للعودة لسوريا معاني مختلفة لدى كل سوري وسورية؛ للبعض هي نهاية الرحلة الشاقة في بلاد اللجوء، لكن بالنسبة لآخرين هي لا تعني أي شيء على الإطلاق طالما ان نظام الأسد ما زال النظام الحاكم
نتعرف في حلقة اليوم على أوجه العودة المتعددة مع نور و نايا و كاتب/ة الحلقة وضيف/تها سحابة
يغطي بودكاست "الفرع 251: جرائم سورية قيد المحاكمة" مجريات المحاكمة التاريخية الخاصة بجرائم ارتكبت في سوريا، والمعروفة باسم محاكمة "فرع الخطيب"، والتي تتم في مدينة كوبلينز الألمانية. نقدم لكم حلقات رئيسية مرتين شهريا ونشارك معكم بين كل حلقة رئيسية وأُخرى تحديثاً يتعلق بمُجرَيات المحاكمة. تابعونا عبر تويتر وعلى منصات الاستماع المختلفة
اعداد وكتابة ومشاركة في التقديم سحابة، مشاركة في التحرير والتقديم نايا سكاف ونور حمادة، تحرير فريتز سترايف، مشاركة في التحرير، وانتاج سليم سلامه، ومن النشر والتواصل فرح أبو السّل
75 Podcasts نشر وتوزيع
استمعوا لكافة حلقات بودكاست الفرع 251 باللغتين العربية والانجليزية على موقع البدوكاست
ZIVIK قمنا بإنتاج هذه الحلقة بدعم من وزارة الخارجية الألمانية عبر معهد العلاقات الخارجية وبرنامج تمويل
laurenshebly.n تصميم الغلاف
James Lawler Duggan/AFP/Getty Images صورة الغلاف
sessions.blue مقاطع موسيقية من موقع
مقدمة
نايا: النزوح والهجرة منن شي جديد ولا غريب على التاريخ السوري… وعلى مر السنين ، كان في فترات متعددة ازدادت فيها هجرة أو نزوح السوريين من سوريا.
على سبيل المثال، الأعداد الكبيرة من السوريين الي هاجرت بين ال 1880 وال 1920 لاميركا اللاتينية. او هجرة يهود سوريا، خصيصا من دمشق وحلب في الـ 1992 بعد رفع حظر سفرهم. طبعا في موجة هجرة صغيرة صارت بال 1980 بعد ما حافظ الأسد هاجم و قصف اجزاء من حماة وحلب الشيي يلي خلا بعض العيل تاخد طريق الهجرة باتجاه أوروبا أو أميركا أو الخليج.
نور: لكن من بين كل هالفترات، أكبر أعداد من الهجرة والنزوح، او التهجير القسري، كانت بعد اندلاع الثورة السورية بال 2011. والشي الي بيجمع كثير من هي القصص هو أسئلة بفكّر فيها اغلبية السوريين و السوريّات الي تركوا سوريا
هل بقدر ارجع؟
هل بدي ارجع؟
وايمتا؟
سونيك
نور: اهلا فيكم بحلقة جديدة من بودكاست الفرع 251، أنا نور
نايا: وأنا نايا، وسوا عم نقدملكم هالبودكاست يلي بنغطي من خلاله محاكمة "فرع الخطيب" يلي عم بتم بمدينة كوبلينز الألمانية. رح نتابع سوا مجريات المحاكمة، ونحكي بعدة مواضيع بتتعلق بالقضية السورية ومسار العدالة فيها.
بداية
نايا: سابقا بحلقات البودكاست، حكينا عن الاحتمالات الموجودة قدام انور ر. واياد أ. بعد الحبس، اذا تمت ادانتهم بالكامل. اذا كانوا بيرغبوا يرجعوا على سوريا، اذا بيقدروا يرجعوا على سوريا، واذا اصلا بيقدروا يضلوا بالمانيا…
لكن بحلقة اليوم، وبالوقت يلي عم نعد فيه الايام الاخيرة من محاكمة فرع الخطيب، او الفرع 251، رح ناخد استراحة من محكمة كوبلنز، ونحكي عن السوريين انفسهم بكل بمكان تاني بالعالم، لكن خارج سوريا… تحديدا، موضوع العودة.
