمح عرفتي، يعني ما عم نحكي عن أشخاص نزلت بالبحر هلأ طيب أنتم كفرق انقاذ ما في يعني معقول ما في ناس متخصصة انها تقدر تنتشل الأشخاص الموجودين بالقارب نفسه، نحن ما عم نحكي عن إنك تطلع قارب يعني إنك أنه فرق الإنقاذ تطلع القارب طبعا شيء صعب بس عم نحكي عن أشخاص نزلت مع القارب الموجود بالبحر وما حدا انتشلها، وهذا اللي صار بقارب أختي في 200 واحد تم فقدانه، هن موجودين بقلب القارب نزلوا، هاي كمان أنا بعتبرها جريمة في عندك جريمة عدم التوثيق، عدم توثيق هذه الحوادث يعني كمان نفس المثال بقارب أختي، لما اعلنت السلطات الإيطالية عن هذا الحادث قالت نحن، أنقذنا 350 شخص وكان في أربعة وعشرين جثه، أوكي ووقفوه لهيك هذا الحادث ما أخذ صدى كبير بالإعلام، ما حدا كثير حكى عنه لأنه قالوا اوك اربعة وعشرين، مثل ما يعني يعني للأسف أنه العدد مو حرزان، أنه ينحكى عنه بس ما حدا حكى عن أنه في 200 شخص انفقدوا، 200 شخص نزلوا مع القارب، طيب هذول ليش ما انحكى عنهن، هذه مثال عن حادث واحد، فأنت بدك تحسبي على كل الحوادث البقيانة أنه هيك عم بصير ما عم بوصلوا الحوادث بالحقائق الموجودة لتوثيق هذه الحوادث ولتوثيق شو صار بالضبط، لكن كمان هذه الأفلام غالبيتها تستخدم لأهداف إعلامية، بدون مراعاة خصوصية الأشخاص الموجودين، وهذا موضوع يعني نحن كسوريين ما كنا واعيين فيه بالأول بس كل ما مال لنا عم نكون واعيين لاله أكثر أنه يعني عم بتم تصويرنا باسوأ لحظة بحياتنا، باسوأ لحظة عم نعيشها وعم تداول هذه الصور بالإعلام والاتجار فيها بدل من مساعدتنا وهذا الموضوع صار كثير بالزلزال اللي صار مؤخرا، كمان تم الاتجار بكثير من أفلام وصور وما تم مساعدة هذه الأشخاص اللي هي أصلا اللي أخذتوا صورها عرفتي؟ يعني هذه هذه أنا بالنسبة الي...


كريستينا: وحتى التجارب نفسها يعني مو بس مو بس الصور والفيديوهات حتى تجارب الأشخاص تم الإتجار فيها من غير أي مساعد من غير تقديم أي مساعدة.


بتول: بالضبط، يعني هذا موضوع كمان صار بالرحلات رحلات اللجوء أو رحلات البحر… 
هلأ في كمان شغلة أنا يعني أنا ما فيني عمم فيها بس أنا يعني كتجربة شخصية معي كان في عندي تجربة كثير سيئة مع المنظمات الدولية الكبيرة، يعني كنت تعاملت بشكل أساسي مع الصليب الاحمر والهلال الاحمر، يعني للأسف كان عندي تجربة كثير سيئة انه تخيلي بتروحي لعندهن بالـ2014 بتحكيلهن السيرة بيرجعوا بعد بسنتين بيرجعوا بدعوكي بخلوكي تحكي السيرة من أول وجديد، وأنتي عم تحكي عن أختك المقودة برجعوا بسألوكي أه في شامه كان على وجهه، في تاتو على جسمها في يعني بقمة الإهمال قمة عدم الوعي بي التعامل مع هي التجارب، وبنفس الوقت العرقلة اللي بتصير لهذا الموضوع من البحث لأنه هن كثير مشغولين بالـ(Procedure) تبعهن كيف نحن بدنا نطبق القوانين كيف بدنا نمشي خطوة خطوة وبينسوا الهدف الأساسي أنه هو طيب أوكي في عنا ناس مفقودة في عندنا ناس في أشخاص مفقودة. 

يعني أنا من الشغلات اللي كثير أثرت علي سلبيه أنه أنا ما كان مسموح لي أحكي مع حدا من (Red Cross) أو (Red Crescent) الموجودين بليبيا أو تونس لأنه لآزم أحكي مع الأشخاص الموجودين بهولندا، هيك الـ(Procedure) بتقول تبعهن عرفتي هيك لآزم هيك النظام علما أنه هن بيناتهن في ما تواصل يعني طيب أوكي هدينك عندهن معلومات أنتو ما عندكم معلومات فيكن تحكوا معهن، أي بنحكي معهن وخلص بناموا على السيرة مثل ما بيقول السوري… 

فا يعني المنظمات الدولية الكبيرة اللي بتكون كثير كبيرة ونظامها كثير متشعب، التعامل فيها كثير صعب وبتحسي هن مركزين على الـ(Funds) تبعهن أكثر ما يكونوا مركزين على فعلا مساعدة الأشخاص، هلأ أنا ما فيني أعمم أنا هاي بس تجربة سيئة مرقت فيها، بس هاي يعني من الشغلات اللي أنا كمان بعتبرها من المشاكل الكبيرة المفروض يكون الها حل.


