الشبّيحة، شبَّح عليّي، تَشبيح... كلها مصطلحات يعرفها السوريون جيدا. في هذه الحلقة، نحكي عن "الشَبّيحة" بوصفها واحدة من الأذرع الأخطبوطية للنظام السوري، ونتعرّف على أبوابها الخلفية
يحدثنا الباحث والكاتب طارق عزيزة، والكوميديان والكاتب عمّار دبا، بالإضافة للإستماع لشهادات سوريات وسوريين اختبروا بطش وعنف الشبيحة. ونحكي عن التعقيدات المرتبطة بمحاكمتهم وجلبهم إلى الوقوف امام القضاء
تنويه: تحتوي الحلقة على اوصاف قد تكون مزعجة للبعض، يرجى اخذ الحيطة او التوقف عن الاستماع إذا لزم الأمر
نأخذكم في هذا البودكسات عبر رحلة وتجربة صوتية متكاملة، نستمع من خلالها إلى قصص وتجارب حول المشهد المتناثر لجهود العدالة والمحاسبة على الجرائم الجسيمة المرتكبة في سوريا من قبل النظام، في محاولة لفهم ألغاز التحقيقات، وأسرار المحاكمات القضائية
هذه الحلقة من كتابة وإعداد وإنتاج سليم سلامه، تحرير وتحقق من المعلومات ميس قات، تقديم ومشاركة بالتحرير كريستينا كغدو، مشاركة في التحرير فريتز سترايف
فريق البحث والتوثيق الميداني: عزّام مصطفى وشام العلي
مكساج وماسترنغ: عبد الرزاق الصطوف
تسجيل مقابلات ميدانية: تيم سيوفي وبيان دياب
أُنتجت هذه الحلقة بدعم من وزارة الخارجية الألمانية عبر معهد العلاقات الخارجية وبرنامج تمويل
ZIVIK
مصادر ومراجع
قبل ما نبدأ، مهم انّوه انو هالحلقة بتحتوي على اوصاف ممكن تكون مزعجة للبعض. منرجوا انكن تاخدوا الحيطة والحذر، او تتوقفوا عن الاستماع لو احتجتوا.
عمار: مفهوم الشبيحة أو دخول مفهوم التشبيح للاوعي السوري عموما وأنا كإنسان من دمشق دمشقي، كان موجود عنا من قبل ما يظهر المصطلح شبيح وتشبيح وشبيحة. الحقيقة الموضوع كان موجود من قبل لإنه هو مرتبط ارتباط كتير وثيق بثقافة الخوف يلي كانت فعلا موجودة وحاضرة بحايتنا اليومية نحن بدمشق… هاد كلام كنا نشوفه بشكل يومي. |
اهلا فيكن بالحلقة السابعة من "قيد المحاكمة: عن متهمي وضحايا الجرائم في سوريا". مدونة صوتية باللغة العربية منِصغي فيها لقصص وتجارب حول المشهد المتناثر لجهود العدالة والمحاسبة على الجرائم الجسيمة المرتكبة في سوريا، في محاولة لفهم ألغاز التحقيقات، وأسرار المحاكمات القضائية؛ الماضية، الجارية، والقادمة.
|
كريستينا: حلقتنا اليوم عن الشبيحة: المصلح ،مفهومه، اصله، تاريخ الشبيحة، اعمالهم ونفوذهم، والقوة والقدرة التخريبية والمدمرة الممنوحة الهن، والي قدروا يكسبوها على مر السنين. رح نصغي لطارق عزيزة، ابن اللادقية، وعمّار دبا، إبن الشام، عن تجربتهم الشخصية وتحليلهم للشبيحة بسوريا. ورح نسمع شهادات سوريات وسوريين، ونشوف اذا في محاكمات ممكنة او متوقعة ضد الشبيحة. |
عمّار: أنا اسمي عمار دبا وأنا standup comedian وwriter وpodcaster. |
كريستينا: عمّار وطارق قراب بالعمر، بس نشؤهن بمدينتين مختلفتين، كان بيعني انه واحد منهم سبق التاني بإختبار مفهوم الشبيحة… والبداية كانت باللادقية، مسقط رأس طارق عزيزة. |
هؤلاء كانوا يتحركوا متل صورة العصابات يلي ممكن تشوفها السينما؛ يعني المرافقة والسيارات الفارهة وما إليه والأزياء السوداء والنظارات المعتمة إلخ.