واقعيا، ووقت نفكر بموضوع عودة السوريين والسوريات لسوريا لازم نرجع بالأصل لأسباب وعوامل خروجهم من سوريا بتعددها وتشعباتها… عادة هالشي بتم تعميمو لانو من السهل جدا على الصحافة والإعلام، سواء كان شرقي او غربي، انهن يغطوا قصص اللاجئين السوريين بنبرة او لغة جامعة الهم كلن سوا، وكأنه كل قصصهن متطابقة، الشي يلي بخالف حقيقة انو كل قصة لجوء ونزوح لكل سوري وسورية مختلفة عن التانية، والها أبعاد خاصة.
نور: وحتى نقدر نفهم اكتر الاحتمالات المختلفة الي ممكن ترتبط بقرار العودة، تحديدا للسوريين يلي نزحوا او هاجروا بالفترة الأخيرة، يعني من ال 2011، لازم نحكي عن الأسباب والعوامل المختلفة اللي أدّت للجوءهن او هجرتهن بالاساس.
بحلقة اليوم رح يشاركنا بالتقديم سحابة، كاتب وباحث سوري/ سورية، وهنن الحدا يلي كتبوا هي الحلقة، والي من خلالها بشاركونا فيها تجربتهن وتجربة قرايبينن والمحيطين فيهن، بالتهجير، اللجوء، الوجود ببلد جديد، ومفهوم العودة.
مرحبا سحابة!
سحابة: اهلا نور ونايا، شكرا على تقديمي، وعلى استضافتي لكتابة هالحلقة والحديث عن هالموضوع بالذات…
لما نبدأ بالحكي عن العودة لسوريا، يمكن أهم، وأول عامل بيخطر عالبال هو نظام الأسد، حتى من قبل ما تبدأ الثورة.
من بداية حكم حافظ الأسد والى يومنا الحالي…
اذا بننظر للتاريخ، بنشوف انو أي شخص بيعارض أو بيِنشَط ضد النظام، بيتلاقى او بتتلاقى بالاعتقال، او التعذيب، او القتل، أو النفي القسري. ولما بلشت ثورة ال 2011 وبدأ أمل السوريين بالتغيير، وبلشوا المنفيين مسبقا بالتحضير للعودة القريبة!
ما طولت هالفكرة او الصورة لحتى بدأت تتعقد وتصير حلم بعيد المنال؛ المظاهرات السلمية لاقت رد شنيع اتمثلت بإطلاق النار واعتقالات، ومع ازدياد المظاهرات تزايدت وحشية النظام.
معظم المعتقلين السابقين بلشوا يتركوا سوريا أول ما طلعوا من المعتقلات ونجوا بحياتهم، لكن من ناحية تانية حتى طرق التهجير والنزوح القسرية زادت وحشيتهاا أثناء الحرب.
نايا: النظام حاصر وجوّع كتير من المدن والمناطق المعارضة، كثّف قصفها بالبراميل وشتى الأسلحة حتى الكيماوي منها، ولما قدر يسيطر عليها هجر قسريا كل الناس يلي جواتها. هذا السيناريو بيضل بتكرر وعم يصير حاليا بدرعا وإدلب.
الحرب يلي شنّها النظام على شعبه بمساعدة روسيا وإيران أثرّت عكل السوريين حتى يلي ما كان عندو او عندها أي رأي سياسي، الشي يلي ادى لنزوح كتار او لجوئهم لدول تانية ببساطة بسبب الحرب وخطر الموت من العنف.
نور: في غير يلي هربوا، هاجروا أو تهجروا قسريا من بطش النظام، الناس يلي هربت من داعش وجماعات متطرفة تانية أو حتى بسبب تارات محلية. وفي كمان مجموعات صغيرة تانيه من السوريين الي كانوا ساكنين بالخليج
او بلدان عربية ولاقوا فرصة افضل وباب مفتوح بالانتقال لاوروبا او امريكا لاسباب مختلفة، منها الدافع الاقتصادي او الاجتماعي، واهمها انو بكتير من بلدان الدول العربية في صعوبه كبيرة بتحصيل الإقامات الدائمة أو الحصول على الجنسية .
سحابة: وفعليا يا نور ، لما نبلش نتفرج على تعدد هالأسباب، وحتى تعدد الرغبات واختلافها ببعض الاحيان، منصير نلاحظ انو التعميم هو فعل باطل، وبيقدر بسهولة يشوّه فكرة الوجود في بلدان الاغتراب، أو الأوطان البديلة الجديدة، وهو مش فقط بيحاصر فكرة العودة وبيرهقها، وانما ايضا بيحاصر فكرة البدء بحياة جديدة بشتى الاشكال…
من بداية الثورة لهلق، صار فيه أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري وغيرهم ملايين من النازحين داخل سوريا. يعني اذا منرجع عشر سنين لورا، في تقريبا أكثر من 7 ملايين سوري تغيرت عليهم المدينة أو البلد لي هنن عايشين فيهن وتغير معهم مفهوم الوطن. كثير سوريين بيعتبروا أنو اداة التهجير القسري لي اتبعها النظام هي بنفس شناعة باقي أسلحته، لانها بتخلق نوع من الشتات وعدم الانتماء وزعزعة بين السوريين أنفسهم.
