يحكي الكاتب والشاعر فرج بيرقدار عن الجرائم التي عايشها وشاهدها خلال سنوات اعتقاله. ذاكرته التي عاصرت عهد الأسدين، آلية عمل المخابرات السورية داخل الأجهزة الأمنية الأربعة، وعن وهم الحرس القديم والحرس الجديد
نتعرف في هذه الحلقة على آلية عمل القانون عندما يتعلق الموضوع بمحاكمة كبار المجرمين، من رأس السلطة إلى أدواتها البشرية، ونفهم معنى الحصانة وقدرتها على الوقوف في وجه العدالة
تنويه: تحتوي الحلقة على اوصاف قد تكون مزعجة للبعض، يرجى اخذ الحيطة او التوقف عن الاستماع إذا لزم الأمر
نأخذكم في هذا البودكسات عبر رحلة وتجربة صوتية متكاملة، نستمع من خلالها إلى قصص وتجارب حول المشهد المتناثر لجهود العدالة والمحاسبة على الجرائم الجسيمة المرتكبة في سوريا من قبل النظام، في محاولة لفهم ألغاز التحقيقات، وأسرار المحاكمات القضائية
هذه الحلقة من كتابة وإعداد وإنتاج سليم سلامه، تحرير وتحقق من المعلومات ميس قات، تقديم ومشاركة بالتحرير كريستينا كغدو، مشاركة في التحرير فريتز سترايف
فريق البحث والتوثيق الميداني: عزّام مصطفى وشام العلي
مكساج وماسترنغ: عبد الرزاق الصطوف
تسجيل مقابلات ميدانية: تيم سيوفي وبيان دياب
أُنتجت هذه الحلقة بدعم من وزارة الخارجية الألمانية عبر معهد العلاقات الخارجية وبرنامج تمويل
ZIVIK
مصادر ومراجع
قبل ما نبدأ، مهم انّوه انو هالحلقة بتحتوي على اوصاف عن الاعتقال السياسي وسجون النظام السوري. منرجوا انكن تاخدوا الحيطة والحذر، او تتوقفوا عن الاستماع لو احتجتوا.
|
اهلا فيكن بالحلقة الرابعة من "قيد المحاكمة: عن متهمي وضحايا الجرائم في سوريا". مدونة صوتية باللغة العربية منِصغي فيها لقصص وتجارب حول المشهد المتناثر لجهود العدالة والمحاسبة على الجرائم الجسيمة المرتكبة في سوريا، في محاولة لفهم ألغاز التحقيقات، وأسرار المحاكمات القضائية؛ الماضية، الجارية، والقادمة.
|
بحلقة اليوم، رح نتعرف من باب قانوني، على امكانية جلب ومحاكمة كبار المجرمين الأفراد، بمعنى المسؤولين المباشرين عن ارتكاب الجرائم، التخطيط الها، الأمر فيها، وتنفيذها. رح نحاول نفهم ليش لحد اليوم ما عم يكون في خط او صورة واضحة لمحاكمات أفراد محددين، ملايين من السوريات والسوريين عم يطالبوا بجلبهن للعدالة والقضاء"؟ خلال محاولتنا لفهم وتحليل كل هالتعقيدات المبنية من سنين طويلة، والمكملة لليوم، رح نصغي لقصة وتجربة الكاتب والشاعر السوري فرج بيرقدار، داخل وخارج سجون الاعتقال في سوريا. |
|