|
كريستينا: الشبيحة، او الشبيح، مو صفة رسمية بالضرورة، يعني ما في مهنة اسمها شبّيح، لكن مهم نفهم سياق تأثير افعال هالاشخاص والمساحات المختلفة الي بيشبّحوا فيها |
طارق: مثلا أشخاص مثل هارون الأسد، منذر وفواز ولاد جميل وكتار من يلي صار إلهن سيط بالتهريب والزعرنة والتشبيح ما إلهن أي صفة رسمية. ما إلهن منصب رسمي بالدولة. إذا حكينا عن مستوى اخر، التشبيح الاقتصادي مثلا، هناك شبيحة اقتصاد وهنا نستخدم التشبيح صار بالمعنى المجازي… هناك مسؤولين من آل الأسد بغرف التجارة والصناعة مثلا بربطات عنق وبذلات أنيقة، ولكن كانوا يمارسوا نوع من البلطجة في الاقتصاد؛ يعني متل الاستيلاء مثلا على الترانزيت بالمرفق، متل التوكيلات الملاحية يلي كان لفترة طويلة بديرها أحد آل الأسد فهاد المنصب يلي يبدو كمسؤول ورسمي ولا يقوم بالممارسات يلي يقوم بها أقاربه من بيت الأسد بالمعنى الفج بالشارع و بأذية الاخرين، وإنما كانوا يمارسوا ضغوطات على أصحاب الأموال للدخول معهن بشراكات إجبارية أو غير ذلك… هاد أيضا شكل من التشبيح. |
كريستينا: أمّا بمحيط عمّار، يعني بالشام، مفهوم الشبيحة كان مختلف شوي، بس بيحمل نفس الجوهر. |
عمّار: الحقيقة مفهوم الشبيحة أو دخول مفهوم التشبيح للاوعي السوري عموما وأنا كإنسان من دمشق دمشقي كان موجود عنا من قبل ما يظهر المصطلح شبيح وتشبيح وشبيحة. الحقيقة الموضوع كان موجود من قبل لإنه هو مرتبط ارتباط كتير وثيق بثقافة الخوف يلي كانت فعلا موجودة وحاضرة بحايتنا اليومية نحن بدمشق… يعني أنا كنت طفل صغير، طفل بالمدرسة الابتدائية، وكنت لروح على مدرستي لازم مر من جنب فرع الأمن السياسي الي موجود بمنطقة الميسات يلي أنا كنت ساكن فيها. فكنت لازم دائما امرق من جنب فرع المخابرات… هدول الناس كانوا واقفين، عناصر، واقفين بلباس مدني وحاملين سلاح، حاملين روسيات، AK-47 وواقفين فأنا فعلا يوميا كنت لما أمرق من جنبها من جنب هالمنطقة حس بالخوف امشي بسرعة… وين ما مشيت بدمشق بتلاقي كولوبات حراسة في ظهور مسلح موجود بشكل دائم وغير مرتبط بالضرورة بالزي الرسمي. فبالتالي في ناس لابسين مدني وماشيين بالشوارع ومعهن سلاح. ما عم قول إنه طبعا ما بدي بالغ وقول إنه وين ما رحت بتشوف هالحكي بس هو في ظهور واضح… هلأ ايمتى بلشت اسمع؟ لما أنا بلشت أدخل على المدرسة الإعدادية لهلأ بتذكر بسنة تقريبا ال 91، 90 صديقي يلي كانوا أهله من عائلة والدته يعني من مدينة الاذقية كانوا يحكوا لي عن العصابات المرتبطة بولاد عم رئيس فواز الأسد وبلال الأسد ومدري مين وإنه هدول عندهن عصابات طبعا تعتمد على التهريب واستغلالهن لإنه هن قراب من المرفأ وقراب على الحدود الشمالية وهون وهون وهون. فهدول الناس في عندهن ناس تابعين إلهن عصابات… المصيبة إنه هاد الارتباط بينهن وبين النظام خلا في حالة تماهي مرعبة يعني صار فعلا الشبيح بالنسبة إلي انا، ما كتير بيفرق عن عنصر المخابرات يلي لابس مدني يلي بيمشي يلي ما بسترجي أصلا تسأله إذا تعرض لك ما بتسترجي تسأله أنت مين أو ورجيني بطاقتك أو ورجيني هويتك أو كذا |
طارق عزيزة، بيشرحلنا كيف بصير هالإستدراج وشكل التسلسل في الوصول. |
طبعا سوريا بشكل عام ما كان فيها التنمية ولا كان فيها الاقتصاد يلي يسمح بفرص عمل للشباب وما إليه بشكل عام، لكن الأمور نسبية حسب الأرقام يعني في مناطق إلى حد ما أقل سوء من مناطق وهكذا.