نور: حتى على مستوى العائلات بين بعضهم، لتعمل تليفون بين العيلة الواحدة بدك تزبط أكتر من موعد ليزبط التوقيت بين كل الأفراد، ولهيك بتصير مزحة القصة أنهن صاروا يعرفوا التوقيت المحلي لكذا مدينة بكذا قارة والطقس بأكتر من بلد..
سحابة: أنا شخصيا صرت بقدر أعرف مّيز بين شوارع السويد وهولندا وبين شبابيك باريس وبرلين وفيينا.
على صعيد شخصي، أصدقائي المقربين إلي عايشين إما بالسويد، فرنسا، اسبانيا، لبنان وتركيا. عيلتي مشتتة بألمانيا وأمريكا وايرلندا والسعودية وسوريا وبعرف أشخاص ومعارف في كندا والمملكة المتحدة والبرازيل ومصر والأردن وروسيا وارمينيا وغانا والعراق وقبرص.
نايا: الأسباب الي أدت الى لجوء أي سوري أو سورية هي جزء من اختلاف القصص، لكن في عدة عوامل تانية منها الدينية أو الطبقية أدت لخروجهن…
سحابة: صحيح، وانا بقدر اعطي مثال على هالشي لقصتين مختلفتين من عائلة واحدة:
كان في قرايبين إلي، ناشطين بالثورة، من تنظيم مظاهرات الى تأمين أدوية للمناطق المحاصرة أو حتى باسكان واطعام النازحين الى دمشق ومساعدتهم بالخروج الى دول مجاورة. اكتشف النظام نشاطهم في 2012 واعتقلهم بأوقات مختلفة. وحدة منهن تم اقتحام منزلها وتهديدها وعيلتها بليلة باردة من قبل عناصر النظام، وأعطوها مهلة.. يومين للخروج من البلد. هي تعد نفسها محظوظة لأن لم يتم اعتقالها أو اعتقال زوجها. لكن خلال يومين اضطروا أن يهربوا للبنان. قضوا سنتين من الفقر ومواجهة العنصرية وعدم الأمان باقامتهم بين لبنان والأردن.
بذات الفترة تم اعتقال افراد من العائلة التانية, ضلو تقريبا شهرين بالمعتقل، ولما تم الافراج عنهم كان عندهن شوية مصاري ساعدتهم يحصلوا على فيزا لاميركا، وراحوا عليها كزوار وطلبوا اللجوء لاحقا...
صح هنن خسروا كل شيء مادي، ولكن في الوسط السوري هاي ممكن تعتبر أقل الخسارات.
بالنسبة للعيلة يلي حكيت عنها بالاول، ساء وضعهم كتير لدرجة لدرجة أنهم اضطروا يأخذوا قرار صعب بأخذ قارب من تركيا لليونان. خلال الرحلة، بطل القارب يشتغل وهو بعيد كم كيلو متر بس عن الحدود اليونانية اضطروا انهم يجذفوا لحتى اتواصلوا مع شرطة السواحل اليونانية لتساعدهم، وكان القارب أول رحلتهم بس، ومن بعده بلشوا رحلة مشي ومواصلات طويلة جدا لألمانيا
نور: بما انو حكينا عن اختلاف الأسباب الي أدت للجوء كل سوري سحابة، بتصور مهم اننوه انو في كمان عوامل اساسية بقرار او قدرة أي سوري او سورية للعودة أو الزيارة، وهالعوامل هي أوضاع اللجوء وقوانينها ببلد اللجوء. بتصور عندك كمان اطلاع على هاد الجانب…
سحابة: صحيح، مع أنو العيلة يلي طلعت عاميركا كان عندها امتيازات الوصول للبلد بشكل آمن، إلا أنو متل ما ذكرتي نور، ظروف البلد بتختلف من بلد لبلد؛ العيلة يلي وصلت ألمانيا بعد رحلتها الطويلة والشاقة هلا عندها الجنسية الألمانية، والعيلة يلي وصلت على اميركا من قبلهن، وبشكل اسلس، لهلا عم تنتظر الأقامة الدائمة….
