بالحلقة الثانية من "مستجدات قصيرة/ محاكمات جرائم الحرب في سوريا"، بتاخد فرنسا الحصّة الاكبر من التغطية، لأنه التحقيقات الجارية فيها كتيرة، واغلبها رح يتم بدء المحاكمة والبت فيها بالنصف الاول من سنة ٢٠٢٤... غير فرنسا، في عندنا اخبار عن تحقيقات ومحاكمات بالنمسا، هولندا، والسويد

نصغي معاً في الموسم الثاني والأخير من بودكاست "قيد المحاكمة" لحوارات مع ٢٤ سورياً وسوريةً، يحكون لنا السردية السورية عبر قصصهم الشخصية أو تجاربهم المهنية الاستثنائية خلال سنوات الحرب والثورة والشتات

تأتيكم حلقات هذا الموسم كل جمعة ابتداء من ٢٩ أيلول... ثلاثيات عن جرائم الحرب، التهجير القسري، النزوح، والهوية

 إنتاج وإعداد سليم سلامه، تحرير وتحقق من المعلومات ميس قات، تقديم ومشاركة بالتحرير كريستينا كغدو، مشاركة في التحرير فريتز سترايف

مكساج وماسترنغ: عبد الرزاق الصطوف

أُنتجت حلقات هذا الموسم بدعم من وزارة الخارجية الألمانية عبر معهد العلاقات الخارجية وبرنامج تمويل

ZIVIK

روابط ومصادر:

انديبندات العربية

المركز السوري للإعلام وحرية التعبير

المركز السوري للاعلام وحرية التعبير

مستجدات قصيرة ٢ / محاكمات جرائم الحرب في سوريا

كريستينا كغدو 

*مقدمة*

اهلا فيكن بحلقة  المستجدات القصيرة التانية يلي عم نقدملكن اياها بعد كل ثلاثية بهالموسم لنطلعكن على آخر  التطورات بمساعي العدالة  لسوريا من محاكمات وتحقيقات.

اسمي كريستينا كغدو، وعم تسمعوا بودكاست قيد المحاكمة: ثلاثيات سوريّة حول جرائم الحرب وطريق العدالة. 

 

*بداية*

اذا منر اجع اغلب المحاكمات او التحقيقات الي غطيناها بالموسم الاول من قيد المحاكمة، منلاقي انه معظمها بيتركز بالمانيا. بس مع مرور السنوات دائرة المحكامات والتحقيقات كل مالها عم تتوسع، وعم توصل لمحكمة العدل الدولية في لاهاي/ هولندا، وعم توصل للسويد وفرنسا والنمسا وغيرها… 


وعلى سيرة النمسا، خلينا نبدأ حديثنا من فيينا، وتحديدا قصة العميد خالد الحلبي، ضابط المخابرات السوري السابق المتهم بارتكاب أو بتسهيل ارتكاب جرائم عنيفة في سوريا، والي ما زال حر طليق في أوروبا لليوم. 

 

بس بالرغم من الحرية يلي بيتمتع فيها، الا انه في فريق من المحامين والمحققين عم يتجمعوا بشكل دوري وفعال لمعرفة شو يلي ممكن يعملوه لمحاسبته هو وغيره من المتّهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب بسوريا

شغل خالد الحلبي منصب رئيس استخبارات أمن الدولة بالرقة من سنة ٢٠٠٩ لحد ال ٢٠١٣، وتهمته إنّه بإطار عمله  أشرف على أعمال تعذيب وجرائم تانية بحق المدنيين والمدنيّات.

مع وصول تنظيم "داعش" بال ٢٠١٣، هرب الحلبي من البلد وتوجه في البداية على فرنسا، وبعد فترة على النمسا، وهناك ساعدوه ضباط المخابرات بانه يحصل على لجوء ويستقر بحياة جديدة بفيينا. 

هالضباط تم اتهامهم لاحقا باستغلال مناصبهم لتسهيل حصول خالد الحلبي على اللجوء بالنمسا وبعدم إبلاغ السلطات القضائية النمساوية بقضيته، وبالنتيجة عرقلة العدالة… لكن في بتموز  ال2023، برأ القضاء النمساوي هدول المتهمين.
 