كريستينا: وُلِد فرج سنة ال 51، وعاش وكبر بأكناف عيلة ميسورة الحال. الشعر، رغم انه احد ابرز الأشياء الي يُعَرّف فيها فرج، الا انه هواية بالنسبه اله، ولولا ظروف اهله المادية، وعدم قدرتهم على شراء الوان وفراشي اله لما كان طفل، لكان صار رسّام… وكنتيجة، اخد هالطريق ومشى عليه واشتغل فيه… و هالطريق كان ايضا السبب وراء اكبر تجارب حياته؛ الإعتقال والحبس… في البدايات، وبمرحلة الدراسة، تم اعتقال فرج مرتين بسبب آراءه ومواقفة السياسية الواضحة ضد نظام حافظ الأسد. بالأول، تم تلفيق عده تهم لفرج ادت لإلغاء منحته الدراسيّة وحرمانه من تكملة تعليمه ببودابست… هالقطع كان متل عقاب إله وفركة إدن، متل ما بيقولوا. ايقافه عن التعليم اعطى الدولة سبب انها تطلبه يرجع يستأنف خدمة الجيش، وهناك، وبأول استفتساء رأي لحافظ الاسد بال 78، عبّر فرج عن رفضه لهالحكم. الشي يلي ورثله اعتقال دام اربع شهور مع عدم السماح بأي زيارة او معرفة عن اخباره. ضل هناك لحد ما طلع بعفو عام يوم العيد. |
فرج: طلعت بعفو، كان يوم عيد… ولإنه ما ثبت علي شيء فطلعوني بس طبعا اتهموني بكتير قصص بما فيها وقتها التفجيرات الي أعدموا شباب نظم الشيوع العربية بتهمة إنه هدول إرهابيين فحاولوا إنه يشوفوا بركي في خيط بوصلني لهناك أو يعني، فاتهمت بتفجيرات من هذا القبيل. بعدها طلعت، تاني يوم من طلعتي هي اعتقلت من قبل مخابرات أمن الدولة الفرع الداخلي، بس ما طولت يمكن 18 يوم رجعوني على الجوية فبالجوية يعني أنا كنت عندهن وما في شي، طلعت من عندهن ورحت على الأمن الداخلي ورجعت لعندهن فتركوني بس بعتوا فصل من الكتيبة الي أنا فيها كتيبة صواريخ. أي واحد ما بقوم بمهمته بشكل صح بعطل كل الكتيبة وأنا كنت عملي بالهوائيات الي بتلتقط أو بتبعت الإشارات، فهذا الكبين إذا ما اشتغل كل شغل الكتبية فَش… وبالتالي لا ينبغي أن يكون شخص غير وطني في الصواريخ. وأنا اعتبروني غير وطني وبالتالي أحالوني على مطار التيفور مدفعية أنا ماني عامل دورة مدفعية قلت لهن أنا شو بدي أشتغل ماني عامل هي الدورة أنا دورتي صواريخ، قالوا إنه بتقعد أنت لا بتعطي دروس ولا بتاخد دروس ولا بتحضر دروس وخلص يعني متل الإقامة الجبرية لنهاية عسكريتي. |
كريستينا: انتهت خدمة فرج، ورجع للعالم الي بيعرفه وللكتابة… |
فرج: نشرت بضع سنوات بالبداية بصحف رسمية يعني إن كان بجريدة تشرين أو بجريدة الثورة وبال 78 بتذكر كنا مجموعة كتاب قررنا نقاطع الصحف الرسمية وبالتالي وقفنا عن النشر بتشرين وبالثورة… وقتها كنا أنا ووائل السواح والراحل جميل حتمل والراحل رياض الصالح حسين يعني… كنا عاد مجموعة صغيرة ولكن قاطعنا الإعلام السلطوي… بس بعدها أنا تميت أنشر بصحف إن كان حزبية أو لاحقا ببيروت صحف ما بتدخل سوريا أو ضد النظام السوري، فهاي سيرة نشاطي مع الصحافة الحقيقة. |
كريستينا: بهداك الوقت، كان فرج بيرقدار بينشر تحت اسم وهمي: "حسان أبو المجد"، وكان مستلم ايضا ادارة تحرير جريدة (القاعدة)، التابعة لجبهة التحرير الفلسطينيّة، ومقرها كان ببيروت. استمر فرج بالعمل فيها لحد سنة 84. |