مناطق الساحل، يعني وفق الأرقام هي من المناطق المفقرة، من المناطق الأقل حظا بالتنمية وفرص العمل وبمستويات الدخل ورغم الإمكانات الطبيعية يلي بتتوفر عليها من زراعة ومن إمكانيات للاستثمار السياحي من وجود المرفأ وغير ذلك… لكن جرى عمدا إهمال هي المناطق لإبقاء الناس أما خيار هو الوظيفة الحكومية أو بشكل أكبر الجيش والمخابرات حتى يبقوا مرتبطين بمصيرهن بلقمة عيشهن بالنظام؛ فإذا هي كانت سياسة ممنهجة من النظام من البدايات
هلأ متل الي بروح على الجيش بسبب عدم إمكانية إكمال التحصيل العلمي لأسباب مادية أو بسبب الفشل الدراسي، كذلك الحال عند يلي أرادوا يكونوا قراب من سلطة آل الأسد، بيبدأ الأمر بإنه يكون سائق أو مجرد مرافق بعد شوي بكون مسؤول عن عمليات التهريب أو حتى ارتكاب جنايات قتل وغير ذلك هذا كله كان يحصل… فإذا المسألة متربطة بمستوى اقتصادي اجتماعي بالبيئة عموما
|
|
أجوا هدول يعني نحن ما بنعرف إذا هن عسكر ولا مو عسكر بس نحن بنعرف إنه حراسته فهن أكيد عسكر. فبس هدول كلهن لابسين مدني وضربونا… يعني أنا بتذكر كنت طفل بالصف السابع الإعدادي يعني شو يعني أنا عمري 11، 12 سنة يعني. فموجودة هي الشغلة موجودة نحن عنا… فلما أجوا الشبيحة نحن جاهزين، خاضعين، خايفين. هنن ما لقوا أي مقاومة يعني أجوا فعلا مجتمع جاهز وخاضع ويا مية أهلا وسهلا. فكثير هاد المفهوم مخيف وتعايشنا مع هاد الخوف وضلينا عايشين فيه. |
كريستينا: الشبيحة جزء اساسي من تركيبة المجتمع السوري وموجودين بذاكرة السوريين الجمعية، يلي اما شهدوا على موقف ما، او تعرضوا لموقف بأنفسهن… مصطلح "شبيحة" كان بيتم اطلاقه على كل الاشخاص اللي بيمارسوا الترهيب ضد المدنيين… وهالمصطلح تغير خلال سنوات الثورة الاولى وتحول لمصطلح شعبي بيحمل تعميم واسع، وماعاد مرتبط بس بعائلة الأسد وال "الزعران" اللي حولهم، وحلفائهم، متل ماوصف طارق بكلامه… هالتحول منقدر نلاحظة بفهم الناس لهاد المصطلح، لهيك، نزلنا على شوارع سوريا وتركيا، وسألنا سوريات وسوريين عن هالذاكرة. |
رأي 1: الشبيح هو شخص قرر ياخد موقف لا أخلاقي ويوقف بوجه الحق، يوقف مع الظلم بوجه الحق… فطبعا كثير تعرضنا لمواقف مع الشبيحة سواء بسوريا أو خارج سوريا. بتذكر بكليتي بالجامعة وقفوا الشبيحة بعد ما اعتقلوا الطلاب وقفوا على الستيج العالي تبع بالجامعة وقالوا إنه شبيحة للأبد لأجل عيونك للأسد، هاد الموقف أبدا ما بروح من بالي… وكثير مواقف عانينا منها من عنصرية الشبيحة لإن هن ذات الناس ما كان عندهن أي قيمة ما كان سابقا إلهن أي قيمة مجتمعية ولكن أعطاهن الأسد امتيازات وأعطاهن مال وأعطاهن سلاح ليفرضوا سلطتهن على هاد الشعب… رأي 2: ما تعرضت نهائيا أنا لشبيح إنه تعرض لي، بس بعد ما تهجرنا من البلد شبيحة ضيعتنا بالقرى الأخرى سرقت البيوت ونهبت الممتلكات رأي 3: اي بعرف اغتالوا ابن عمي بالضيعة الشبيحة…