حسب صحيفة "انديبينندنت العربية"، المدّعين قالوا إن الخمس متهمين سهلوا "بشكل غير قانوني" حصول خالد الحلبي على اللجوء، لكن نتائج التحقيق وجدت أنهم تصرفوا بموجب اتفاق تم التوصل إلو بشهر أيار سنة ال  ٢٠١٥ مع "جهاز أجنبي شريك"، ويلي قالت الصحافة النمساوية إنه "الموساد"، جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية. وقالت متحدثة باسم المحكمة إنو الهيئة توّصلت لقرار انه هالمتهمين غير مذنبين باستغلال السلطة بسبب نقص واضح لوجود ادله كافية تثبت تهمهن.

 

***

 

يمكن تكون عم تتساءلوا ليش القضايا والمحاكم عم بتم بالنمسا، بالوقت يلي كانت وجهة خالد الحلبي الأولى فرنسا!؟

الجواب هو أنه خلال إقامته بفرنسا، واجه الحلبي صعوبات كبيرة. هو وصل لباريس على أساس تفاهم مع المخابرات الفرنسية، الي يمكن كانت تفكر انه اله قيمة سياسية بفترة "ما بعد الاسد"، بس لاحقا عملت سلطات اللجوء الفرنسية تحقيق بسيرته الذاتية وكانت على وشك انها ترفض طلب اللجوء الي تقدم فيه بسبب اتهامات الكبيرة ضده. بس قبل ما حتى يصدروا قرار الرفض، الحلبي. ومن غير اي إخطار، قرر  انه يختفي مرة تانية، وتبين بعدين أنه كان متوجه للنمسا، لما اكتشفوه سوريون وسور يات بمخيم للاجئين هنيك...

بس كيف وصل لهنيك؟

هاد السؤال يلي بيحاول الموسم التاني من النسخة الانجليزية من بودكاست قيد المحاكمة الاجابة عليه وتتبعه، لهيك، واذا كنتوا مهتمين ومهتمّات بالاستماع للقصة الكاملة، بتقدروا تلاقوها مسموعة ومكتوبة على موقع البودكاست بالنسخة الانجليزية، وبتقدروا كمان تترجموا النصوص المكتوبة للغة العربية مباشرة على برنامج التصفح يلي عم تسمعوا منه في حال ما كنتوا بتحبّوا تسمعوا البودكاست بالانجليزي. 

قصص هالملاحقات كلها بلشت سنة ال ٢٠١٤، لما اجتمعت ال "Open Society Justice Initiative" و "Commission for International Justice and Accountability" ومنظمات سورية غير حكومية لتحديد كيف ممكن يبدوا يلاحقوا الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سوريا. ووقتها قرروا ثلاث أولويات: 

١. مشاركة أكبر للسوريين في بناء القضايا

٢. بناء قضايا رمزية 

٣. التركيز على بناء قضايا ضد مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة السورية، متل خالد الحلبي، يلي لا زال يُنظر إله على أنه من أعلى المسؤولين السابقين بالنظام، يلي هلا موجودين بدول الاتحاد الأوروبي… 

 

بآخر سنة ال ٢٠١٥، الحكومة النمساويّة اعترفت بالحلبي كلاجئ، وأصدرتله جواز سفر لمدة ٥ سنوات. لكن ببداية ال ٢٠١٦، بلّغت "اللجنة الدولية للعدالة والمساءلة" أو الـ CIJA، السلطات النمساوية بالاشتباه بتورط خالد الحلبي بجرائم حرب بناء على التحقيقات يلي كان عم يجريها المكتب من سنوات سابقة. وبالرغم من انه ملفه كان مكتمل وكان مسلَّم  للسلطات، الا انه لجنة العدالة والمساءلة بعدها لليوم ما حصلت على أي رد من السلطات النمساوية… 

اليوم، وبعد كل هالسنين الحلبي لسّاته حر طليق، بالرغم من متابعة "CIJA" للملف مع السلطلات النمساوية ١٥ مرّة عالاقل. ومع انه من برّا ممكن يبين انه السلطات القضائية متعاونة ومستعدة لاعتقال الحلبي وتقديمه للمحاكمة، الا انه لسا في بعض الأسئلة القانونية المتعلقة بمدى قابلية تطبيق القانون النمساوي والي بتحتاج انها تنحل قبل ما يصير اي تحرك. 