فرج: الحقيقة ما أتيح لي هيك أشتغل بصحيفة رسمية تدخل وبتتوزع بالسوق بشكل طبيعي… وحالي حال كثيرين الحقيقة يعني إلا الي عنده ظرف ملائم أو علاقة ملائمة أو أحيانا باع موقفه تماما باع كل أخلاقه وقيمه متل ما هو وخلص صار متل ما بده النظام أو متل ما بدها المخابرات. الحقيقة أنا ما قدرت كون هيك ولم يكن لدي واسطة قوية تقول لي يعني اقعد اشتغل واكتب وما حدا رح يطالبك بإنك تمدح أو ما شابه… |
كريستينا: لما اجا حافظ الاسد للسلطة سنة 71، كان بوقتها فرج عمره 19 سنة، يعني من عمر كتار من يلي ثاروا بال 2011. قمع الحريات، والخوف من الكتابة والتعبير عن الرأي بصريح العبارة، ما كان عم يجي من فراغ… حسب تحليل فرج، ومن معاصرته لسلطة الاسد الأب؛ حُكمه كان مبني على الإستثمار والبناء على اغلاط يلي كانوا قبله… برأي فرج، هو كمّل فيها للآخر. |
فرج: يعني إذا كان في بذور لبعض التحركات الطائفية بالجيش، الأسد يعني رعاها وصارت واضحة تماما. إذا كان في بداية أو مستوى معين مستوى او أولي من القمع، الحقيقة أجى الأسد وفتحوا للنهاية؛ يعني أيام صلاح الدين كان يمكن الاعتقال السياسي بخربط البلد. اما بعهد حافظ الأسد صاروا قتل عادي ومجزرة عادية؛ عادية بمعنى ما بتنعكس بشي كبير. ولكن مع ذلك بالبدايات يعني 1970 بمجيء الأسد بانقلابه على رفاقه الحقيقة بالبداية ما تغير شيء إلا بالمعنى الكمي إنه صار اوك واضح النظام أكثر استبدادا بس مو بفرق كبير، لكن بعد حرب تشرين بعام 1973 اعتبر حافظ أسد إنه واجه إسرائيل وانتصر في الحرب هو والسادات وبالتالي بدأ يزايد بوضوح وبوقاحة على الأنظمة العربية وعلى المقاومة الفلسطينية وعلى الشعب السوري بطبيعة الحال. بال 75، 76 بدأت الاعتقالات المكشوفة وبدأ الاعتقال يصير سنة وسنتين هاد عادي، بعدين صار 5 سنين عادي، بعدين صار ال20 سنة. مئات الاف البشر يا ماتوا يا تموا 10 و15 و20 و25 سنة فهاد التحول أنا باعتقادي حافظ الأسد قدر يستثمر مسالب ومساوئ النظام الي قبله وقدر يبرر مجيئه لإصلاح هذا الجانب لإنه هو ما تنكر لحزب البعث ولكن لاحقا على كيفه يعني مشي وصار الوضع ملائم إله. عمل تحالف مع الروس أو الاتحاد السوفييتي بوقتها، علاقته بأمريكا ماشي تحتيا، علاقته بإسرائيل بعد حرب تشرين ترتبت أيضا تحتيا، وبالتالي استقر الوضع وصار ما في شيء يعيقه على قمع أي تحرك داخلي معارض مهما كان. |
كريستينا: بعهد حافظ، القمع والمجازر والقتل الي كانوا يصيروا، تحديدا ببداية الثمانينات، ما كان عم يتم تغطيتهم من الاعلام العالمي بشكل كبير، والمنفس الوحيد لتسريب هالاخبار ومشاركتها مع الشعب السوري على الاقل، كان الناس انفسهم، الحكي الي بيتناقل من شخص لشخص، بسرية ومن تحت لتحت. هاد طبعا على الصعيد الشعبي. اما من ناحية الاحزاب، فالتعامل مع الموضوع كان مختلف وبصوت اعلى، اذا صح التعبير. سنة ال 84، وبعد ما