كريستينا: هو يمكن بس يصير الشكل يعني على سيرة الاجراءات الشكل أهم من المضمون خلص بنخسر أي فرصة لنتحرك لقدام ولحتى نبني عنجد شيء إلو معنى وبساعد فعلا الناس وبخطط تجاربهن… 

بتول: بالضبط! 
 



كريستينا: فادي قبل شوي كنت عم تحكي على قصة التبدلات والتغيرات اللي كانت عم تصير بي القدرة على تمويل الانشطة يلي عم تعملوها والتحديات اللي عم بتواجهوها، فيك تخبرنا شوي عن كيف عم تتغير خريطة التمويل مع الوقت؟ وكيف هالشي عم يتأثر على اللآجئين واللآجئات وعلى عملكن أنتم كمؤسسة خاصة هلأ عم بتقول كمان أنه مش بس من ناحية التمويل نفسه بس كمان عم بتواجهوا كمجموعة وكأفراد قصة أنه بحاجة ممكن تغادروا المكان اللي أنتم فيه تسجلوا مؤسسة بمكان جديد يعني بخضم هذه التحولات المؤسسية اللي عم بتصير بالعمل تبعكن، وتقاطعها مع عملية التمويل شو التحديات اللي عم تواجهوها؟ وكيف عم بتأثر على اللآجئين واللآجئات؟

 

فادي: أول ما بلشنا كان في تعاطف كثير كبير مع محنة السوريين، فكان في تبرعات كثيرة يعني، هذا العمل خلينا نكون واقعيين هذا العمل اللي نقوم فيه هو يعني سد فراغ الدولة يعني بالعادة الدولة هي أوقات النكبات هي اللي بتساعد فيها، إما بس نحن دولتنا هي الناكب يعني هي الي نكبتنا للأسف، فما في، يا بدنا نتعامل نعتمد على التبرعات للأفراد يا أما نعتبر نعتمد على التمويل الدولي، بالبداية تبرعات الأفراد كانت كافية لأنه ننطلق ونشتغل، بس ما هي كافية كانت لأنه تعمل برامج مستدامة ويمكن كسوريين نحن الجهة الوحيدة اللي نجحت بأنه يكون 90% من تمويلها هو من التبرعات، هنن فريق ملهم ومنظمات الأطباء، اللي هي مثلا (كلمة غير مفهومة) اللي أطباء الأعضاء فيها السوريين اللي بأمريكا قادرين بتبرعاتن يشيلوها، للمنظمة، بس المؤسسات الصغيرة مثلنا وما كان في إمكانية ما قدرت تبني هذا (كلمة غير مفهومة) من المتبرعين الأفراد الكافي… 

يعني نحن نعطيكي مثال عندنا مدرستين بلبنان للأطفال السوريين اللي من دون مدارس، بيدرسوا تقريبا ثلاثة الآف أولاد، بتكلفنا المدرسة الوحدة فيهم بين المليون والمليون ومائتين ألف دولار، كثير صعب على التبرعات لحالها، إنك هذه المدارس تحافظي عليها، وهلأ فبدك تعتمدي على متبرعين دوليين نحن كنا نجحنا بالسنين الماضية بأنه نبني قاعدة كبيرة من المتبرعين الدوليين، يعني تقريبا حوالي 35 مؤسسة وجمعية شريكة، عم بساهموا بتمويل مشاريعنا حتى نقدر نستمر، تقريبا ميزانيتنا السنوية بالـ4 سنين الأخيرة كانت ثابتة على العشرة مليون دولار بالسنة، ولكن المشكلة هي أنه نكبتنا طولت يعني صار لنا 13 سنة، وهذا الشيء عم بخلي الاهتمام يقل.


طبعا بالإضافة الى المشاكل السياسية يعني شايفة الحملات بتركيا أو بلبنان عن اللآجئين استهدافهن بشكل مستمر والترحيل المستمر في بالمقابل في تضييق على المؤسسات السورية ومحاولة دفعها لتطلع لبرا أو تسكر وتمشي، عندنا دائما يعني إحساس بالخطر على انفسنا، على الموظفين تبعنا على إمكانية استمرارية الشغل كله من عدمه وهذا كمان يعني مصدر قلق اضافي غير التروما اللي بتصيبنا بس كمان يعني إنك تسكر مدرسة مثلا فيها 50 أستاذ و1400 ولد مانه قرار سهل يعني… 

الإهتمام حاليا هو على أوكرانيا واليمن، يعني بالعكس هلأ عم نسمع أنه في حكومات أوروبية اجاها مصاري لأوكرانيا ما قدرت تصرفها فعم يسألونا بدكن مصاري لبنان نقلهن أي بدنا تعوا بس ما حدا برد يعني… 

