دفعة واحدة ومن دون سابق انذار، نشاهد صوراً مروعة لآلاف القتلى؛ الوجوه المعذبة والمشوهة والمعرّضة للتجويع المقصود... عرفنا لاحقاً أنها صور لمعتقلين قُتلوا في سجون النظام السوري، سربّها مصور عسكري أطلق على نفسه "قيصر"
في وقت لاحق، اجتمع قيصر مع المحامي ابراهيم القاسم، حيث أسسوا "مجموعة ملفات قيصر" لتبدأ رحلة الكشف عن هويات القتلى، آلاف الأهالي والامهات والأولاد، يبحثون بين الصور عن أحبائهم
يحدثنا ابراهيم القاسم عن تفاصيل لم تروى سابقاً عن ملفات قيصر، وعن تقنية الذكاء الاصطناعي التي تعمل المجموعة للحصول عليها من أجل التعرف على هويات الضحايا
في هذه الحلقة أيضاً سنتعرّف على أسماء أبرز الهاربين من قبضة العدالة، وكيف يمكن أن تسهم هذه التقنية بالقبض عليهم
تنويه: تحتوي الحلقة على اوصاف قد تكون مزعجة للبعض، يرجى اخذ الحيطة او التوقف عن الاستماع إذا لزم الأمر
نأخذكم في هذا البودكسات عبر رحلة وتجربة صوتية متكاملة، نستمع من خلالها إلى قصص وتجارب حول المشهد المتناثر لجهود العدالة والمحاسبة على الجرائم الجسيمة المرتكبة في سوريا من قبل النظام، في محاولة لفهم ألغاز التحقيقات، وأسرار المحاكمات القضائية
هذه الحلقة من كتابة وإعداد وإنتاج سليم سلامه، تحرير وتحقق من المعلومات ميس قات، تقديم ومشاركة بالتحرير كريستينا كغدو، مشاركة في التحرير فريتز سترايف
فريق البحث والتوثيق الميداني: عزّام مصطفى وشام العلي
مكساج وماسترنغ: عبد الرزاق الصطوف
أُنتجت هذه الحلقة بدعم من وزارة الخارجية الألمانية عبر معهد العلاقات الخارجية وبرنامج تمويل
ZIVIK
مصادر ومراجع
قبل ما نبدأ، مهم انّوه انو هالحلقة بتحتوي على اوصاف بتتعلق بجرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية. منرجوا انكن تاخدوا الحيطة والحذر، او تتوقفوا عن الاستماع لو احتجتوا.
ابراهيم: بنسعى في مجموعة ملفات قيصر للحصول على تقنية تساعدنا على تحديد هوية الضحايا من خلال الصور يلي عنا لإنه التعذيب الوحشي يلي تعرضوا له الضحايا ويلي ثابت بهذه الصور عم بخلي عملية تحديد هوية الضحايا أمر شبه مستحيل بأغلب الحالات يلي نحن عم نحاولها.
كريستينا: اذا بنتطلع على المحاكمات المتعلقة بمحاسبة المشتبهين بإرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من قبل النظام السوري تحديدا، خلال ال 11 سنه الماضية، بنلاقيها بتنعد عالأصابع… |
اهلا فيكن بالحلقة العاشرة وما قبل الأخيرة من الموسم الأول من "قيد المحاكمة: عن متهمي وضحايا الجرائم في سوريا". مدونة صوتية باللغة العربية منِصغي فيها لقصص وتجارب حول المشهد المتناثر لجهود العدالة والمحاسبة على الجرائم الجسيمة المرتكبة في سوريا، في محاولة لفهم ألغاز التحقيقات، وأسرار المحاكمات القضائية؛ الماضية، الجارية، والقادمة.