ترك العمل بمجلة القاعدة، انضم فرج بيرقدار لفريق الكتابة والنشر بجريدة الراية الحمراء الصادرة عن حزب العمل الشيوعي الي كان هو اصلا عضو فيه. بوقتها، اي شي مكتوب كان يصدر باسم الحزب، مو بأسماء كتاب بعينهم، لهيك، الكتابة والتعبير كانوا نوعا ما محميين… المعلومات الي كان يقدر كتّاب الحزب نشرها، كانت توصلهم من رفاق الحزب داخل الجيش الموجود بحماة تحديدا، هالرفاق حددوا لحزب العمل الشيوعي الفِرَق الي مارست اقسى انواع البطش والقتل، والجريدة قامت بمشاركة هاي المعلومات مع الناس. |
فرج: هي الأمور وصلتنا ونحن نزلنا بيان فيها، وقد نكون الحزب الوحيد الي توفر له معلومات دقيقة ونشرها وبالتالي الحزب تعرضت لحل لإنه الأسد لا يسمح بشيوع هيك معلومات مفترض إنه كل الوضع تحت السيطرة تبين إنه لا في حزب نزل بيان فضح الأمور وفضحها من جوا بيعرفها جيدا يعني واصلته المعلومات بدقة هاد الحزب. فكان حقد النظام حتى تم حقده إلى أن أنهى الحزب حقيقة صفاه تنيظيما صفاه بعد كذا حملة بعد كذا سنة. فيعني حقيقة النظام الأسد هو الشيء ونقيضه هو الشيء السيء ونقيضه السيء. |
كريستينا: استمر فرج بالعمل في جريدة الحزب لحد سنة ال 87، السنه يلي تم اعتقاله فيها للمرة التالتة، وهالمره بتهمة الإنتماء للحزب الشيوعي. كان هاد الإعتقال الأطول من بين اعتقالاته؛ استمر تقريبا 14 سنة متصلة بين سجن تدمر الصحراوي، وسجن صيدنايا. بأول 6 سنين ونص من اعتقاله، كان فرج معزول عن العالم الخارجي تماما وممنوع عن الزيارات، وأهله ما بيعرفوا شي لا عنه ولا عن المجموعة الي كانت معه. |
طيب ضابط بتحسه طنش على جانب ما بتحقيقك وهذا حصل معي, وضابط بحاول يكنش أي تفصيل حتى لو اقتضى إنه يزيد تعذيبك جولتين أو 3 أو يجيب اخرين يعذبوا معك. متباينين الأشخاص إن كان بالقيادة فوق وإن كان بالضباط ما يسمى الأعوان أو المتوسطين وانتهاء بالعساكر وصف الضباط. بتدرك هي الأمور بس رغم إدراكك إلها بتقول إنه أخي هذا الله وكيلكن بريء نواياه أبدا ما غرضها لا تقتلني ولا تعذبني ولا شيء ولكن انوجد بوضع صار هو كرهان حاله، يا سيدي والبعض صاروا مرضى نفسيين والبعض مرضى نفسيين بالطريقة المعاكسة صار مع النظام وصار مدمن تعذيب ولا يستطيعوا إذا ما أخذ حصته اليومية من التعذيب بحس إنه راح يختنق فبطلع أي واحد بفش قهره فيه. |
سألنا فرج عن مين برأيه لازم يتم جلبهم للمحاكمة والوقوف امام القضاء، في حال تغير شي من يلي ذكرناه سابقا، وبدأت محاكمات لكبار المجرمين بيوم من الأيام… |
