قيد المحاكمة/
الحلقة التاسعة: مبادرات من أجل العدالة لسوريا
VOICES
كريستينا كغدو، خلود حلمي

LISTEN AND SUBSCRIBE

تحكي لنا خلود حلمي، الصحفية السورية والناشطة في حقوق الإنسان، عن تجربتها بحضور محكمة الشعب في لاهاي، للإدلاء بشهادتها بمقتل زميلها الصحفي نبيل شربجي، والذي تم اعتقاله وهو على رأس عمله، وقُتل لاحقا تحت التعذيب في سجون النظام السوري

 

نتعرف سويا على اهم المبادرات السورية والغير سورية، التي تسعى لتحريك عجلة العدالة من أجل سوريا وشعبها

 

تنويه: تحتوي الحلقة على اوصاف قد تكون مزعجة للبعض، يرجى اخذ الحيطة او التوقف عن الاستماع إذا لزم الأمر

 

نأخذكم في هذا البودكسات عبر رحلة وتجربة صوتية متكاملة، نستمع من خلالها إلى قصص وتجارب حول المشهد المتناثر لجهود العدالة والمحاسبة على الجرائم الجسيمة المرتكبة في سوريا من قبل النظام، في محاولة لفهم ألغاز التحقيقات، وأسرار المحاكمات القضائية

 

هذه الحلقة من كتابة وإعداد وإنتاج سليم سلامه، تحرير وتحقق من المعلومات ميس قات، تقديم ومشاركة بالتحرير كريستينا كغدو، مشاركة في التحرير فريتز سترايف

 

فريق البحث والتوثيق الميداني: عزّام مصطفى وشام العلي

مكساج وماسترنغ: عبد الرزاق الصطوف

 

أُنتجت هذه الحلقة بدعم من وزارة الخارجية الألمانية عبر معهد العلاقات الخارجية وبرنامج تمويل

ZIVIK


 

مصادر ومراجع
 

الأرشيف السوري: https://syrianarchive.org/

Mnemonic: https://mnemonic.org/ 

الخوذ البيضاء: https://www.syriacivildefence.org/en/ 

CIJA: https://cijaonline.org/

الآلية الدولية المحايدة والمستقلة: https://iiim.un.org/ 

محكمة الشعب: https://ptmurderofjournalists.org/syria-case-hearing-nabil-al-sharbaji/

عنب بلدي: https://english.enabbaladi.net/

CJA - https://cja.org/what-we-do/litigation/colvin-v-syria/ 



  1. https://www.zamanalwsl.net/news/article/148936/
  2. https://ptmurderofjournalists.org/hearings/
Episode Transcript


 

قبل ما نبدأ، مهم انّوه انو هالحلقة بتحتوي على اوصاف بتتعلق بجرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية. منرجوا انكن تاخدوا الحيطة والحذر، او تتوقفوا عن الاستماع لو احتجتوا.  

  

خلود: بالبداية لما بدينا نوثق القصص حسيت إنه لازم نوثقهن كرمال الأمهات يلي خسروا ولادهن وبناتهن وكرمال الأطفال يلي خسروا أهاليهن. النظام اعتقل أخي قبل مجزرة داريا بكم شهر فحسيت إنه إذا أنا ما حكيت قصته للعالم مين رح يحكيها. وبعدين حسينا إنه لازم نخلي القصص عايشة لإنه كان عنا أمل كثير كبير بوقتها كنا مؤمنين بالعدالة الدولية وبالمجتمع الدولي… بس حسينا إنه دورنا إنه نوثق ونحكي الواقع ونوصف كل شي وإنه قصصنا ممكن يتم استخدامها كدليل بوحدة من المحاكمات بالمستقبل.


 

كريستينا: بحلقاتنا الماضية كنا عم نصغي لقصص ونغطي محاكمات مرتبطة فيها، قضايا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وصلت على بواب المحاكم، او عم يتم جلبها للقضاء… 


لكن المحاكم واداة العدالة بشكلها الحالي، لساتها ما عم تفتح طريق لمحاكمات محتملة كتيرة، وبالنتيجة، منشوف قديش في قضايا عالقة وما عم تتحرك، رغم وجود الشهود، اهالي الضحايا، المواد الموثقة، والجهود البشرية لتحريكها وملاحقتها. 