 

يلي بنعرفه انه الحلبي لسّاته موجود بالنمسا،  وإنّه  المدعي العام النمساوي لسّاته عم يحقق بالقضية. وانه الحلبي ما بيقدر يغادر البلد… بس على ارض الواقع هو لساتو حر طليق. ف هل يا ترى مع كل التطورات يلي عم نشهدها من تطبيع واتهامات جديدة لرأس النظام وملاحقات مستمرة ببلدان مختلفه، وانتفاضات بالسويداء وغيرها، رح يضل خالد الحلبي حر، ولا رح يتم اخيرا القبض عليه ليواجه التهم الموجهة إله أمام المحكمة؟ 

الايام او الاشهر او السنين الجاي، رح تجاوبنا على هاد السؤال.  

 

وعودة لفرنسا/ باريس، وبسياق قضايا تانية، أصدر قضاة التحقيق بوحدة جرائم الحرب الفرنسية بتاريخ 18 اكتوبر ٢٠٢٣، مذكرات اعتقال دولية بحق أربع ضباط سوريين رفيعي المستوى، بينهم وزيرين الدفاع السابقين اللواء علي عبد الله أيوب، واللواء فهد جاسم الفريج. بالإضافة لقائد القوات الجوية العميد الركن أحمد بلّول، وقائد لواء مروحيات 64 العميد علي الصفتلي، كلهم بتهمة التواطؤ في جرائم حرب (تعمد توجيه هجمات ضد السكان المدنيين وقتل شخص محمي بموجب اتفاقيات القانون الدولي الإنساني).

حسب مقال منشور على صفحة المركز السوري للاعلام وحرية التعبير، أوامر الاعتقال هي اجت نتيجة تحقيق قضائي بلّش سنة الـ2017 من قبل عمر أبو نبّوت، بعد مقتل ابوه خلال هجوم بالبراميل المتفجرة يلي نفذته قوات النظام السوري  بحزيران ال ٢٠١٧ بإطار عملية عسكرية قادها الجيش السوري على مدينة درعا، بدعم فعّال من روسيا. 

بنكمل بفرنسا، لكن بقضية تانية، قضية مجدي نعمة، الملقب بإسلام علوش، الزعيم السابق لجماعة جيش الإسلام… 

حسب المركز السوري للاعلام وحرية التعبير ، تم اعتقال مجدي سنة 2020 في مرسيليا… بعدها وجهتله وحدة جرائم الحرب الفرنسية التابعة للمحكمة القضائية بباريس تُهم بارتكاب جرائم حرب وتعذيب وإخفاء قسري، وتم وضعه وقتها بالحبس الاحتياطي.

كان هالاعتقال بمثابة بداية أول تحقيق قضائي بالجرائم التي ارتكبتها هي الجماعة الإسلامية بسوريا. جغرافيا، تركّز نشاط جيش الإسلام بشكل رئيسي بالغوطة الشرقية، على مشارف دمشق، وتم اتهام هالجيش بارتكاب جرائم دولية بشكل منظم ضد السكان المدنيين الي عاشوا تحت سيطرته من سنة ٢٠١٣ لسنة ٢٠١٨.

غير كل التهم الموجهة ضد هالمجموعة، في اشتباه تاني بانها مسؤولة عن إخفاء المحامية المدافعة عن حقوق الإنسان رزان زيتونة قسرًا، وكمان المدافع عن حقوق الانسان وائل حمادة، وزملائهم سميرة آل خليل وناظم الحمادي، ويلي كان تم اختطافهم جميعاً بكانون الأول سنة ٢٠١٣ من المكاتب المشتركة لمركز توثيق الانتهاكات (VDC) ومنظمة التنمية المحلية ودعم المشاريع الصغيرة (LDSPS) بدوما.