فرج: أنت ما فيك تجر آلاف الأشخاص، وأنا باعتقادي الي بدهن جر للعدالة هن الاف الأشخاص هلأ بيجي واحد بقول لك لا سيدي ملايين هن. لا مانن ملايين يعني أنا ما بدي تجر كل واحد سكت على مجازر الأسد… يا سيدي هاد أنا بتسامح معه، ما بدي تجر كل واحد يوما ما عيّش الأسد ونزل مسيرة… المهم يديه ما تلطخت بالدم ولم يصدر أوامر من أجل تلطيخ أيادي الاخرين بالدم؟ هذا أنا بمررهن يعني ممكن لاقي طريقة أتسامح، بس واحد كان يصدر قرار أو مارس بإيده يعني قتل لا هاد ما في مجال. ولن أدعو إلى جز الرؤوس هيك يعني لا أخي في قانون دولة صار معروف وراقي نسبيا أرقى من أي مرحلة من مراحل التاريخ البشري أنا بقبل محاكمة هي الرؤوس يعني بالمخابرات بالأمن السياسي ممكن أختار لي 20 راس، بالعسكري كمان هيك، بالأمن الدولة، بالجوي طيب بقيادة الجيش يعني من كل مؤسسة بختار رؤوسها هدول يا أخي أنا سأدعو أو آمل أن يتعرضوا إلى محاكمة وفق أرقى النظم العالمية الي بتلغي حق الإعدام حتى. أنا بالمعنى الشخصي أقبل أن يلغى حق الإعدام أو يعني قرار الإعدام حتى على الأسد نفسه هلأ إلا إذا حدا صاده بالطريق أو يعني قتلوا أو اغتالوا هاد بصير خارج الإرادة بس بمحكمة وتحكمه المحكمة إعدام أنا يا سيدي بقول لا بدي محكمة ارقى من هيك… منحكمه مؤبد، بس بدي ضمانه إنه ما يرجع يملص أو كذا ويتم كل عمره. وممكن يكون حكمه أكتر من هيك إنه بدي ياه مؤبد بس بدي فرجيه كل يوم فيلم، إجباري بده يشوفه فيلم مما فعلت يداه وأجهزته، تعال شوف هون هي المظاهرة شو عمل فيها شوف هون شو عملت… تاريخه بخليه مستمر يعني لازم يشوف تلفزيون كل يوم. |
كريستينا: يبدو انه الذاكرة السورية، بالاخص عند المعتقلين والمعتقلات، بتتقاطع بكتير اماكن، وبتتشارك بتجارب شبيهه، حتى لما بتختلف ظروفها… الشي يلي اذا بندقق منيح، بنشوف انه عم يأدي لمطلب مشترك ومتفق عليه: محاكمة رأس النظام، بغض النظر عن الآلية الي بيختلف عليها كتار. القانون بآلية عمله، يبدو انه لسا بعيد عن تحقيق هالمطلب، لكن هاد ما بيعني انه ما في ناس عم تتحرك بهاد الإتجاه. ب 8 تشرين الاول، اصدر قضاه فرنسيين مذكرات توقيف دولية ضد ثلاثه من كبار ضباط النظام السوري؛ وهنن علي مملوك، جميل حسن، وعبد السلام محمود، بتهم التورط بجرائم ضد الإنسانية، بالإضافة لتوجيه تهم التورط بجرائم حرب لعبد السلام محمود. مذكرات التوقيف هي صدرت على خلفية إخفاء وتعذيب وقتل كل من مازن وباتريك الدباغ، ويلي بيحملوا الجنسيتين الفرنسية والسورية. مازن وابنه باتريك تعرضوا للاعتقال من قبل ضباط المخابرات الجوية السورية في تشرين الثاني من سنة 2013، ولاحقا تم تعذيبهم وقتلهم. هالدعوى تقدم فيها عبيدة الدباغ، اخو مازن، والفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، والرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان، بدعم من المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، بتشرين الثاني من سنة 2016. حسب الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، التقديرات بتشير انه ما بين 250 الف لمليون مدني ومدنية بسوريا، تعرضوا