وحدة من صعوبات التمويل هي هاي محاولة النظام والرؤساء تصوير الثورة بسوريا أنه هي فقط ثورة اسلامية ضد النظام وثورة داعش ضد النظام، ساهمت كتير  بقتل التعاطف مع سوريا والأزمة السورية، أنا بتذكر حتى بأول سنتين صار تسونامي يمكن بشرق آسيا، عندنا أصدقاء بأوستن قالوا لنا نحن بثلاث سنين ببريطانيا ما جمعنا لسوريا اللي جمعناه بثلاث أيام هذا التسونامي… يعني في مشكلة حقيقية يعني اطلعي كيف اليوم الأوروبيين بشكل عام بتعاملوا مع النزوح واللجوء السوري، أو أي لآجئ من الشرق الاوسط كيف تعاملوا مع النزوح الأوكراني؟ شالوا الفيز فتحوا المطارات، نحن كان لآزم نأخذ سفينة بالبحر ويغرق ثلث العالم حتى يتعاطفوا معنا كان لآزم صورة "إيلان" تطلع على كل الجرايد بكل العالم ليطلعوا مظاهرات يومين ثلاثة (Refugees Are Welcome) بعدين حادث إرهابي من هون حادث إرهابي من هون انتهى كل التعاطف ما طول أكثر من خمس اشهر للأسف، ما يعني هذه كلها تحديات بتخلي هذا العمل كثير صعب جنبه مصاري كثير صعب، وللأسف يعني الكل بيعرف الحل هو حل سياسي يعني ما ممكن نستمر يعني هذا العمل هو عمل شحادة، بالآخر يعني بدك تشحدي, وللأسف تحولنا شحادين كرمال نساعد شعبنا لأنه شعبنا بأزمة, أنا بس من رقم أنه 300 ألف طالب سوري بلبنان, ولد سوري بلبنان مانهن قادرين يدخلوا على المدارس لأنه ما في محلات لالهن، هذا لحاله بخليني بصير معي أزمة نفسية, أنه 300 ألف ولد وعم بزداد الرقم، 300 ألف ولد ما لهن أي مستقبل لا تعليم مهني ولا تدريس ولا شيء هذا لحاله مصيبة يعني فخدي نفس الشيء أعداد طلاب بسوريا اللي هم بلا مدارس اللي بتركيا اللي نحن بأزمة لا يمكن وصفها ومضطرين نكون شحادين بس يعني ما فينا نشحد الى الأبد الحل هو حل سياسي يا بدكن تلاقوا لنا حل، حتى يا اخي نرجع على بلدنا ونعمره… 

أنا من شهرين ثلاثة كانوا كنت بلبنان لسا وقبل المؤتمر بروكسل تبع المانحين وكانوا كل ممثلين الوزارات اللبنانية عم بتذمروا أنه خلص لبنان ما بقى يقدر يتحمل، قلت لهن ايه مضبوط لبنان ما بقى يقدر يتحمل ونحن كمان ما بقى نقدر نتحمل، وأنا بتمنى اقضي الـ10 سنين الجاية من حياتي بحلب عم بساهم بجهود إعادة الإعمار أو تدريس الطلاب بسوريا أحسن ما ضل هوني بين لبنان وألمانيا عم بشحد إقامة، لأقدر اضمن أنه ابني يكون عنده مستقبل، إيه ساعدونا نرجع، بس بتعرفوا أنه نحن ما فينا نرجع هيك من دون حل سياسي ما فينا نرجع، الحل واضح يا بده يكون في ارادة دولية فرض حل بالصرماية على الجميع، يا إما بدنا نضل نشكل أزمة لكل كل هذا العالم.


كريستينا: كلامك بالصميم فادي، وشكرا كثير على ترتيب أفكارك بهذه السلاسة وعلى كمان طرحك لهذا الموضوع بهذه الشمولية.
عندي سؤال هيك بس تعقيبي يمكن يعني بس مشان نتعمق شوي أكثر، بالإضافة للهواجس اللي ذكرتا من تعليم وإقامات وأمان شو الأشياء اللي عم ترصدها بين اللاجئين واللاجئات السوريين بلبنان حاليا؟ شو أبرز التحديات اللي عم بضطروا يتعاملوا معها والأشياء اللي قلقانين منها وعم بفكروا فيها بهذه المرحلة؟ غير الأشياء اللي ذكرتها لهلأ…
 

