تابع في هذه الحلقة مستجدات إحدى أطول الجلسات في تاريخ محاكمة كوبلنز مع الإقرارات النهائية للمدعين العامين السيد كلينغ و السيدة بولز. تطلعكم عليها مراسلتنا من محكمة كوبلنز هنا الهيتمي. استمعوا للحلقة لتعرفوا الكثير من المراجعات للشهادات السابقة و التوكيد على الشهود لإدلاء آخر اقوالهم خلال هذه المرافعة
تحذير: هذه الحلقة تحتوي وصف دقيق لمشاهد تعذيب داخل السجون ووصف لحالة المعتقلين و ظروف الاعتقال. لذلك وجب التنويه
يغطي بودكاست "الفرع ٢٥١: جرائم سورية قيد المحاكمة" مجريات المحاكمة التاريخية الخاصة بجرائم ارتكبت في سوريا، والمعروفة باسم محاكمة "فرع الخطيب"، والتي تتم في مدينة كوبلينز الألمانية. نقدم لكم حلقات رئيسية مرتين شهريا وبين كل حلقة وأخرى، سنشارك معكم تحديثاً يتعلق بمُجرَيات المحاكمة. تابعونا عبر تويتر وعلى منصات الاستماع المختلفة
كتابة وتقديم هنا الهتمي، مشاركة في التحرير فريتز شترايف، انتاج وتحرير سليم سلامه، ومن النشر والتواصل فرح أبو السّل
٧٥ Podcasts نشر وتوزيع
ZIVIK قمنا بإنتاج هذه الحلقة بدعم من وزارة الخارجية الألمانية عبر معهد العلاقات الخارجية وبرنامج تمويل
laurenshebly.n تصميم الغلاف
James Lawler Duggan/AFP/Getty Images صورة الغلاف
هنا: مرحبا, معاكوا مراسلتكوا من محكمة كوبلنز, هنا الهيتمي
الأسبوع ده المحكمة قفلت جمع الأدلة أخيرا بعد 103 ايام من المحاكمة. و امبارح المدعين العامين السيد كلنع و السيدة بولز، قدموا إقراراتهم النهائية. … ياااه… كانت فعلا جلسة طويلة جدا! قرأوا مرافعاتهم من الساعة 9:30 الصبح للساعة 4 المسا, مع استراحات طبعا…
كان في حضور أكتر من المعتاد و بينهم عدة صحافيين.
على فكرة, التدفئة كانت بايزة و الجو كان بارد جدا، كلنا كنا فعلا بردانين .
بس اليوم عدّى خلاص، فخلينا نتكلم عن محتويات الإقرار . هحاول أوجز النقط الأهم من كل الصفحات اللي كتبتها.
المدعي العام، مستر كلينع بدأ كلامه بمقطع شعر من شاعر نمساوي يهودي من اللي تم اضطهادهم من قِبَل النازيين.
قال: "من يتعرض للتعذيب لا يمكنه أن يشعر بأن هذا العالم قد يكون بَيتَه بعد ذلك"
المدعي قال أنه كل الناجيين و الناجيات اللي شهدوا في المحكمة في كوبلنز وضحوا قد أيه كانت تجربة الاعتقال مدمرة و ازاي تغيرت حياتهم من ساعتها. قال أنه عندو امل أن المحاكمات زي دي ممكن تساعدهم أنهم يحسوا انهم في بيتهم مرة تانية…
و أضاف أن محاكمات زي دي ضرورية لتعايش الشعوب السلمي. و كان مدرك بأن الشهادة في المحكمة ممكن تكون صعبة جدا للشهود و ممكن تجرحهم من اول وجديد و علشان كدة الدولة لازم تخليهم يحسوا بالأمان على قد ما تقدر.
بالنسبة للجرائم فالمدعين ماخدوش وقت كتير وهم بيشرحوا الأطار اللي تم فيه ارتكابهم. أشاروا الى الحكم على إياد أ. اللي حددوا فيه القاضيين و القاضيات تصرف النظام السوري بأنه هجوم واسع النطاق و منهجي ضد المجتمع المدني و بالتالي جرائم ضد الأنسانية.
بعد كدا ذكروا المدعين تفاصيل من شهادات بعض الشهود عشان يوصفوا تجربة الاعتقال العامة في الفرع 251: إزاي تم ضربهم الوحشي لما وصلوا على الفرع في ما يعرف باسم حفلة الاستقبال إزاي تم تعذيبهم في الفرع, إزاي كانوا بيسمعوا صرخات المعتقلين التانيين, وإزاي كانوا بيعانوا من عدم النظافة و الرعاية الصحية و الأكل و الهواء الغير نظيف.
إزاي كانوا خايفين من الموت طول الوقت.
أكدوا المدعين أنه الاقامة في الفرع كانت تعذيب بحد ذاته و أن كتير من الضحايا قالوا أن الصراخ و الخوف الدائم كان أوحش من التعذيب الجسدي .