للإعتقال والحجز من قبل القوات الحكومية والميليشيات التابعة الها من وقت اندلاع الاحتجاجات المناهضة للنظام سنة ال 2011. المعتقلين والمعتقلات بيتم احتجازهم بصورة تعسفية أو غير قانونية، بشبكة من مراكز الاحتجاز الرسمية والسرية المنتشرة بكافة أنحاء البلاد، اغلبهن ما تم اتخاذ أي إجراء قانوني نظامي بحقهن، وما توفرلهن او لعائلاتهن تمثيل قانوني. ملفات قيصر لوحدها، قدرت تكشف عن أكثر من 11,000 حالة موت او قتل تحت التعذيب في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام، بالوقت الي تم إعدام كتار منهن ميدانيا. المشتبه فيهن التلاته بالقضية الي رفعها عبيدة الدبّاغ ممكن أنهن يتحاكموا بفرنسا، سواء تم تنفيذ مذكرات اعتقال أو لأ. إذا منرجع لرحلة المعتقل السابق فرج بيرقدار بسجون النظام، بنلاقي نقطة تحول مهمة كتير بالسياق السوري… لما دخل فرج المعتقل كان عهد حافظ، ولمّا طلع منّه سنة ال 2000 بعد كل الحملات الدولية والضغوطات للإفراج عنّّه، كان عهد بشّار. بهديك الفتره، ولما استلم الاسد الإبن السلطه، شاعت اخبار وامال عن كيف إنّه ما رح يكون مشابه لأبوه، وبالتحديد، كان التركيز على التبديل الي صار بالحرس، او ما يسمى "الحرس القديم" واستبداله ب "الحرس الجديد". لما نقول حرس قديم وحرس جديد، بنكون عم نقصد الضباط والمسؤولين والاعوان الرئيسيين الي كانوا بعهد حافظ، والناس فكّروا إنّه تم استبدالهم بعهد بشّار. فرج، عنده وجهة نظر مختلفة تماما عن هالإعتقاد، وبرأيه، القديم والجديد كلّه واحد. |
|
كريستينا: حافظ الاسد انشأ أساسات راسخة لضمان استمرار ولاء حرسه، وجانب كبير من خططه كان بيعتمد على التحكم بالأجهزة الأربعة الأمنية الرئيسية، ويلي هي: المخابرات العسكرية، الأمن السياسي، شعبة المخابرات العامة أو (أمن الدولة)، والمخابرات الجوية. 4 أجهزة مخابرات كبرى كل جهاز فيهم عنده فروع بباقي المدن، مش فقط بالعاصمة، وبتتباين أعدادهم وامتيازاتهم ومهامهم بين ظرف وآخر… بحلقات سابقة حكينا عن كيف جهاز المخابرات بيتشغل ضد المدنيين والمدنيات وبيتجسس عليهم وبيقمعهم وبساعد بحبسهم وجلبهم للفروع الأمنية، لكن المخابرات ما تصممت فقط لمدنيين والمدنيات، وانما ايضا كانت جزء كبير واساسي بتشكيل والسيطرة على هالاجهزء الاربعة ذاتها. كل هاد لصالح شيء اساسي وأول: استمرار حكم العائلة المُسَيطِر، وهالمبدأ تورث من الاسد الاول، للاسد الثاني. |
صار أجهزة الأمن امتيازاتها هائلة وبالتالي ما حدا بضحي فيها أخي، حتى لو بلحظة ما الرئيس قال له stop أنت ممنوع تعمل 1، 2، 3 الي بعملها هي الشعبة الفلانية على العين والراس خلص متل ما بدك معلم يعني… فبإعتقادي النظام الأسد يعني كان نص اهتماماته هي لدراسة كيف يحتفظ بعرشه والنص الباقي كان للمستقبل وللأسرة وللثروات وإلى آخره… |