هالجرائم عادة اما بتكون واسعة النطاق ومن الصعب جدا الوصول فيها للمتهمين الرئيسيين بالجريمة، او بكونوا ضحاياها مخفيين قسرا ومش معروف اذا هنّه عايشين أو لأ، او بتكون موانع تحريكها متعلقة بالإرادة السياسية، التمويل، توفر الشهود الكافيين لتحريكها، وغيرها اسباب كتير… 

بس هالشي ما وقف بعض النشطاء، الشهود والضحايا، المحاميات والمحامين، المنظمات الحقوقية والقانونية والانسانية، وكل الاشخاص المهتمين بالتحرك نحو اشكال تانية لتحقيق العدالة، من انهن يلاقوا طرق بديلة، ويفكروا ببدائل للتحرك بسبيل المحاكمة والمسائلة، على أمل جلب المتهيمن للقضاء ومعاقبتهم…

 

 

اهلا فيكن بالحلقة التاسعة من "قيد المحاكمة: عن متهمي وضحايا الجرائم في سوريا". مدونة صوتية باللغة العربية منِصغي فيها لقصص وتجارب حول المشهد المتناثر لجهود العدالة والمحاسبة على الجرائم الجسيمة المرتكبة في سوريا، في محاولة لفهم ألغاز التحقيقات، وأسرار المحاكمات القضائية؛ الماضية، الجارية، والقادمة. 


اسمي كريستينا كغدو، ورح كون عم رافقكن خلال حلقات هالموسم يلي رح نصغي فيه لشهود وشاهدات، اصحاب قصص، صوت الشارع، ومختصات وأخصائيين بالشأن القضائي والحقوقي، لنحاول نفكّك ونفهم مع بعض، لوين ممكن تاخدنا هي المحاكمات، وشو هو معنى العدالة بظل استمرارية رئاسة النظام السوري المسؤول عن انتزاعها.




كريستينا: لما سألنا ضيوفنا بحلقات موسمنا عن ادوات تحقيق العدالة وفعالية المحاكمات، كانت الأجوبة دايما مختلفة، نفس الشي بإستطلاعات الرأي بشوارع سوريا وتركيا وألمانيا؛ في المؤمنين بفعاليتها، في الي مو متابعينها ولا مهتمين فيها، في يلي بشوفوها وسيلة او جزء من طريق طويل، وفي يلي بشوفوها غير مجدية طالما انها ما عم بتم بسوريا وما عم تحاكم رأس النظام واعوانه. 

بس مع هيك، المبادرات لتحقيق شكل من أشكال العدالة ما بتوقف، سواء كانت كبديل مؤقت، او كطرف من الصورة الكبيرة يلي رح تتشكل مع الوقت، بمعنى إنها عملية بناء تراكمية… 

بحلقة اليوم، رح نتعمق بالحديث عن وحده من هالمبادرات: محكمة الشعب، ورح نحكي عن غيرها من المبادرات، ونفهم آليتها وطرق عملها.

 

خلود: اسمي خلود حلمي صحفية سورية وناشطة بحقوق الإنسان بال2010 كنت عم أدرس للماستر بجامعة دمشق وتخرجت بهديك السنة وكنت عايشة حياة كثير عادية ما بعمري كنت معنية أبدا بالسياسة ولا إلي علاقة فيها لا من قريب ولا من بعيد. من لما بلشت الثورة لقيت حالي واحدة من منظمي المظاهرات السلمية بمدينتي بداريا مع صديقاتي وأصدقائي بهداك الوقت. 

كريستينا: اهالي مدينة داريا بلشوا يطلعوا عالمظاهرات بيوم 15 آدار سنة ال 2011، وبعدها بكم يوم، نزل آلاف المتظاهرين والمتظاهرات على شوارع المدينة. 

بعد شهر تقريبا، مداخل مدينة داريا الأربعة كانوا مسكرين من قبل النظام، وحتى يغادر او يرجع اي شخص عالمدينة، كان لازم يتفتش، وهالعملية كانت تاخد قريب الساعتين. 

خلود كان تشتغل بدمشق وقتها، وكانت من الناس يلي عم يتفتشوا كل ما طلعوا من المدينة، ولهيك كانت تتأخر لتوصل.