رأي 5: أنا في مرة من المرات كنت ماشي بالطريق يعني كان عمري 14 سنة، أنا يعني ما معي هوية بهاد السن يعني فوقفت على حاجز، وأنا كنت طويل، يلي بشوفني بيفكرني كبير، معي دفتر العائلة. فوقفني واحد من الحاجز قال أنت بدي هويتك قلت له والله ما معي هوية يعني ما بستخدم هوية بهاد العمر وعمري كذا، قلت له معي دفتر عائلة بشتغل؟ ما رضي ياخد دفتر العائلة قال بقول لي أنا إنه أنا مو أنا! قلتله له لا والله أنا أنا، فقام ضربني كفين، 3 وحتى نادى لربتة عندهن بالحاجز قالي أنت مو أنت أكثر من ساعتين ونحن عم نتجادل لآخر شي اتصلت بوالدي إجى والدي وحتى إنه قال له هذا ابني وهي هويتي وهي دفتر العائلة إنه هاد ابني حتى صدقوني بعد ما كانوا مورميني من الكفوف يعني وهيك قصص…
|
كريستينا: بالرغم من اختلاف هي التجارب، البطش والأذى واضحين فيهن كلهن. هالشي بيخلّينا نسأل اذا كان في فعلا إحصاءات بتبيّن أعداد الشبيحة ووزنهم على الأرض… |
فيما بعد كل حدا عنده حدا من أقاربه وعاطل عن العمل، فاشل بالدراسة ما عنده أفق إنه تعال بنشوفلك شغل عنا فممكن يبدأ كما قلت حارس أو سائق أو مرافق وبيتدرج بالعمل ببساطة يعني الأمور بهالشكل بالعلاقات الشخصية وبتتطور بمنطقها الخاص فيها؛ حدا بيعرف حدا بدل حدا وهكذا. وما بالضرورة يعني ينقبل أي حدا لإنه أيضا عندهن معايير إلها علاقة بده يكون هاد الولاء المطلق للمعلم وبده يكون مستعد إنه حتى يحمي القضية ويفوت على السجن يعني بده يكون عبد بمعنى الكلمة… ما إله اعتراض على أي شيء بيطلب منه وقادر إنه يعمل ويرتكب أي شي وكان يحكى عن أشخاص يتم تصفيتهن بظروف غامضة يختفوا أو بحوادث أو ما شابه لإنه بكونوا عرفوا أكثر مما يجب وأرادوا الابتعاد، فالدخول بكيفك بس الخروج ممنوع. يعني الي عم يشيل حمل التهريب وهو بس عم يحمل البضاعة مثلا ولا السائق ولا المرافق لما يصير اشتباك مع دورية جمارك أو أمن الكل رح يشتبك والكل رح يقاتل، لما بكون أي حدا منهن موجود مع المعلم دخلوا على أي مطعم أو مشيوا بأي شارع ولسبب ما المعلم ما عجبوا شكل حدا أو أراد إنه ياخد طاولة عجبته وعليها ناس ففقط نوع من إبراز السلطة وأذية الاخرين، أي حدا من هدول مع المعلم بده يقوم بأي شيء سيء يريده المعلم. |
كريستينا: الشبيحة الكبار يلي عم يحكي عنهن طارق، عمّار بيعرف أسلوب عملهن كتير منيح؛ بسياق البيزنس والتجارة. ابو عمّار وعمّه، كانوا من تجار دمشق، وواجهوا مواقف كانوا فيها تحت ضغط كبير من من الشبيحة هدول، لحتى يشاركوهم حصّتهم غصبن عنهن… بيذكرلنا عمّار جانب من اساليب هالقمع والتسلط، وكيف كان يتصنفوا التجار، وكيف بعضهم فات بالشراكة مع الشبيحة عن كل رضا واستفادوا من خيرات بطشهن، والبعض التاني كان الن مصير مختلف. |