ومتل القضية المرفوعة ضد علي مملوك وجميل حسن وعبد السلام محمود بتهمة التواطؤ بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، والي رح تبدا محاكمتها في باريس بايار ال 2024، من المتوقع انه قضية جيش الاسلام تتحرك للمحاكمة بفرنسا كمان بال ٢٠٢٤، ويلي رح يكون فيها مجدي نعمة متهم رئيسي بالتواطؤ بحالات الإخفاء القسري، وجرائم حرب بتتوزع كالتالي: 

 

• تجنيد الأطفال
• القتل العمد
• التسبب في معاناة كبيرة للمدنيين والمدنيات بشكل متعمّد
• الاختطاف والاحتجاز، 
• الهجمات المتعمدة ضد السكان المدنيين
• التآمر لارتكاب جرائم حرب.

***
 

بننهي هالحلقة القصيرة بتحديثين سريعات عن قضايا عم يتم التداول فيهم حاليا… 

بننهي هالحلقة القصيرة بتحديث سريع عن قضية عم يتم التداول فيها حاليا… 

يوم الخميس 16 تشرين التاني 2023، اصدرت محكمة العدل الدولية أمر  بطلب الإشارة لتدابير مؤقتة رح تتخذتها كندا وهولندا، بقضية مخالفة سوريا لتطبيق اتفاقية مناهضة التعذيب، بعدها، ب 30 تشرين الثاني 2023، رح تعقد محكمة مقاطعة لاهاي جلسة استماع مهمة. كان في مجموعة قضايا ضد أعضاء الجماعات المناهضة لنظام الأسد في المحاكم الهولندية، لكن هاي أول قضية بتتعلق بالنظام وبيتم عرضها على المحاكم الهولندية. 

هالقضية هي ضد مصطفى أ. الي كان عضو بلواء القدس. وتم القبض عليه بمدينة كيركرادِيه الهولندية في ايار 2022. مصطفى أ. متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وبحسب المدعي العام الهولندي، مصطفى متورط بإساءة معاملة شخصين مدنيين على الأقل خلال الاعتقالات الي قام فيها. واتهموه كمان بتحمل المسؤولية الجنائية عن الضحايا الي تعرضوا للتعذيب في مراكز الاحتجاز التابعة لجهاز المخابرات الجوية.

جلسة الاستماع رح تاخد يوم أو يومين، لانه معظم القضايا بهولندا بتتم مراجعتها واختبارها مسبقا من قِبَل قاضي الإجراءات التمهيدية، ومن المتوقع صدور القرار بعد أسبوعين من جلسة الاستماع، بس يبدو انه رح ياخد وقت اطول من المعتاد بسبب تعقيد القضية… 

 

الظاهر انه الاشهر القليلة القادمة وسنة ٢٠٢٤ تحديدا رح تشهد محاكمات كتير موزعة بدول اوروبية مختلفة… وحده الوقت رح يحكيلنا كيف رح تتحرّك عجلة العدالة لسوريا وشعبها، للأمام ولا لوَرَا؟  

*خاتمة*
 

**********************************

 

هاي كانت ابرز المستجدات بهالحلقة القصيرة، مندعوكم لمتابعة اعمق اذا كنتوا مهتمين بآخر التطورات عبر الروابط الي تركنالكن اياها بالوصف المكتوب للحلقة. 


منلتقى الاسبوع الجاي لنكفي بحواراتنا ونكمل بالثلاثية التالتة والاخيرة، ويلي مننتقل من خلالها للحديث عن اللجوء، النزوج، التهجير القسري، الهوية، الحق في المكان، وحقوق اللاجئات واللاجئين السوريين في بلدان اللجوء، يلي عم تزيد فيها العنصرية والعنف وبتتصاعد فيها المطالبة بالترحيل على ما يسمى “سوريا الامنة”.

**********************************