خلود: بهديك الفترة كنت بشتغل بمجال الترجمة بدمشق ويلي كانوا معي بالشغل أنكروا إنه في مظاهرات ولا في شي عم بصير بسوريا قالوا مستحيل يكون عنا دبابات بالشوارع ولا إنه الشوارع تكون مسكرة وإني أنا عم بختلق كل هي القصص لحتى ما أوصل على الوقت أو لإني كسولة ما بدي كون بالمكتب على الوقت المناسب. 
طبعا سبب هالأفكار هو إنه الصحافة أو الإعلام بسوريا كان بيتحكم في النظام بشكل كامل حتى كل شي كان بالبلد كانوا بتحكموا فيه.  

كريستينا: رغم قرب داريا على دمشق، إلا انو زملاء خلود بالشغل ما كان عندهن فكرة عن الوضع هنيك، وما كانوا يصدقوا سبب تأخرها… هالإستنكار وبُعد الناس عن واقع مدينتها ومدن تانية برات دمشق، دفع خلود للتفكير بطريقة توثق فيها الأحداث والوضع الي كانوا عم يعيشوه… وبرفقة 25 شخص تقريبا، اغلبهن نساء، تم انشاء عنب بلدي: يلي بدت كجريدة بال 2011، وكبرت لتصير مؤسسة إعلامية سورية مستقلة. 

خلود: صرنا ناخد كاميرات ونسجل يلي عم يصير وننزلهن على يوتيوب كثير ناس كانوا يشوفوا هدول الفيديوهات كنا نغطي الأخبار بشكل يومي تقريبا وكنا نغطي أكثر كيف كان النظام عم يقتحم البيوت وكيف كان عم يعتقل الناس. بفترتها كان عنا إصرار إنه ما نكون مجرد أرقام وإنه في وراء كل شخص معتقل أو انقتل، وراء كل شهيد أو شهيدة في عيلة وفي ناس بحبوهن وعم يموتوا من الزعل عليهن. 

معظم الناس بالبداية كانوا مستعدين يحكوا قصصهن بس بعدين لقدام بلشت العالم تخاف.

كريستينا: حسب اغلب القصص الي سمعناها بحلقات موسمنا، الخوف من وجهة نظر النظام السوري هو اداة سيطرة فعّاله، بيقدروا من خلالها يتحكموا بحياة الناس، يقمعوهم، يخفوهن هنهه واصواتهم، يعتقلوهم، ويهددوهم… وخلود عاشت وشهدت على هاد الشي… 

خلود: هيك كان نهج النظام السوري إنه يسكت الناشطين يلي صوتهن عالي ولما بيتخلص منهن بيتخلص من كل شي كانوا هن عم يعملوه ومن كل الإرث يلي كانوا عم يحاولوا يخلقوه بهديك الفترة بعدين صاروا يخلقوا الخوف جوات العيل نفسها كثير 

بتذكر ماما قديه كانت خايفة لما بدينا نطلع على المظاهرات وقديش كانت تقول لي إنه النظام رح يكسر راسنا لإنه عمل هاد الشي بالثمانينات وما حدا وقف بوجه وأنا كنت قلها لإني أنا كنت كثير هبلة بهداك الوقت كنت قول لها إنه اي ماما بوقتكن ما كان في سوشيال ميديا ولا كانت الصحافة ولا كان في انترنت قادر يدخل البلد بس الأيام أثبتت إني أنا كنت عنجد هبلة بالفعل. 

الخوف زاد بالأخص لما النظام بلش يعتقل النساء هاد الشي سبب كثير خوف عند العائلات السورية وصاروا كثير حريصين إنه الصبايا أو السيدات ما يطلعوا مظاهرات مشان ما يتم اعتقالهن فصاروا يمنعوهن وحتى الشباب كمان يعني في ناس صارت تخاف على أولادها إنه تطلع تشارك بمظاهرات بس بالأخص البنات لإنه هي الفكرة كانت تجسد إنه هاد عار على العيلة كلها فما كان بدهن النظام يشوه سمعة هالعيلة. 