|
من خلال حديثنا عن مجموعة ملفات قيصر وشغلهن، رح نتعرف كمان على ابرز المشتبه فيهم، الي ما زالوا عم يتحركوا بكل راحة جوا سوريا وبراتها… |
ابراهيم: اسمي إبراهيم القاسم محامي ومدافع عن حقوق الإنسان، عضو مؤسس في منظمة مجموعة ملفات قيصر أعمل كمستشار قانوني في المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان. حصلت على درجة الماجستير في حقوق الإنسان من الجامعة الأوروبية المركزية في فيينا. |
كريستينا: لما كان ابراهيم القاسم لسا بسوريا، كان بيشتغل كمحامي متطوع في الدفاع عن معتقلي الرأي امام المحاكم العسكرية والاستثنائية، وبالاخص محكمة قضايا الإرهاب في سوريا. بعد مغادرته البلد بنهاية ال 2014، كمل بنفس المجال، واستمر بتوثيق الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في سوريا، وببناء ملفات قضائية لملاحقة مرتكبيها، وبتقديمها أمام المحاكم الوطنية الأوروبية… |
ابراهيم: هي المحاكم من حيث المبدأ هي خطوة جيدة في طريق طويل لتحقيق العدالة في سوريا وملاحقة مجرمي الحرب فيها وخطوة مهمة كمان في سبيل بناء دولة يكون فيها سيادة القانون هو حجر الأساس. |
كريستينا: دخول ابراهيم القاسم على ملفات قيصر ما كان بالصدفة، شغله السابق والحالي، لعبو دور كبير بكيف وصلت الصور لعنده، وساهموا بتشكيل المجموعة وبدء العمل فيها |
ابراهيم: بسبب عملية تطوعي في دعم المعتقلين والمعتقلات في سوريا ولاحقا تقديم المساعدة القانونية للمعتقلين واللاجئين السوريين والفلسطينيين السوريين بلبنان تم التواصل معي من قبل المصور العسكري قيصر وسامي من خلال أصدقاء مشتركين فيما بيننا. بعد تبادل الآراء والأفكار حول قضية المعتقلين والمختفين قسريا والمحاسبة تم الاتفاق فيما بيننا على العمل معا أو على تشكيل مجموعة ملفات قيصر بهدف دعم الضحايا وعائلاتهن من خلال تقديم المعلومات لهي العائلات أو الضحايا وتوثيق الانتهاكات في سوريا والعمل على بناء ملفات قضائية لملاحقة مجرمي الحرب في سوريا. |
كريستينا: ل يلي ما بيعرف مين قيصر، فهو الاسم المستعار لمصورعسكري، اشتغل في قسم الادلة الجنائية بالشرطة العسكرية بدمشق. خلال عمله، التقط صور لجثث معتقلين انقتلوا تحت التعذيب، او تم اعدامهم ميدانياً، او ماتوا من سوء التغذية والمرض داخل المعتقلات. لاحقا قام المصور قيصر بارشفة آلاف من هالصور يلي قدر ياخدها معه بعد ما انشق عن النظام وغادر البلاد سنة 2013، ويلي ساهمت لاحقا بشكل اساسي بتوفير معلومات لسلطات التحقيق بأوروبا والولايات المتحدة الامريكية، ومكتب التحقيقات الفدرالي، بعد ما تم تأكيد أصالتها بأساليب الطب الشرعي عالية الجودة. حسب تقرير هيومان رايتس ووتش، قدر قيصر يهرّب "ما يقارب ال 50 الف صورة من سوريا على اقراص ممغنطة واقراص تخزين صغيرة". اما سامي - الاسم التاني يلي ذكروا ابراهيم القاسم - فهو الشخص يلي ساعد قيصر بجمع الصور وتهريبها من الشرطة العسكريّة خارج سوريا. مجموعة ملفات قيصر، منظمة بتعمل بشكل تطوعي من عدة سنوات، هدفها دعم المعتقلين والمخفيين قسريا وعائلاتهم، بالاضافة لبناء الملفات القضائية حول جميع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان المرتكبة من قبل جميع أطراف النزاع المسلح في سوريا، وهيه الجهة الوحيدة اللي بتملك أرشيف صور قيصر الاصلية والكاملة. |
ابراهيم: بقدر قول إنه الدافع الأكبر إلنا كأعضاء في هذه المجموعة الاستمرار في العمل بشكل تطوعي هو الإيمان بأهمية دعم حقوق الضحايا وإيصال صوتهن ومساندتهن في خياراتهن سواء باللجوء إلى القضاء المختص أو بالوصول إلى حقهن في كشف الحقائق وحقهن بالمعرفة كمان. المجموعة مجموعة ملفات قيصر ما عاد تبخل بتقديم أي معلومات متوفرة عنا حول أي معتقل سواء من خلال التواصل مع العائلات أو بشكل مباشر أو من خلال المنظمات أو المؤسسات المعنية بقضية المعتقلين والمختفين قسريا. من جهة ثانية المنظمة عم تعمل على إنه تكون جسر التواصل بين الضحايا والعائلات وبين أجهزة الأمم المتحدة المعنية أو المنظمات الدولية المهتمة بالشأن السوري وبالنزاع بسوريا. |