فادي: ليكي الناس وصلت لمرحلة من اليأس لا يمكن وصفها، يعني نحن مع مجموعة من الشركاء صرنا ثلاث سنين بنشتغل على شيء اسمه مرصد حماية اللاجئين (refugee protection watch)، وبنشتغل على مراقبة يعني في معنا جمعيات هولندية ولبنانية، صرنا ثلاث سنين بنحاول نشوف الناس مثلا اللي عم تحاول ترجع لسوريا، شو عم بكون وضعها؟ واللي عم نشوفه أنه الناس اللي حتى من اليأس من سوء الأوضاع بلبنان مثلا عم ترجع لسوريا، عم ترجع تيجي للبنان، بترجع تهريب. لأنه بتروح على سوريا بتلاقي بنية تحتية مدمرة بمناطقهم ما في مدارس للأولاد ما في مشافي، ما في مواصلات حتى لأنه إذا بده ينزلوا على المشافي اللي بمراكز المدن، وما في شغل ما في ما في أي أمل، فبرجعوا على اللبنان عم بقولوا على القليلة بلبنان منجرب نطلع بالبحر، وللأسف يعني مثلا هذه السنة في كثير قوارب طلعت من لبنان البعض وقفها خفر السواحل اللبناني البعض ما قدر يوقفها في قارب غرق مثلا، يعني نحن نشتغل بمخيم شاتيلا واحد من مراكزنا الأساسية هو هنيك وهلأ في عنا ست عم بتشتغل عندنا هي عندها شبين ماتوا بهذا القارب، بقارب اللي غرق قدام طرطوس، يعني هي مثلا تشوفيها للست هي حطام بشري عم بتمشي على اجرين أنه شبين، عندها ثلاث شباب وبنتين شابين من ولادها ماتوا هيك ببلاش، بعد ما كانوا اتدينوا وباعوا كل اللي فوقهن وتحتهن ليطلعوا على أمل أنه يوصلوا، المشكلة أنه بغرق قارب الناس بتخف لشهر شهرين بعدين بيوصل قارب برجع بتحمسوا الكل، وبغلى سعر اسمه يعني وصل قارب من لبنان على إيطاليا من فترة فصارت كل الناس بدها تطلع، حتى لو بده يدفعوا ثلاث آلاف دولار، وبيركبوا بيركبوا على حالهم ديون وبيطلعوا بمغامرات، ما عاد تعرفي، يعني مثل الطرة والنقش يعني ما بتعرفي بتوصل ما بتوصل يعني، وأغلب الوقت ما عم بتوصل وهيك، يعني اليأس عم بدفع العالم لقرارات مجنونة يمكن، بس ما في حل، الوضع الاقتصادي بلبنان كمان سيء جدا، تضييق على اللاجئين سيء، في ناس بتخاف عم تخاف من الترحيل، هي لأنه من مناطق معينة إذا ترحلت على سوريا بتعرف أنه مثلا الرجال حينمسكوا ويمكن يموتوا تحت التعذيب والنظام يعني ما بيقصر أنه يبعت الرسائل طول الوقت أنه أنتم غير مرحب فيكن وما لكم ما لكم مكان يعني إن كان من الاعتقالات اللي بتصير للعائدين إن كان حتى هذه المئة دولار تصريف المئة دولار على الحدود يعن يتخيلي عائلة اربع خمس أشخاص بالزور عم بتلاقي لقمة العيش بدها تصرف 450 دولار على الحدود يعني، نصها يعني بدها 250 دولار لتدخل على بلدها! 

يعني كل شيء معقد وصعب وفوق منها إيه في استياء عام بلبنان، بسبب التحريض المستمر والتصوير أنه بعض التيارات السياسية بأنه اللاجئين هني سبب أساسي للانهيار المالي بلبنان، لكمان هيك تضييع البوصلة، وتمييع يعني المجزرة اللي عملوها السياسيين اللبنانيين بأكل المصاري وإغلاق اللبنان الدين، إيه أكيد الضحية الاسهل هي اللاجئ ولتوجيه اللوم له، وذات شيء بتركيا يعني شفنا الحملة الانتخابية بتركيا كيف كانت كل الأحزاب عم تتسابق بأنه مين بده يسب على اللاجئين أكثر ومين بده يتعهد بأنه بده يرجعهن أكثر، وحاليا يعني أوكي السوريين بتركيا كانوا خايفين أنه إذا ربحوا ربحت المعارضة أنه يرحلوا السوريين بس ترحيل السوريين قائم على قدم وساق يعني المعابر اليوم أعداد المرحلين عبر المعابر هي تقريبا 1500 باليوم، يعني حتى عم نشوف عم نشوف أوقات قصص مضحكة أنه عرب سياح عرب بتركيا بيقبضوا عليهم بيرحلوهم من فترة ترحلوا مغاربة على عزاز، كانوا محاسبينهم سوريين لتدخلت السفارة المغربية واسطنبول… 


كريستينا: واو


فادي: طوال ٣ شهور لقدروا يستردوهم، سائحة كويتية كمان باسطنبول صاروا يتهجموا عليها وكان في فيديو انتشر أنه هي عم بتبهدله، بتبهدل العالم إذا ما بدكم ايانا سوّاح لا بقى تخلونا ندخل يعني، بمصر صارت كمان من فترة حملات مماثلة يعني، وهذا الوضع حيستمر ما لم يصير شيء جدي باتجاه حل.

 

كريستينا: نعم، بتول كأنه بدك تعاقبي كنتي شيء، تفضلي!