وفي شي تاني، ظروف البلد بتختلف كمان بطرق تانية، صديقي من الطفولة ضل بدمشق، ما كان ضد النظام ولا معه. ومع أنه هو شخص لا ديني، هو وعيلتو بقيو، مع انهن من العائلات الي تعتبر من الاقليات الدينية السورية يلي كانت عم تبلش تترك البلد.
لما اشتدت الحرب وقربت الجماعات المتطرفة لمنطقتو، اضطر انو يطلع هو كمان، لكن مو بذات الـظروف يلي اقليات تانية طلعت من قبلو…
هو ما قدر يحصّل فيزا، بس كان معو شوية مصاري، وقدر يروح فيهن على تركيا ومن هونيك لاقى مُهرّب دفعله الاف الدولارات ليحطو هو وعشرات الناس التانيين على قارب توجهو فيه لليونان. المهرب حاول انو يخدعهن، واضطر رفيقي وقتها أنويناقشه ويجادله ويطلب قارب أأمن، ويعبر غابات بنص الليل لحتى يوصل عاليونان.
صديقي، كان معو شوية مصاري، وعلى عكس تجارب لاجئات ولاجئين تانيين، بيوفقوا رحلتهن باليونان لعدم قدرتهن علي الاستمرار للذهاب لبلد تاني، هو قدر يدفع مبلغ معين ليلاقي مهرب تاني يساعدوا باكمال طريقه… هالمُهرب أعطاه بطاقة مزورة وحجزلوا طيارة للدانمارك ومن هونيك أخد قطار للسويد، محل ما بعض افراد عيلتو ساكنين…
السويد بتعطي لجوء انساني، للي بيطلبوا العيش بأمان بعيد عن الحرب وخطر الموت اليومي، و صديقي كان بأمس حاجة لهالأمان… لكن أميركا على سبيل المثال ما بتقبل بهالشي الا بحالات ملاحقة سياسية او عرقية او جندرية او دينية.
نور: العوامل أحيانا بتختلف بحسب المقاطعة بالبلد الواحد، وحتى احيانا التوقيت يلي بيوصلوا فيه الناس، اي شهر او اي سنه، لانو القوانين هاي بتتبدل عطول…
سحابة: مزبوط، صديقي الي عم بحكي عنو لهلا بيستنى إقامته في السويد، في حين صديقة تانية الي وصلت السويد شهر من قبلو هلا بتحمل الجنسية السويدية.
نايا: اغلبية اللاجئات واللاجئين عندهن قصص وتجارب سببتلن ترومات وصدمات بعد الخروج، قصص مليانه حزن وتعب وألم لكل شي اجا بعد سنين من الثورة والحرب، ومن بعدو سنين تانية بتتبع اللجوء واجرائاته.
فالإقامات والأوراق مو بس بتعطي راحة بالسفر والتنقل، وانما كمان بتشيل اغلب التعقيدات القانونية اليومية بغض النظر عن البلد الي هنن فيه، اشياء تعتبر اولويات واساسيات بتصير اسهل متل العمل، التأمين، الصحة والتعليم والبنوك.
نور: في كمان عوامل تانية بتشمل سوريين أكثر، متل الي كان عم يدرس برا البلد وعمل لجوء وقت الحرب. أو يلي كان برا سوريا واتأثر بالأحداث باغلاق السفارات أو تطويل إجراءات معاملات السوريين. أو حتى يلي كان معهن جنسيات تانية من قبل الثورة.
سحابة: لهيك، العودة لسوريا بتعني شغلات مختلفة لكل سوري وسورية، ممكن لناس تعني نهاية الرحلة الشاقة يلي عم ينتظروها تنتهي، ليرجعوا على سوريا، لكن بالنسبة لناس تانيين هي ما بتعني أي شي، ولا شي ابدا.
بالنسبة للأشخاص لي هربوا من الحرب أو من داعش زيارتهن للبلد بالأعياد أو بالصيف صارت أسهل، هذا طبعا اذا كانت أوراقهم القانونية بتسمح. يعني مثلا اذا حدا هربان من داعش باميركا، زيارته المفروض تكون آمنة بما انو خطر داعش بسوريا شبه غير موجود حاليا. بس اذا ما معو جنسية، زيارته لسوريا بتشكل خطر لعودته لاميركا. هي الاوراق كمان معروف اديه بتاخد وقت، و بتختلف من بلد لبلد.