اخي نحنا متل الي قال الإيد الي ما بتقدر عليها بوسها وادعي عليها بالكسر. طبعا مرة ثانية مجموعة من الأمثلة أو الأمثال الي بتورجيك يعني تكرس الوصولية وتكرس الخنوع والخضوع بهدف المنفعة. |
وقتها، ولما استنفذ النظام السوري كل طاقته الرسمية والغير رسمية لحتى يواجه نزول الناس على الشوارع ومطابلتهم بالتغيير، بلشتت إجراءات متكاملة بين السلطة الرسمية، ممثله بالأجهزة الأمنية وحزب البعث، وبين سلطة آل الأسد، ممثلة بالشبيحة… |
|
هدول مثالين على مُتَهَمين على ما يبدو، إنهم أعضاء في ميليشيات مارست مجموعة جرائم لصالح النظام. بس متل ما قلت، ميليشيات، مو شبّيحه… وهون منرجع على نفس الدوامة. غير هيك، عادة الميليشيات بيكون عندها هيكل تنظيمي واضح، وشعارات وأعلام بتحدّد هويّتها وهويّة المنتسبين إلها. في حالة الشبيحة هالشي مو موجود، لهيك القانون بيستصعب يحدّد هويّتهن وارتباطهن بالجرائم المرتكبة.
|
طارق: التمويل الإيراني والتسليح الإيراني هو كان رقم واحد لما يسمى الدفاع الوطني بعد تدخل روسيا بشكل مباشر. ونعلم إنه ليس الروس والإيرانيين على هذا التوافق الكبير بل في تنافس بينهن بالنهاية، همه حليفين اضطراريين بدعم النظام. ولكن في تنافس مقاربات مختلفة بيناتهن فأيضا الروس حاولوا يدخلوا على خط الشبيحة أو الميليشيات أو القوات الرديفة وبدأوا يشكلوا… بعد دخول الروس على بشكل مباشر بالصراع ويعني بالقوة دخلوا عسكريا أرادوا إنه يكون لهن حضور على الأرض ما يبقوا الإيرانيين هم الي ماسكين ظاهرة الشبيحة والميليشيات يلي، أو القوات الرديفة متل ما كان يسميها النظام. بدأ الروس يحاولوا يستميلوا بعض كتائب الدفاع الوطني أو مجموعة الدفاع الوطني يلي أصلا كانت موجودة، أو إنهم بدأوا بتأسيس وتشكيل مجموعات جديدة تابعه إله. أيضا الروس هون صاروا يقدموا طبعا تمويل وتسليح لهي الجماعات. |
كريستينا: الحاجة لهالأفراد خفّت مع مرور السنين، بس لساتن موجودين بسوريا، معناته أكيد في شي جديد مشغولين فيه... |
يعني هاد الشغل كله أو الجزء الأكبر منه هو ميليشيات الشبيحة، يلي عم تقوم في الميليشيات الإيرانية أو يلي مرتبطة بالنظام أو حتى الي بعض الي إلهن علاقة بالروس… كلهم أصبحوا يبحثوا عن مواردهن الذاتية من تجارة المخدرات، من الأتوات على الحواجز، وغيرها من الأعمال الغير مشروعة. |
كريستينا: هالاختلاط بالمعاني، والتشابه بنوع الجرائم المرتكبة وتطوريها، كلّه موجه ضد نفس الهدف؛ الشعب السوري: المدنيين والمدنيات. |