كريستينا: بالبداية، وقبل ما يتم التواصل مع ابراهيم انتشرت صور قيصر على موقع اسمه زمان الوصل، وبعدها عبر الانترنت، الشي يلي خلاها تكون متاحة لكل العالم… هالانتشار العشوائي والغير منظم كان ومؤلم، بالاخص لعائلات الضحايا. بوقتها، شغل قيصر وسامي كان فردي، وما كانت مجموعة ملفات قيصر مأسسة، بس بعدين، لما تم تأسيسها، تم الاتفاق على اتباع سياسة عدم النشر العشوائي احتراما لخصوصية الصور، العائلات، وأمانهم… هالاتفاق عمل نوع من التنظيم لكل العملية، وشوي شوي، بلشت العائلات الراغبة بالحصول على معلومات، تتواصل مع المجموعة. |
ابراهيم: التواصل مع العائلات أو الضحايا عم بتم بشكل مباشر أحيانا أو من خلال أصدقاء مشتركين أو بكمان ساعد على هاد الشي عمل المنظمة ببناء الملفات القضائية بأوروبا أو حتى كمان من خلال المنظمات الشريكة التي تعمل على نفس السياق. مثل ما حكينا الصور يلي قام بتهريبها المصور العسكري قيصر هي تتضمن عشرات آلاف الصور لآلاف الضحايا يلي مات بالفترة ما بين بداية الثورة السورية بربيع 2011 وحتى انشقاق المصور العسكري قيصر بأواخر صيف 2013 هي الصور عم تحتوي على مشاهد قاسية ومروعة لأجساد أشخاص توفوا تحت التعذيب الوحشي يلي تعرضوا له على أيدي الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري أو أحيانا بتكون الصور تحتوي على أشخاص تم حرمانهم من الطعام والماء والدواء لأيام وأسابيع وشهور. هي الصور عم تظهر بشكل واضح أنماط وأشكال التعذيب يلي تثبت منهجية محددة عن كافة الأجهزة الأمنية يلي بتتبعها بتعذيب المعتقلين والمعتقلات. |
كريستينا: بتعتمد آلية عمل المجموعة على التواصل المباشر مع العائلات لمساعدتهم في الوصول للحقيقة، أو أي معلومة بتتعلق باحبائهم وقرايبهم. بعد ما يتم التواصل، بتبدأ خطوات التدقيق في المعلومات الي عندهم ومقاربتها بالمعلومات يلي عند الأهالي لمساعدتهم بشكل اساسي بتحديد هوية أحبابهم الي بهالصور. |
ابراهيم: نحن بمجموعة ملفات قيصر عم نحرص على العمل بكل سرية بحيث نعتمد على التواصل المباشر مع العائلات أو الأفراد من خلال اعتماد التواصل الشخصي مباشرة معهن أو استخدام برامج اتصال آمنة أو بسياق آخر المنظمة أو بجانب آخر المنظمة ما بتقوم بنشر أي معلومات عن العائلات يلي بتتواصل معنا وبكون الخيار الأول والأخير هو فقط للعائلات في حال رغبة هي العائلات بإعلام التواصل مع مجموعة ملفات قيصر. هلأ إذا بدنا نحكي عن الأخطار يلي ممكن تحيط بالعائلات أو الضحايا أو الأفراد يلي بتواصلوا معانا ممكن نحكي على هاد الموضوع بعدة نواحي في عنا الخطر يلي بلحق بالصحة النفسية والعقلية للأهالي بسبب الصور يلي بتتضمن مقاطع أو لقطات قاسية مروعة للضحايا بالإضافة إنه ما في عنا خبراء صحة نفسية وعقلية وحتى الأطباء الناحية الجسدية قادرين على دعم هذه العائلات يلي منتشرين بالعديد من دول اللجوء أو حتى في داخل سوريا… ويمكن الحديث كمان بنفس بالمقابل عن نفس المخاطر يلي تحيط بأعضاء مجموعة ملفات قيصر بهذا الجانب. من جهة ثانية فينا نقول إنه في خطر أمني دائما بتمثل بخوف الأهالي من إنه الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري ممكن تنتقم من الأهالي يلي هم عم يسعوا خاصة يلي داخل سوريا يلي لساتهن داخل سوريا يلي عم يسعوا ليعرفوا مصير أقربائهم أو حتى الحصول على أي معلومات بتعطيهن دلالة على بقاؤهن على قيد الحياة أو وفاتهن. |
ومن هنيك، يقال انه طلع على النمسا، محل ما يُعتَقد انه حصل على لجوء سياسي سنة 2015، بحجة الخوف عليه من خطر تهديد السوريين اله بفرنسا.