نور: حتى لو الأوراق سمحت بالعودة سحابة، الوضع الحالي بسوريا مريع، أزمة اقتصادية
ومعيشة من غير كهرباء أو بنزين أو حتى خبز ومي…
هاد غير أنو الحرب مستمرة في عدة مناطق بسوريا. وما في أي إجراءات حقيقية بما يخص جائحة كورونا مثلا. الحياة في دمشق مختلفة عن درعا أو ادلب أو القامشلي.
نايا: صحيح نور، وهالشي حكينا عنه بحلقتنا السابقة، من يمول الحرب على النظام السوري، فيكن تسمعوها…
نور: هاد الشي بخلي كتير من الاشخاص والعائلات ترفض الزيارة، حتى اذا ما عندهم اي عقبات سياسية، وبالنسبة لكثير من الي بيجوا ع سوريا زيارة، العودة بتعنيلهم زيارة كل فترة بس، لانهن أسسوا بيوت بأوطان اوضاعها افضل او أأمن، وما رح يقبلوا يعيشوا بأوضاع سوريا.
نايا: بس هي الأوضاع ذاتها، هي محور نقاشات العودة بين السوريين. معظم الي لجأوا بسبب النظام تحديدا، سواء يلي عاشوا بالأحياء المعارضة، أو الي نجوا من المعتقل، ما بفكروا بالعودة أبدا ولا حتى بالزيارة بما انو النظام بعده مسيطر.
سحابة: النظام ما بيتأمن له، ولساتنا عم نشوف اعتقالات عشوائية من داخل المدن السورية أو على الحدود. لأنو النظام عبارة عصابة بتحكم البلد عسكريا واقتصاديا.
نايا: حق العودة لسوريا هو من أحد المواضيع الأكتر مناقشة واختلاف بين السوريين، وخاصة بما بتعلق بتقرير حق مين ممكن يرجع ومين ممكن يزور وهل ممكن يتعامل مع النظام…
سحابة: لكثير من الناشطين/ات والصحفيين/ات والكتّاب/ الكاتبات، والفنانين/ الفنانات، العودة هي مو خيار طالما نظام الأسد موجود، مع ان في منهن بدهن يرجعوا، جزء من رغبتهن بالعودة بيرجع لسبب حمل الأمل ذاته من بداية الثورة بتكريس طاقتهم ونشاطهم لبناء سوريا، وجزء بيعود لانو ما كان خيارهن أنهن يغادروا وطنهم. بالعكس هنن محرومين منه.
نور: في ناشطين وناشطات مو قادرين انهن يزوروا أهلهن على فراش الموت، بالوقت يلي البلد مفتوح للبعض لزيارات الصيف والحفلات والسهرات الي بتفيد في معظم الأحيان أغنياء الحرب.
سحابة: وطبعا النظام بيستثمر بهالصورة السياحية لأنها بتعزز بروباغندا أنو سورية بخير والحرب خلصت وبكرا أحلى والجميع بيحب الأسد.
نور: طبعا مهم نذكر أنو كتير ناس بزورو سوريا كرمال يشوفو اهلهم وعائلاتن الي مازالو موجودين بسوريا... يعني مو كل الاسباب الي بتدفع للزيارة متشابهه، ولا كلها بتساهم بتبييض صورة وافعال النظام، تماما متل ما حكينا بالبداية انو خروج او إخراج كل سوري وسورية هي مختلفة عن التانية بالاساس…
سحابة: بقضي ساعات على مواقع التواصل عم شوف قصص ومنشورات لمعارف وأصدقاء عم يزوروا سوريا بس لخلي ذاكرتي متصلة فيها، بس هالشي بيزكرني كمان انو انا وكتار متلي، ما بنملك هالخيار.
لا والأسوأ هو أنو بعض الناشطين والناشطات المتأزمين من الصدمات من يلي صار معهن بسوريا إن كان بالمعتقل أو تحت القصف، ما بيشعروا أنهن بدهن خيار الزيارة. لانو سوريا، وطنهن، صار مكان قبيح ومليان ذكريات سيئة بدهن يخلصوا منها
نهاية:
سحابة: سألت كتير ناشطين عن رأيهن بالعودة، وكانت أجوبتهن أنهن بيكونوا بأول طيارة بعد سقوط الأسد… بس كتار منهن ما عندهن أمل يشوفوا هاليوم قريبا.