بتول: إيه أنا بدي احكي شغلة كمان وقت حكيت على موضوع الجرائم نسيت نسيتها وهي أهم شيء وهلأ فادي كمان تطرق لها أنه نحن كسوريين ما عاد في لنا مكان بأغلب دول العالم، مو بس اللي عايشين الميتين يعني في شغلة كثير مهمة أنا تطرقت لها بالفيلم، أنه هو جريمة عدم توثيق الجثث كمان، يعني في وقت قارب بيغرق، أوكي؟ في ناس بتوصل في جثث، هذه جثث مو كلها بتضيع بالبحر، عم توصل على شواطئ الدول، التعامل مع هذه الجثث كمان كثير يعني عم بتم بإهمال رهيب؛ لأنه خليني احكي على النقطة الأهم اللي هي ليبيا وتونس، يعني أنا شفت مقابر بالعشرات، هي مقابر لاجئين سوريين، مقابر جماعية، بدون أي توثيق لهذه الجثث، ما في حتى يعني نحن ما عم نحكي على (DNA samples) يعني ما عم نحكي على عينات جينية من هذه الجثث عم نحكي على الصور صوروا الجثة قبل ما تدفنوها، لأ لا في صور لا في ما في حتى توصيف لهذه الجثث، لأ ولا توصيف للملابس اللي هن لابسينها ولا شيء، وبيمسكوهم وبيدفنوهم بمقابر جماعية.


يعني أنا زرت أحد المقابر بتونس ببنقردن، هي يعني مالها مقبرة حتى تخيلي أنه ما كان مثل هيك صحراوي الرمال فوق بعضها اندفن فيها 54 جثة سوري بدون أي توثيق بدون أي إعلان حتى الإعلام ما حكى عنها، حكيت مع المتطوعين اللي قاموا بالدفن يعني كمان أرجوني صور أنا كأخت يعني بصراحة ضليت شهور هذه الصورة ما عم يعني لحد الآن ما عم تغادر من مخي، يعني الجثث موجودة هيك جابوها بالتراكات بالشواحن وهيك زتوها بجورة والرمل فوقها وخلصنا، هذه من 10 سنين، هذه المقابر موجودة بالعشرات بتونس، بليبيا، بأوروبا بيتعامل معها بطريقة أحسن بشوي مو بكثير يعني بإيطاليا موجودة هذه المقابر، بيدفنوا الأشخاص الحمدلله يعني بطريقة منفصلة بحطوا أرقام عليها هذه هي وبتعاملوا معها مثل كـ(Forensic evidence) يعني خلص هي مثل يعني الدليل شرعي أو دليل للجرائم اللي صارت وهذه هي، ما في تواصل مع العائلات؟ ما في تواصل أنه أوكي في هذه مقابر موجودة تعوا حللوا العينات الجينية تبعها؟ التعامل مع الجثث كمان يعني بيخليكي بصدمة إنسانية بترافقك لكل حياتك، فنحن السوريين مو بس للعايشين ما في مكان حتى للميتين ما في مكان للأسف.


كريستينا: يعني ما بعرف أنا يمكن من الأشياء اللي اللي راح قضي كل حياتي وأموت ما افهمها هي كيف مع التجارب اللي عاشتها البشرية، لسا عنا القدرة أنه نصنف الناس وقيمة حيواتها بناء على صدفة بحتة بوين هي خلقت بهذا الكوكب، يعني ما هذا المفهوم على قد ما هو شيء هيك بسيط وسطحي بس أنا يعني بضل بيصدمني كيف عنا هذه القدرة أنه نقرر أنه في ناس حياتها لها قيمة أكثر من حياة ناس ثانية وبالتالي موتك كمان له قيمة أكثر من موت ناس ثانية


بتول: هاي العدالة الغير موجودة بالعالم كريستينا ولا بحدنا الأدنى، ولا بحدها الأدنى، للأسف.

 


 

*نهاية الحوار*
 

كريستينا: عم نروح نحن باتجاه نهاية المقابلة، وبحب هيك بتول اسألك بس آخر سؤال بخصوص الفيلم، يعني بخضم شغلك على الفيلم، هل لقيتي في تقاطعات ما بين قصص اللجوء السورية وقصص لجوء بشر من بلدان ثانية، وممكن كمان في اختلافات ما رصدتيها، ولو أنه بالآخر الناس وقت اللي بتتحرك من المكان اللي هي فيه باتجاه مكان آخر هو بالغالب لأنه هي ما لها قدرانة تعيش بالمكان اللي هي نشأت فيه، فأكيد في تقاطعات ما بحب تحكي لنا عنها وكمان شوي نفكر بإذا بتقدري هيك ترجعي لنا شو في فروقات كمان بين القصص المختلفة، يعني فادي بلش يذكر مثلا قصة...


بتول: أوكرانيا


كريستينا: استقبال الاوكرانيين والأوكرانيات، يعني إذا بس هيك نقدر شوي نتعمق بهذه المسألة… 