المدعين خدوا وقت طويل وهم بيتناقشوا ضد تصريح المتهم انور ر. اللي قال فيه أنه قُوِتُه كلها اتخد منه في صيف 2011 بعد ما ساعد كتير من المعتقلين و عشان كدة مشرفينه كانه يعتبروه خائن.
ولكن المدعين ما صدقوش كلامه. قالوا أنه أنور ر. قال الكلام ده أول مرة لما بدأت محاكمته و ماذكروش قبل كدة، مثلا في قضيته اللجوء، أو لما اتكلم مع الشرطة في برلين.
كان في كمان ذِكر لكلام على لسان الشهود اللي قالو أنه أنور ر. كان موجود في اجتماعات مهمة مع اهم الضباط زي مثلا رئيس أمن الدولة السابق علي مملوك الي كان على راس منصبه لغاية 2012.
النقطة كانت انو أكيد ما كانوش يعزموه للاجتماعات دول لو كان يعتبر خائن.
غير كده، المدعين تكلموا كمان عن الناجيين و الناجيات اللى تعرفوا على أنور ر. خلال اعتقالهم و شافوا أنه كان بيدي اوامر أو بياخد قرارات. حتى لو كان قراره أنه يساعدهم فده بيعني أنه كان ما زال عنده سلطة.
جزء من الاقرار النهائي ناقِش عدد المعتقلين اللي تم تعذيبهم في الفرع 251.
المدعين جمعوا ارقام مختلفة من الاتهامات اللي تم ذِكرُهُم من الشهود. وعلشان مبدأ "المتهم بريء حتى تثبت ادانتو"، . كانوا المدعين دايما بيستخدموا اقل رقم ممكن من الاتهامات. وفي النهاية، تم اعتماد واثبات 4000 حالة من التعذيب في المحاكمة دي.
بعد كدة تكلموا عن حالات الموت اللي تم اتهام أنور ر. بيها. .
في بداية المحاكمة كان انور متهم ب 58 جريمة قتل. و لكن دلوقت الادعاء اعتمد 30 حالة مُثبَتَه فقط.
حسبوا الرقم ده بعد ما جمعوا كل اعداد الجثث اللي ذكروها الشهود، و لكن حسبوا بس الشهادات اللي اعتبرواها مؤكدَة . و لو كانوا مثلا اتنين من الشهود في الفرع في نفس الوقت ف بالحالة دي ما عدوش الجثث الي شافوها مرتين عشان من الممكن أنهم شافوا نفس الجثة .
على فكرة, 11 من الجثث تم حسابهم بسبب شهادة إياد أ. اللي قال للشرطة الألمانية أنه شافهم لما كان بيشتغل في فرع 251. المدعين ذكروا شهادة إياد أ. أكتر من مرة كأدلة ضد أنور ر. و جادلوا أنه تم قتل المعتقلين بشكل فعال يعني بسبب الضرب و التعذيب و مش بس بسبب عدم الرعاية الصحية او عدم تقديم الأكل الجيد فقط.
أخيرا اتكلموا المدعين عن جرائم الاغتصاب و العنف الجنسي الي شافوا انها مُثبَتَه في 3 حالات، توصلوا الى أنه أنور ر. ارتكب جريمة ضد الانسانية على شكل القتل و التعذيب و الاغتصاب و التحرش الجنسي و الحرمان الشديد من الحرية.
و بالاضافة اللى ده لاقوا اثبات لاصابة جسدية خطيرة في 26 حالة وحجز للرهائن في حالتين
المدعين طلبوا عقوبة سجن مدى الحياة لانور ر. و طلبوا من المحكمة أنها تعترف بمدى قوة وتأثير الجرائم المتهم بيها و ده بيعني أنه مايقدرش يطلب باخلاء سبيل مُبَكِر بعد 15 سنة مثلا من الحبس، واللي من الممكن انو يتم طلبها عادتا في عقوبات مدى الحياة في ألمانيا.
بعد اقرار الادعاء النهائي هنسمع تصريحات المدعين بالحق المدني في الأسبوعين اللي جايين.
محاميينهم هيتكلموا،، و بعض الناجيين و الناجيات هيتكلموا بنفسهم كمان.
في يناير الدفاع هيقدم مرافعاته النهائية و بعدها المحكمة هتقرر الحكم النهائي بالجلسة الاخيرة.
مش فاضل كتير، اسابيع قليلة بتفصلنا عن الايام الاخير، والحكم النهائي…وهكون معاكوا كالمعتاد في اليوم دا.
الحلقة دي من كتابتي، تحرير فرتز سترايف، وانتاج وتحرير سليم سلامه
قدرنا نقدم لكم الحلقة دي بدعم من وزارة الخارجية الألمانية عبر معهد العلاقات الخارجية وبرنامج تمويل ZIVIK