والناس صارت ممكن تقول إنه والله ليكو هي البنت اعتقلها النظام والله أعلم شو عملوا فيها جوات المعتقل وهي الأفكار كثير صارت تذبح العالم من جوا والنظام عرف كيف يستغل المواقف بس كثير استغل هي النقطة لحتى يقمعنا وغير هيك صرت شوف كثير رفقاتي يلي كانوا عم يعملوا فرق يلي قادرين يحدثوا تغيير بالبلد صرت شوفهن وهن متعرضين للتسكيت أو الاعقتال فصار النظام يحبسهن لحتى يخرسهن ويسكت أصواتهن. 

بهديك الفترة بلشنا نخسر الصوت الواعي يلي كان بيناتنا وصرنا نسمع من ناس بلشت تحرض على العنف ولا تحرض على التسليح ولا تحرض على حتى إنه النساء ما لازم تشارك بالمظاهرات وما لازم يطلع صوت النساء. 

طبعا أنا هون أبدا ما عم كون عم دين أو أنا ضد الناس يلي حملت سلاح لحتى تدافع عن نفسها أبدا بس بتخيل رفقاتنا يلي كانوا موجودين معنا بهديك الفترة وخسرناهن بالاعتقال لو ضلوا معنا ما كنا وصلنا لهاد المكان وبتخيل الحياة يعني وجه الثورة السورية كان رح يكون مختلف جدا لو هن كانوا معنا. 

كريستينا: النظام السوري وصل لدائرة خلود: عيلتها، قرايبها، وزميلاتها وزملائها واهاليهم… 

اعتقلوا اخوها بال 2012، والي لليوم مخفي قسرا، وبعدها اعتقلوا بعض زميلاتها بالشغل… 

وقتها اهلها خافوا عليها… وحسوا انه الاعتقالات رح تكمل لتوصل لكل العيلة، لهيك الح ابوها عليها انها تغادر البلد بال 2013، قبل ما هنهه كمان يغادروا بال 2014.   

 

خلود: أبي حرفيا هو يلي كان عم يدفش بفكرة إنه لازم أطلع برات البلد من خوفي إني إذا أنا ضليت فيمكن ما أرجع ثاني يوم على البيت وممكن يفوتوا يعتقلوني بليلتها. 

هالخوف من إنه نعمل أي شي، نشارك بالمظاهرات، الخوف يلي حوالينا من النزوح أو التعذيب هو يلي كان بيمنع العالم من إنها تطلع على الشارع بس بعدين النظام اقتحم المدن وبلش القصف يشتد وهاد يلي صار. نحن نزحنا وللأسف صرنا لاجئين وبعدها تحولنا لشاهدين وشاهدات على كل شي صار. 

كان عنا أمل كبير وقتها بسنة 2012 بتخيل كنا كثير صغار ولسى كان عنا إيمان بالعدالة الدولية والمجتمع الدولي فحسينا إنه بوقتها لازم دورنا إنه نحن نوثق ونحكي الواقع ونوصف كل شي لإنه ممكن تستخدم قصصنا كدليل بوحدة من المحاكمات يلي رح تصير مستقبلا. 
 

كريستينا: بال 2012، بالسنه الي سبقت نزوحها من سوريا، تحديدا بشهر 8، اقتحم النظام مدينة داريا، وقتل مئات المدنيين والمدنيات… بهديك الفترة كانت جريدة عنب بلدي موقفة مؤقتا لاسباب نفسية خلفتها الأحداث، وظروف الها علاقة بالتوثيق، لكن بعد هالاقتحامات، رجع تجدّد الدافع عند الفريق ورجعوا يشتغلوا…    

خلود: فكرنا إنه لو استسلمنا منكون عم نعلن النهاية أنا دايما بقول إنه نحن محملين بشي اسمه عبء والعبء هو كلمة بحملها إنها هي بتحمل كثير معاني. 

عبء إنه نحن نجينا، نحن ما انقتلنا ما متنا فبحس إنه في علي مسؤولية شخصية إني أنا أحكي قصة الناس يلي انقتلوا بالشوارع وقصص عيلهن. 

بالأخص نهاية شهر 8 ب2012 بلشنا نشوف حالنا مو بس مصدر أخبار كمان كنا مسؤولين عن حفظ الذاكرة الجماعية يلي صارت بعد المجزرة الكبرى بمدينة داريا ونوثق القصص قصص الناس يلي عانت من جرائم النظام من هديك الفترة. 