بتول: هلأ أنا ما بعرف يمكن لأنه أنا يعني أنا لاجئة وأنا سورية ما بعرف إذا الحكمة اللي هلأ بدي أطلقه هو حكم موضوعي، لكن بحس أنا إنه موجة اللاجئين السوريين كانت الأقصى لحد لحد الآن يعني، يعني أنا تطّلعت على كثير قصص لاجئين ما مر علي قصص بهذه القسوة وبهذا الصقم مثل قصص السوريين، يعني مر بقبل اللاجئين تبع إثيوبيا افغانستان بعض العراق يعني في تقاطعات كبيرة مثل معاناة الفقد التروما الموجودة، اللجوء لبلد كمان من ثقافة ثانية تماما، يعني هنه كان عندهن نفس المعاناة تبعنا ومثل ما تطرق فادي لهذا الموضوع يعني الضخ المالي والمساعدة اللي أطلقوها الأوكرانيين يمكن بشهر واحد أكبر من ما تلقينا نحن على مدار 13 سنة، وهذا له كمان كثير خلفية يعني ثقافية لحد ما، يعني أنا متزوجة هولندي الكلمة اللي قال لي اياها قال لي إيه يمكن لأنه يعني يمكن تلقوا مساعدة أكثر لأنه بشبهونا، عرفتي؟ يعني وهي وتوصيفه على قد ماله بسيط على قد ماله حقيقي لأنه بالأخير وقت بيطلعوا على الصور موجودة يعني الأشخاص بيحسوها أوكي هذا ممكن يكون أمي لأنه فعلا الثقافة أقرب، يعني هو توصيف ساذج ممكن لكن موجود معاناة الثقافة المختلفة والدعم لأنه ثقافتنا بعيدة شوية عن ثقافتهن، هذا موجود بشكل كبير، و هذا بيتقاطع مع اللاجئين اللي اجوا من اثيوبيا افغانستان وبعض العراق، لكن نحن أقصى مثل ما قال فادي لأنه تم شيطنتنا… 


يعني نحنا الدعم، سواء المالي أو النفسي، كان كثير اقل لأنه نحن تم شيطنتنا دعشنتنا نحن نعتبر أشخاص يعني شلون بدي أقول لك يعني قتلوا بعض، عرفتي؟ فهذا الموضوع أثر كثير بشكل سلبي، هلأ في أنا بحس كمان اللاجئين بوسنة وصربيا كان في كمان تقاطع بحالات الإجرام اللي صار بهذه الدول قريب على الإجرام اللي صار بسوريا، عرفتي؟ والآثار النفسية اللي تراكمت بسبب هذه بسبب هذا الإجرام كثير قريب، يعني أنا شفت كثير لاجئين من بوسنة يحكوا لي قصص بحسها كثير قريبة على قصص السوريين، لكن برجع بقول لك يعني اللي صار مع السوريين سواء بسوريا سواء برحلة اللجوء سواء باللجوء الثاني اللي هلأ عم بصير من تركيا ومن لبنان، أنا ما شفته، ما شفته للأسف يعني وهذا بيزيد الألم والحزن اللي نحن عم نعيشه


كريستينا: نعم صحيح واتفق معك بالمقاربة للحالة البوسنية وحالة الهجرة مؤخرا تعرفت على أشخاص من البوسنة بالبوسنة، وفعلا كان في تواصل على مستوى كثير عميق بيناتنا، بفهمنا لهذه التجارب المشتركة اللي عم بيخوضوها الأشخاص بسوريا هلأ واللي خاضوها هم قبل سنوات… 

فادي بدي ارجع لك هيك بالخاتمة، كنت عم تحكي على إحساسك بالاقتلاع من سوريا وبرغبتك بالعودة لحلب وكمان بالحالة الحالية اللي بعد سنوات من التواجد بلبنان وخلقك لحياة ما هناك عم بتقول كنت أنه في حالة نقل وبحث عن مكان جديد بكل هذه الرحلة اللي هي نوعا ما بجوز ما بعرف رحلة بحث عن استقرار ممكن تكون استقرار ما، ما بعرف قديه هو ممكن بالحالة السورية وبحالتك أنت تحديدا، بس بحب اعرف شو مفهومك بهذا السياق للعدالة المكانية، ومفهوم حرية التنقل أو اختيار التنقل أو التنقل بشكل إجباري أو قسري؟


فادي: يعني الحقيقة أنا ما عاد أدور على استقرار لحالي أو بدور على استقرار لابني، يعني هلأ لما أنا صار عمري 45 سنة، يعني كنت مصر لسنين أنه ما بدي اترك المنطقة واضل هنيك بس، لما الواحد بصير عنده مسؤولية أطفال برقبته يعني شوي بده يفكر فيهن قبل ما يفكر هيك يحط الأولوية لمبادئه، والواقع بقول أنه ابني بلبنان ما عنده مستقبل لا يحصل على الجنسية وبده يضل كل عمره يتعامل كغريب محروم من حقوقه الأساسية، ويمكن ما يقدر يشتغل بطرق قانونية، وهذا شيء ما بتمنى له يعني ما بتمنى له يعيش دائما تحت هذا الضغط بأنه هو غير مرغوب فيه، وهو عم بيأخذ محل حدا ثاني، لهيك يعني فكرة الانتقال لأوروبا هي لإيجاد مكان يقدر يتعامل فيه كمواطن ويحس بأنه هو له قيمة وله حقوق وواجبات، يعني هذا الشيء الأساسي وراء سبب انتقالي، بعتقد إيه نحن يعني عالمنا ظالم كثير للأسف، ومكان الولادة يعني أنا حتى يعني رغم كل شيء، بحس لسا عندي امتيازات أني قدرت اعمل هذا الانتقال من دون ما اضطر أقدم لجوء يعني، وأخذ عيلتي يعني وكثير ناس ما عندهن هذا الامتياز يعني، بعرف كثير من مثلا الموظفين والمتطوعين في بسمة وزيتونة بيتمنوا يطلعوا، بس مانهن قادرين يعني فأنا واعي تماما إنه بسبب علاقاتي، وكمان مركزي قدرت أعمل هذا الانتقال وهو يعني ما له شيء سهل تحقيقه وأنه في ظلم كبير للناس يعني أنا بتذكر بالـ2014 لما 2016 لما 2014 أو 16؟ لما ترامب استلم الرئاسة أنا كان عندي زيارة (advocacy) لمناصرة لأمريكا بهذا الوقت بالذات يعني وصلت على المطار قبل حفل التسلم الاستلام بكم يوم وطبعا خضعت للتفتيش العشوائي اللي دائما بتختاروني فيه، وصار وأنا وهنيك وعم نتقابل مع ناس في الـ(Congress)، بيطلع خبر أنه وقع ترامب (Executive Order ) أنه ممنوع الفيزا للسوريين للعراقيين والأرمن، فأنا وطالع من المطار أنا بعد ما خلصت بتذكر وقت الموظفة (African American) يعني شافت باسبوري سوري قالت لي أستاذ أنت متأكد أنه بدك تطلع ما حيكون فيك ترجع تيجي؟ قلتلها إيه متأكد؛ لأنه أنا ماني عايش هون ما بدي اضل هون يعني وبس…