نور: العودة بالنسبة لأشخاص كان عندهن علاقات معقدة مع الوطن بالأساس هي كمان شي معقد. كثير من السوريين متل الأكراد والأرمن والشركس والفلسطينيين، مؤسسات البلد بتعتبرهن مواطنين ومواطنات درجة تانية، ومو بالضرورة بيتمتعوا بنفس الحقوق بالوقت يلي عم يعملوا فيه نفس الواجبات… سوريا كانت أصعب من وطن الهن.
سحابة: سوريا كان وطن صعب عكثير من الأشخاص، وكتير مجتمعات تانية متل النساء والكويريين والكويريات، بلشوا يحصلوا ع حقوق أكيد مو متوفرة بسوريا.
نايا: وبعض الأشخاص الغير منحازين سياسيا، بيتمنوا أنهن يستقروا يوما ما بسوريا. وحتى ما بيهمهن النظام، بدهن بس أوضاع معيشية أفضل. هاد كلو، بيأكد على النقطة الاساسية بحديثنا اليوم، الاختلاف؛ ارتباطة بالعودة، الرغبة فيها، او عدم التفكير فيها من الاساس…
سحابة: المفجع بكل هالشي أنو الي بيشتاق لسوريا والي ينتقد يلي يزور أو حتى الي بيزوروا انفسهن، ما بيعنوا أي شي لأي سوري او سورية عايشين في الداخل السوري اليوم. كلّ يلي جوا، غير المستفيد من عصابة النظام بيتمنى الخروج كلّ يوم. ينادوا و بيمزحوا بهاد الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي، حياتهم مليانة بصعوبات يومية بتجبرهم انو يمحوروا ايامهم حولين ابسط مقومات الحياة متل الخبز والكهربا والغاز والبنزين.
نور: الوطن، يعني شيء مختلف لكل سوري وسورية. بس يلي بيجمعن بمعظم الأوقات هو أنو لقوا طرق تعوضهن بشتى البلدان. في مجتمعات سورية في اكبر العواصم العالمية اليوم، بكل وحدة فيهن عم يكون، وبطرق عديدة، محافظة على المطبخ السوري، واللهجة، التراث والاغاني والعادات، وعدة أشياء تانية… مع أنو الاغلبية ما بيقدروا يرجعوا، قدروا يخلقوا أوطان مختلفة؛ بيزورو بعضهن بمدنهن الحديثة، وبعد كذا سنة، صار كتار منهن معهن إقامات بتسمحلهم بزيارة أقربائهم بعدة دول.
سحابة: كلنا بنحمل سوريا بقلوبنا، أنا شخصيا بفكّر يوميا بدمشق وشوارعها، واديه حابب انه امشي فيها وشوف مدينتي عن جديد بعد سنين من المنفى، بس كلما ما اتذكرأديش صعب عيش هونيك مرتاح. ككاتب كويري مثلا، بأدرك تماما أنو بطريقة ما فرصة لجوئي هي امتياز وربح كبير.
وهلأ، ومع قرب نطق الحكم بحق أنور ر. المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، نضال الناشطين ضد الظلم ما وقف، لساتو مستمر لتحقيق العدالة، وهالشي واضح من خلال المحاكمات المتوقع بدئها بكل من ألمانيا وفرنسا والسويد والنمسا وهولندا.
طريق العدالة طويل ولساتنا ببدايتو، وهالشي بيخليني فكر بكل شخص سوري انظلم من هالنظام، من كل الفئات ومن الأقليات خصوصا، مجتمع الميم يلي أنا منه مثلا، وكيف الظلم موجود جوا سوريا وبالمخيمات، او حتى براتها، غير يلي لسا عايشين بظروف صعبة…
وضمن هالظروف القاسية برجع بسأل هل خيار العودة عنجد موجود؟
حلقة اليوم كانت من تقديمي، انا نايا سكاف، و نور حمادة، مشاركة بالتقديم وكتابة سحابة، مشاركة بالتحرير فريتز سترايف، تحرير وانتاج سليم سلامه، نشر وتوزيع 75Podcasts
بحلقتنا الجاية رح ننهي موسمنا التاني والاخير من بودكاست الفرع 251 بالحديث عن انور ر. يلي عم ينتظر جلسة الادلاء بالحكم الخاص فيه… رح نحاول نفهم مين هو، من وين بلش حياتو المهنية، الجرائم المتهم بارتكابها، وحاليا، ظروف قضيتو واحتمالاتها…
قدرنا ننتج هالحلقة بدعم من وزارة الخارجية الألمانية عبر معهد العلاقات الخارجية وبرنامج تمويل ZIVIK