طارق: الان السوري أين ما كان على الأرض السورية هو بعيش بخطر وقلق على حياته، وعلى وجوده، يعني الخوف ما عاد فقط من سلطة مستبدة قمعية هي ومخابراتها، لا صار الأمر أوسع من هيك. صار يشمل كل هالميليشيات وكل هالشبيحة والزعران… يعني هلأ نسبة الإجرام الي حتى بالأرقام الرسمية لداخلية أو حكومة النظام ووزارة الداخلية التابعة للأسد. الأرقام الرسمية أرقام مخيفة بالارتفاع الهائل بنسب الجرائم الي عم ترتكب بمناطق سيطرة النظام ويلي كتير من مرتكبيها هم أعضاء إما سابقين أو حاليين بميليشيات الشبيحة والدفاع الوطني وأيا تكن تسمياتها. يلي ما عادت عندهن الموارد الكافية فعم يستخدموا هالسلاح والسلطة وشهوة الدم أصلا الي هم أشخاص قاموا بارتكابات وفظائع لن يصعب عليهن إنه يضلوا مكفين بهي الممارسات |
كريستينا: بنهاية حديثنا، سألنا عمّار دبا وطارق عزيزة، كونهم تنيناتهن مقيمين باوروبا، عن اذا التشبيح، والشبيحة توقفوا عند حدود سوريا، ولا تخطوها ليطلعوا مع يلي تهجروا ونزحوا… |
عمّار: بلشنا نحس انه هاد هو جزء من الواقع، وجزء من الحقيقة، هاد شي موجود. هلا شو الي صار فينا نحنا على صعيد نفسي، اعتقد يعني، وهي قراءتي الشخصية… انه نحنا نمنعنا، طبعا نحنا عم نتشرب هالقيم والشغلات الي عم نشوفها على طول، وهي عم تتسرب للاوعينا، بشكل نحن مالنا منتبهين عليه. يلي صار بعدين إنه نحن ممنوعين إنه نحكي رأينا وممنوعين نتصرف وممنوعين، ممنوعين، ممنوعين، ممنوعين… لما وصلن الهاد اليوم لما حاجز الخوف انكسر وصرنا قادرين نحكي، اراؤنا يلي جمعناها ويلي كنا ممنوعين نقولها لزمن كتير طويل من قد ما دارت بمخنا متل ما بقولوا هاد Echo Chamber أو غرفة الصدى يلي أنت بتقول الكلمة بترجع لك فبتحس اه صح مزبوط. فنحن صرنا شبيحة لاراؤنا، لما صار من حقنا إنه نقول آراؤنا يلي صار بكل بساطة إنه نحن امنا إيمان مطلق بحقنا إنه نقول الاراء واعتبرناها حقائق فبالتالي صرنا نقولها ما بنتقبل إنه في رأي معارض لا أنا فكرت إنه العملية بتنتهي هون إنه أنا بطور رأيي وبقوله وخلص هاد الرأي بصير، فأنا تحولت لشبيح أنا نفسي تحولت لشبيح ودكتاتور. هلأ هاد الوجود ويلي هو الشبيح الموجود جواتنا على صعيد نفسي، بس ثقافة التشبيح وثقافتها ومظاهرها العملية موجودة طبعا. لإنه الشبيحة بستخدموا النفوذ بهدف الانتفاع. في ناس كتير مستعدة إنها تنتفع، من بعد الثورة صار في فوضى عارمة وهي الفوضى العارمة أجت من نتجت عنها حروب ونتجت عنها مآسي هدول الناس بدهن ينتفعوا. طلعت أسوأ ما يمكن بالبشر… فبالتالي في شبيحة هون وفي شبيحة بأوروبا، ثقافة التشبيح عبرت الحدود، صارت بالدول المجاورة يقولوا شبيح وتشبيح بالخليج انعرف شو يعني شبيح وتشبيح، بمصر انعرف هاد الحكي انعرفت صار في ظاهرة وصارت تتسمى بهاد الشي. بس هي ببساطة هي الظاهرة هي ثقافة للفساد، وثقافة الخروج عن القانون بحماية القانون الي هو مو قانون طبعا هي بحماية المتحكم بالقانون. |