كريستينا: بعد خروج فرج من المعتقل، تمت دعوته لاستضافات مؤقته من قثبَل اكتر من بلد، بينها المانيا وفرنسا وهولندا… وبال 2005، سافر على السويد بدعوة من منظمة ايكورن بمدينة ستوكهولم ونادي القلم السويدي، وعاش هناك لمدة سنتين كضيف تحت لقب "كاتب المدينة الحرة"، وبعد ما انتهت الدعوة، حصل على الإقامة الدائمة في السويد، ونقل ليعيش فيها بشكل كامل. |
فرج: سبب تركي لسوريا الحقيقة هو عدم وجود أي سبب للبقاء حيا وبكرامة وبالتالي لما بنتفي أي سبب للبقاء حي وبكرامة أو بحد أدنى من الحياة الكريمة يعني الحقيقة ما ببقى مبرر للبقاء. مع ذلك أنا طلعت من السجن وكنت ماني مع إني أترك سوريا… ولكن يعني حصل مستجدات تانية بعد توقيعنا على إعلان بيروت دمشق - دمشق بيروت الي هو وقعوا شي 300 كاتب سوري ولبناني. بعدها اعتقلوا ميشيل كيلو لروحه السلام، واعتقلوا أنور البني، اعتقلوا مجموعة الموقعين أو جزء منهم. فأنا وقتها قررت إنه لا بدي أبقى بالسويد فهاد الي يعني خلينا نقول سبب قبولي إني أبقى بالمنفى. |
كريستينا: بنهاية حديثنا، سألنا فرج بيرقدار عن رؤيته للطريق والامكانيات الي ممكن يتحقق من خلالها جلب كبار المجرمين ومنفذي الجرائم للعدالة: وهاد كان ردّه. |
فرج: أنا باعتقادي الأمر بانتظار تقاطع مصالح دولية وإقليمية هالتقاطع لازم يكون بصورة بتسمح بإنه يستفيد منها شعبنا. من هون لهداك الوقت للأسف ما فينا نراهن على شيء كبير ولكن من واجبنا الاستمرار بإنه يعني نفعل ما هو ممكن بالمعنى الذاتي حتى لو الظروف ضدنا بس المعنى الذاتي نحن أخي فينا نلعب دور ولو جزئي أو تراكمي مهما كان بسيط ودائما يعني كما يقول المثل في الإمكان أبدع مما كان. من هون لهداك الوقت أي تنظيم أفضل للجهود، أي تسهيل أفضل للجهود وأي يقظة، أي مراكنة بشكل نفتحها لاحقا متل الي وثقوا مثلا في ناس موثقين الانتهاكات، عدد الضحايا بصيبهن، عدد الضحايا هائل وفي ناس وثقته وفي ناس وثقت بالصوت والصورة وعبر أفلام وثائقية وعبر كتابة وعبر كتابة وعبر صور كاميرا هاد كله أنا باعتقادي هو مقدمات بس ما فينا نستثمرها إذا ما أجى هاد الظرف الي فيه تقاطع مصالح دولية للأسف نحن المصالح الدولية والإقليمية دائما تتقاطع بس بما لا يخدم مصلحة الشعب السوري يعني ما صارلنا ظرف مثلا متل الشعب الفيتنامي، أمريكا بكامل يعني جيشها ومهابتها ومخابراتها وأسلحتها ما قدرت تحتلها لفيتنام، واضطرت تنسحب. نحنا ما التقى جانب اقليمي او دولي يقول مصلحتي، مصلحة شعبي اني ادعم السوريين، ما التقى… باللحظة الي بتتقاطع بعض مصالح بين دولتين أو 3 أو أكثر أو أقل يحسوا إنه أخي مهم دعم الشعب السوري وقتها سيكون هناك إمكانية تسمير هي الجهود الذاتية حتى الان ما في وضع إقليمي أو دولي من مصلحته يسقط النظام وبالتالي ما فيك تجرهم للعدالة. |
|
|