كان كثير المفارقة يعني دائما هاي المفارقة مع بالرغم من كل الامتيازات اللي عندي اياها بأني قادر أحصل على فيزا واقدر اتنقل بهذه السنة، بس كمان دائما بضل في هذا الإحساس بإنك سوري ودائما إنك مصدر خطر وإرهابي حتى تثبت العكس يعني، بكل مطار بتعرض لتفتيش بتذكر في سنة رحت عملت فيها ماستر ببريطانيا كنت كل ما أجي على المطار الاقي حدا ناطرني بباب الطيارة من أمن بده يسألني أنه شو كنت عم تعمل بلبنان أو شو كنت عم تعمل بتركيا؟ وشو جاي تعمل ولأني عمري كبير ما كانوا يصدقوني أنا عم بعمل ماستر ببريطانيا، ولازم اطلع لهم بطاقتي الجامعية كل مرة، إيه ما له سهل هذا الشعور والتفتيش بالطيارة، ومرة حتى بفرنسا على مارسيليا كنت رايح بمؤتمر بجامعة مارسيليا كمان الموظف الباسبروات أول ما شاف باسبور سوري ضرب على رأسه صار يسب أنه كمان باسبور سوري لأنه كمان دولتنا المنعدمة الكفاءة يعني الباسبور كان ما، بهديك الفترة إذا بتعملي له (scan) كان ما بيقرأ الـ(barcode) فبده يدخلوه يدوي وقعدوا يفحصوه إذا مزور وما مزور يعني…

إيه كل هذه المواقف هي صحيح سخيفة بالنهاية يعني بالنهاية أنا قادر اتنقل وقادر أسافر، بس كمان يعني بتترك إحساس بإنك مواطن درجة عاشرة، ما لك أهمية بس غيرك غيرك لأنه يمكن اسمه بس عيونه زرق وشعره اشقر وولدان بغير ما كان، بكل شيء مسهل لاله بدخل حتى بالبوابة الالكترونية من دون ما يفحصوا الباسبورت ويسألوه على بطاقة العودة ووين حاجز المطار وإذا معه مصاري كفاية ولا لأ؟ وين حاجز اوتيل؟

إيه طبعا يعني للأسف ما في عدالة، بس أنا يعني بتمنى أنه هذا الشيء يحفزنا كسوريين، مو تيكون عنا نقمة على العالم بسبب غياب هذه العدالة بس لأنه نناضل أكثر بسبيل العالم فيه عدالة، يعني ما نحمل هذا الشيء بخلي يسبب لنا مرارة ونقمة بالعكس أنه نخلي هذه التجربة تحولنا لمناضلين أشرس في سبيل العدالة للجميع.


كريستينا: هذا كثير مهم ويمكن واحد من السبل الأساسية والأدوات الأساسية والشيء اللي أنت ذكرته ببداية الحلقة أنه ندير بالنا على حالنا وعلى بعض، وما ننسى ليش عم نعمل هذه الأشياء وشو شكل العالم اللي بنسعى له قد ما كان في حوالينا قوى محبطة وتيارات بتحاول تحد من قدرتنا على الخيال والأمل والتفكير الجماعي بالمستقبل المختلف… 
بتول أنتي بهذا العالم الظالم مثل ما سماه فادي، شو بتعني لك العدالة؟ هل تشعري باستقرار بمكان ما؟ ووين؟