أنا عندي إيمان شخصي إنه بيوم من الأيام رح نرجع نشوفهن، رح نشوف أو نقابل المعتقلين أو يلي انقتلوا ما بعرف ليه عندي هاد الشعور بس بعرف إنه إذا بيوم من الأيام رح شوفهن ويسألوني شو عملتي منشانا؟ يمكن يكون في شي أنا قدرت أعمله ورح قول لهن إني أنا ساويت هاد الشي كرمالكن. لما يكون عندك القدرة إنك تحكي أو أنت بتمتلك رفاهية إنك أنت تكون عندك لغة ثانية تحكي فيها وعندك القدرة إنك تقدر توقف وتدافع عن شي بتصور هاد هو اسمه امتياز ومسؤولية لهالسبب كملنا بالشغل يلي نحن عم نشتغله. 

كريستينا: المبدأ الي قامت عليه جريدة عنب بلدي، بيركز على توثيق القصص والاحداث عن طريق صحفيين وصحفيات وناشطين وناشطات… هالاشخاص كانوا بقلب الحدث، وبّوز المدفع متل ما بنقول، وتوثيق لهيك احداث ما بيجي من غير مخاطر حقيقية وجسيمة، وهاد تماما يلي عاشوه العاملات والعاملين بالجريدة.

خلود: بعنب بلدي كان عانينا بطريقة أو بأخرى أخي يلي كان واحد من مؤسسين اعتقل ولهلأ لسى مختفي وما منعرف أي خبر عنه، كمان صديقنا ثاني من المؤسسين اعتقل قبل ما يعتقل أخي بكم شهر أخدوه بشباط 2012 بينما أخي اعتقل بآيار 2012، نبيل اعتقل بشباط 2012 أعلن النظام إنه هو استشهد تحت التعذيب ب2015 ونحن أصلا ما عرفنا بهاد الشي إلا بعد التسريبات يلي صارت بعام 2018 إنه هو انقتل تحت التعذيب. 

كمان خسرنا أحد المؤسسين بجريدة عنب بلدي بقصف النظام على داريا ب2012 نهاية 2012 بشهر كانون الأول وبعد كم شهر كمان خسرنا مدير التحرير عنب بلدي ب2013 بقصف النظام كمان على مدينة داريا وعنب خسرت المراسل يلي كان يغطينا الأحداث من قلب مدينة داريا قتله النظام وقت يلي استهدف سيارته. 

كنا نخسر الصحفيين بس مجرد لإنهن كانوا حاملين كاميرات هدول يلي خسرناهن فقط بأول كم سنة من عنب بلدي أول سنة يا دوب ثاني سنة من الثورة. ولحد هي اللحظة لسى عم نخسر ناس.  


كريستينا: متل ما ذكرت خلود، خوف اهلها عليها، وبالاخص بعد اعتقال وإخفاء اخوها، دفعها لمغادرة سوريا…

صحيح هي غادرت، بس شغل الجريدة وشغلها ما وقف، واستمر التوثيق سواء عبر العمل مع صحفيين وصحفيات برا سوريا او داخلها، او عن طريق مشاركة خلود بمؤتمرات وعملها مع منظمات سورية وغير سورية… كلّه لهدف اساسي وأول: العدالة، او شكل من اشكالها، للسوريات والسوريين.  


خلود: أنا بعدني جزء من عنب بلدي وكمان عضو بحركة عائلات من أجل الحرية يلي هي منظمة سورية مندعي من خلالها لتحرير المعتقلين السوريين من سجون سوريا سواء كانوا محبوسين عند الأسد ولا عند جهات أو أطراف النزاع المسلحة الأخرى. 

شاركنا بكثير مناسبات، كثير حكينا بالأمم المتحدة بلاهاي، بجنيف وشاركنا باجتماعات مع وزارات الخارجية الأميركية والخارجية البريطانية كنا كثير صريحين حكينا بصوت عالي كثير وصريح بس حتى هي اللحظة ما عم نشوف أي نتيجة ما بعرف كثير حاولنا… 

كثير كنا نستخدم يعني وسائل مختلفة لحتى نحصل على العدالة للضحايا وعائلاتهن بالرغم من ضآلة فرص العدالة حاليا بالنسبة لسوريا بضل بحكي لرفقاتي إنه أنا خسرت إيماني بالدول وبالأنظمة بصراحة خسرته من وقت ضربت الكيماوي على الغوطة الشرقية ب2013 بس بحاول كثير إني أنا ما أخسر إيماني بالناس. 