ومن خالد الحلبي، لجميل الحسن… رئيس ادارة المخابرات الجوية من 2009 لغاية 2019، والي قبل هيك خدم بعهد حافظ الاسد…
لحد الآن امجد ما زال حر طليق، متله متل جميل حسن، متل خالد الحلبي، وغيرهن.
|
ابراهيم: عم نحاول نحصل على تقنية الكترونية تساعدنا بتحديد هوية الضحايا من خلال الصور يلي عنا والمعلومات يلي عنا لإنه التعذيب الوحشي يلي تعرضوا له الضحايا ويلي مثبت مثل ما حكينا بهي الصور عم يخلي تحديد هوية الضحايا أمر شبه مستحيل بأغلب الحالات، بالإضافة لهاد الشي إنه ما عنا أي معلومات شخصية رسمية أو عن هوية الضحايا المتواجدين داخل الصور. بجانب ثاني اللجوء لفحص الحمض النووي حاليا غير ممكن بالحالة يلي نحن فيها بسوريا. أول شي لإنه أماكن دفن الضحايا غير معروف مجهول والنظام السوري حاليا عم يرفض الاعتراف بوفاتهن أو بمكان دفنهن أو حتى تسليم جثامينهن لأهاليهن وممكن كمان نقول إنه هو عم يرفض التعاون مع أي منظمة دولية معنية بهاد الموضوع لتسهيل الوصول للمعلومات. هي التقنية يلي عم نحاول نحصل عليها هي متوفرة عند الأجهزة الأمنية والحكومية بعديد من الدول ونحن من خلال محاولاتنا الحثيثة عبر التواصل مع العديد من نشطاء حقوق الإنسان أو الأكاديميين الخبراء بهاد المجال عم نهدف للحصول على مثل هذه التقنية بشكل خاص لدعم الأهالي والضحايا بحيث تسهل هي التقنية لتحديد هوية الضحايا أو على الأقل بتقليل وتضيق دائرة البحث يلي عم نقوم فيها حاليا نحن بالمجموعة بشكل بصري. |
كريستينا: بتطمح المجموعة من خلال الحصول على هالتقنية، لتسهيل عملية البحث عن الضحايا وكشف مصيرهم، سواء المتواجدين في صور قيصر او غيرهم، الشي يلي ممكن يساعد الأهالي في الوصول لحقهم في المعرفة وكشف الحقيقة، بالاضافة لامكانية تحريك الملاحقات القضائية ضد مرتكبي الانتهاكات بحق الضحايا… في حال كان عندهم الرغبة بسلك طريق الاجراءات القضائية. تقنية الذكاء الإصطناعي هاي بتشتغل عن طريق خوارزميات بتعتمد على مطابقة ملامح وجوه الضحايا مع صور إلهم قبل اعتقالهم. وبعد هيك، ومتل ما وضحت سابقا، بتأمل المجموعة أنه استخدام متل هالتقنية يكون سبيل لكشف المزيد من الحقائق في انتهاكات تانية. ابراهيم القاسم تواصل مع خبراء مختلفين في هذا السياق، واكدوله جدية هاي التقنيات وآلية عملها وامكانية قدرتها على المطابقة. بس لحد هلا، المجموعة ما عندها القدرة على الحصول على هالتقنية… |
ابراهيم: حصولنا على هذه التقنية مانو بالأمر السهل لأنه هاد الموضوع بحاجة لتوفر إمكانيات هائلة بالإضافة إنه في عرقلة لعملنا بالوصول أو سعينا لوصول لمثل هذه التقنيات حتى لكل المنظمات الحقوقية لإنه الجهات الحكومية أو الاستخباراتية بتخاف من استخدام مثل هذه التقنيات عبر أشخاص أو منظمات هم مانهن صفة حكومية أو رسمية. نحن منآمن إنه هي العملية من المحتمل إنه يكون إلها دور كبير بإدانة مجرمي الحرب بسوريا بكفي إنه نقول حاليا على الرغم من عدم تحديد هوية العدد الأكبر من الضحايا بهذه الصور. لكن لسى هذه الصور عم بتم اعتمادها كحجر أساسي بكل التحقيقات الهيكلية الجارية بالعديد من الدول الأوروبية مثل ألمانيا أو فرنسا أو غيرها وبالولايات المتحدة الأمريكية بكل ما يتعلق بجرائم التعذيب أو القتل خارج إطار القانون أو الاختفاء أو الاعتقال القسري وحتى جرائم مثل التهجير القسري ممكن الاعتماد فيها على هذه الصور لإثبات هذه الجريمة وما بنكون عم نبالغ أبدا إذا بنقول إنه توفير مثل هذه التقنية رح يكون سبب أساسي بتوفر أدلة قضائية مهمة جدا لعشرات السنين بمستقبل سوريا وبتحقيق العدالة فيها… |
|
|
كريستينا: حلقتنا الجاي رح تكون الأخيرة بهالموسم، ورح نرجع فيها للنقطة يلي بلشنا منها؛ لمين العدالة، وشو بتعني، وكيف بتشتغل… ومنها لوين؟ |
|