بتول: يعني سؤال صعب، يعني العدالة بالنسبة لي ما بعد كل شيء مرينا فيه عن جد ما لها موجودة يعني ولا بحتى الأدنى، إنها موجودة يعني حتى ما ضل النظام السياسي بسوريا لحتى الآن وتم استقباله مؤخرا بالقمة العربية يعني، موضوع العدالة كثير يعني مصطلح اشكالي بالنسبة لي، هلأ البلد ليكي شو هي البلد؟ البلد هي المكان اللي بيحفظ لك إنسانيتك حقوقك مواطنتك، يعني حتى ما قبل الثورة يمكن ما كنا نحن حاسين فيها كسوريين…
بما أنه كنا شعب يعني عانى كثير من الاستبداد ومن الظلم تحت يعني تحت سيطرة النظام، وهلأ اجينا على بلد للأسف يعني فيني قول أنه هذه البلاد اعطتنا حقوق أعطتنا حسستنا بإنسانيتنا وبقيمتنا أكثر من البلد اللي نحن جايين منها، فهو هذا البلد، البلد هو اللي بيعطيكِ حقوقك بشعرك بإنسانيتك، لكن شعور الانتماء هو المفقود بعد ماصار، يعني أنا للأسف بعد هلأ تقريبا 10 سنين تواجدي بهولندا ما بحس بالانتماء لسوريا، يعني ما بحس حالي يعني بحس أنه انسلخت خاصة أني أنا طلعت من سوريا بعمر الـ22 يعني كان هذا عمر صغير، بتحسي بالإنسلاخ من مجتمعك من ثقافتك، من حتى لغتك يعني يعني حدا مثلي خريج، خريج صحافة أنا كنت ما احكي غير العربي، عرفتي؟ يعني هلأ بتلعثم وقت بحكي بلغتي فبتحسي حالك انسلختي منها من هذا الوسط، وبنفس الوقت أنت ما بتنتمي للشعوب الثانية يعني أنا (no way) بحس حالي هولندية، عرفتي؟ فبتحسي حالك أنتِ بلا هوية، معي (passport) بقدر اتنقل وين ما بدي، عندي حقوقي بس أنا ما بحس أنه أنا عندي هوية للأسف.


كريستينا: سلامة قلوبنا من الاقتلاع ومن هذا الانسلاخ ومن...


بتول: كأبناكي كريستينا، كأبناكي أنا وفادي اليوم كثير حكينا عن مواضيع حزينة! (ضحك).


كريستينا: شوفي هي الحلقة فعلا ثقيلة كثير. بس هي ضرورية كتير، لأنه إذا نحن ما قدرنا نواجه هذا الألم اللي عم بنعيشه وبنطلع عليه ونسميه، ونفكفكه مع بعض يعني ونسمح لحالنا مو بس نحزن كل حدا لحاله، اللي حكيتيه ببداية الحلقة أنا كثير بخاطبني قصة أنه الأشياء الثقيلة نحن كعيلة سورية ما قدرنا نحكي عنها، فأنا شخصيا بشوف أنه كثير مهم أنه نخلق هاي المساحات كسوريين وسوريات ونحكي عن هذه الأشياء، وهذا كان الهدف بشكل أساسي كمان من هذا الموسم من البودكاست أنه يكون في هذه المساحة لنحكي عن الأشياء المربكة والأشياء المؤلمة والأشياء المكئبة والأشياء المضحكة والسخيفة والمعقدة وكله يعني… 

فلأ ما كأبتوني، هو الوضع مكئب، أنتم ما الكن أي ولا أي ذنب بهذا الموضوع يعني، مبسوطة كثير أصلا أنه كان حسيته بالقدر الكافي من الثقل لتقدروا تشاركونا هذه الأفكار والمشاعر والتجارب اللي كثير كثير كثيفة وهي شخصية فردية بس كمان بمحل جماعية وبتخاطب كثير ناس، فعن جد شكرا كثير لكم.


فادي: هلا هلا.


بتول: شكرا كريسيتينا وشكرا على استضافتنا.


كريستينا: بتمنالكن يوم سلس قدر الإمكان، وعلى أمل اللقاء يعني بفضاءات بوقت يكون اسلس على قلوبنا يعني.
 



*خاتمة*
 

**********************************

 

كريستينا: مع نهاية حديثنا، بتركن مع هالقصيدة والاغنية للمغني ومؤلف الموسيقى الشعبية، الجزائري محمد الباجي… 

منلتقي الاسبوع الجاي لنختم ثلاثيتنا الاخيرة سوا، ويلي بيشاركني فيها فريق عمل اللغة العربية…  


 

كونوا بخير، مع السلامة. 


(كلمات اغنية يا بحر الغامق - محمد الباجي)


"الواد يدي للبحـر والبحر غامــــــق

الفراق صعيب ومر وفي داخل القلب يحـرق

الفراق دواه الصبر والكاتبة من الله لا بد تلحـق

يا بحر الغامق ماذا ديت رجال ونسـوان

شابات و شبان، صبيات وصبيان

يا بحر الغامق ماذا ديت رجال ونسـوان

شابات و شبان، صبيات وصبيان

ملّي اديت وخيّي فسفينتو ما بان آوعدي

يا بحر الطوفان


 

ملي خرج فالصبحيـة

ما ظهرش في لعشيـة

ملي خرج فالصبحيـة

ما ظهرش في لعشيـة

سولت صحابوالبحرية

خبر عنو ما بان

يا بحر الطوفـــان"