طارق: بتقديري النظام لم ولن يترك السوريين الي بالخارج بحالهم يعني سواء الي بدول الجوار أو البلدان الأوروبية من مئات الاف السوريين بل ملايين بالأحرى، النظام أكيد عينه عليهم وأكيد بحاول يعني يجند عملاء بأوساطهن أو إنه نجح فالفعل بإنه يرسل أشخاص بزعم إنهم لاجئين ومضطهدين لكنهم بالحقيقة ما زالوا على صلة بالنظام. هاد ما عندي شك فيه بالنهاية هو نظام أمني مخابراتي إله سوابق بكل هي المسائل بعملياته الخارجية الأمنية فأكيد، اكيد مازال للنظام شبيحته ومخبريه ويلي ما بالضرورة يكونوا يعني ظاهرين بشكل مباشر أو فج… لكن في أيضا الشكل الاخر الي إله علاقة بالزعرنة والتهديد المباشر يلي ممكن تشوفوا على السوشال ميديا أو حتى بلقاءات عامة يعني أو بوقفات بالشارع. يعني مثلا كانت تحصل وقفات استفزازية بالأحرى يعني مش وقفات عادية من بعض شبيحة النظام أو الموالين والمؤيدين. طبعا بدي ميز بين الشبيح يلي بقوم بأعمال عدائية وإلخ وبين الي مجرد مؤيد برأيه السياسي من دون ما يأذي الاخرين فقط مجرد عم يعطي رأي مانن متل بعض يعني هلأ المثال الي رح أحكيه ممكن بأي عاصمة أوروبية مجموعة تتبع للنظام تعمل وقفة بدها تتظامن مع النظام لأي سبب كان مثلا إذا في متل لما قبل سنوات تهديدات أو تلويح أميركي بضربه للنظام فبيعملوا وقفة من هالنوع، بكون في أمامهن مجموعة أخرى للمعارضة مثلا بمظاهرة أو وقفة مضادة بتشوف بعض العناصر يلي موجودين بالتجمع التابع للنظام موجودين يعني هم ببادروا باستفزاز الاخرين. أو حتى التعدي عليهن بالشتم أو بالضرب أو غير ذلك وهاد تشبيح بالنهاية… أظن موجودين بصور مختلفة ولكن إلى أي مدى بشكلو خطر حقيقي الان ما عندي فكرة لإنه الظاهرة كلها يعني بطور التشكل يعني حتى السوريين يلي هون مسارات حياتهن كلها بتشهد تحولات إن كان يلي عم يبقى على موقفه السياسي السابق أو الي عم يعيد النظر فيه أو حتى البعض يلي عم يصير ما يعنيه الموضوع السوري كليا هاد كله مع الأيام ببين هل رح يكون في دور أو أهمية أصلا لوجود هدول من عدمه. لكن النقطة الأهم أن وجود شبيحة كان إلهم دور بارتكاب جرائم حرب أو كانوا أعضاء بالتشكيلات يلي ارتكبت مجازر وانتهاكات وما شابه وجودهم بأوروبا والتعرف عليهن من قبل سوريين ثم السير بإجراءات يعني رسمية باتجاه محاكمتهن ومحاسبتهن وهو ما بدأنا نشوفه يعني بشكل مهم هاد بتقديري من أهم ما يجب على كل السوريين المعنيين بتحقيق شيء من العدالة لسوريا. إنه ما يوفروا أي جهد بهالاتجاه يعني لما يكون في حدا شبيح وفي مين يتعرف عليه أو كان شاهد على أمر ما قام به انتهاك أو ارتكابات جرمية ما يتردد إنه يتواصل مع الجهات الي عم تشتغل على الملفات القضائية، يروح للبوليس بالدولة يلي هو عايش فيها للشرطة ويقدم بلاغ رسمي بالي عنده، يعني هاد أقل الإيمان يعني أقل الواجب. المفروض الشبيحة ما يشعروا إنهن أفلتوا من العقاب أو إنهم صاروا بأمان لمجرد إنه خلص ترك التشكيل كافي، وهاد ينطبق أيضا على من كان بفصائل المعارضة وارتكب جرائم يعني بحق الإنسانية أو جرائم حرب. |
|
|