هلأ حاليا انتقلنا لمرحلة جديدة إنه نحكي فيها مع الناس على أمل إنه هن يمارسوا شوي الضغط على حكوماتهن إنه ممكن يقدروا يخلقوا أي تغيير أو أي ضغط. كثير فشلنا مرات بس لحد هلأ فيني قول إنه نجحنا يعني بحملات الضغط يلي عملوها ناشطين السوريين ساعدت إنه ضلت أبواب المساعدات الإنسانية مفتوحة على  الشمال السوري على إدلب وشمال غرب سوريا وحتى شمال شرق سوريا. 

حكينا إنه كل شي بنقدر عليه قدام الجهات الدولية كانت عائلات من أجل الحرية على سبيل المثال حاضرة بالمحكمة الألمانية بكوبلنز وبفرانك فورت كمان بس بتخيل هي رغم من إنها هي خطوات صغيرة يلي كنا عم ناخدها لحتى نضمن إنه صوتنا يضل عالي وقصصنا تضل مسموعة وتتاخد بعين الاعتبار ما كان في بإيدنا أي حل ثاني إلا هي الخطوات الصغيرة إنه نعملها ورح نضل نعملها. 


كريستينا: طبيعة الجرائم الي تم ارتكابها والي راح ضحيتها من اهل ورفقات خلود وزملائها، وقفت بطريق اخدها على محاكمات رسمية ومحاسبة مرتكبيها، وضحنا تقريبا بكل حلقاتنا السابقة عن انواع هيك جرائم وليش ما عم تتحرك للقضاء… 

لكن هالظروف ما وقفت بوجه المشاركة بشكل اخر من آشكال المساءلة والمحاسبة، أو الأمل بتحقيق العدالة.

بنهاية سنة ال 2021، أنشأت منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان وبعض المؤسسات الإعلامية ما أطلق عليه محكمة الشعب في لاهاي. الهدف من هالمحكمة الغير رسمية، او (البديلة) بين قوسين، كان تخليد ذكرى الصحفيين الي فقدوا أرواحهم خلال عملهم على توثيق الأحداث في دول مثل سوريا وسريلانكا والمكسيك، بالإضافة لإدانة دول وحكومات هالبلدان يلي فشلت بحماية أرواح هالأشخاص، وشاركت بقتلهم ببعض الأحيان.

المحكمة تكونت من خمس جلسات استماع بدت بنهاية ال 2021 واستمرت لحد أيار ال 2022… وخلود كانت موجودة هنيك لتدلي بشهادتها…  


خلود: المحكمة تكونت من نشطاء حقوق إنسان وقضاة وصحفيين كانوا عم يسمعوا شهاداتنا عن كل صحفي تم قتله أنا كنت هنيك لأحكي عن نبيل شربجي الصحفي يلي خسرناه ويلي كان بيشتغل معنا بعنب بلدي. قدمت شهادتي وحكيت عن يلي صار والأشياء يلي وثقها نبيل ويلي كانت تطلع اونلاين على اليوتيوب ولا على السوشال ميديا هالشي خلق نوع من الوعي بلاهاي بين الناس يلي كانوا جايين أصلا من بلدان ثانية وعم يسمعونا. 

الهدف من المحاكمة كانت إنه ورجي الناس بالعالم إنه نفس المعاناة يلي عم تصير ببلاد ثانية هي عم تصير عنا وهاد الشي للأسف بنستخدمه لحتى نخلص تعاطف مع القضية السورية يلي عم تنتسى ويعرفوا إنه هن كمان مالهن وحيدين كمان قضاياهن قد تكون عم تبلش تنتسى. 

بس أبعد من هيك بنعتقد إنه الأدلة يلي جمعناها بنهاية المحكمة ممكن تتحول لأدلة صالحة ممكن يتم استخدامها بمحكمة رسمية بالمستقبل. 


كريستينا: محكمة الشعب كانت إحدى المبادرات الي بتسعى لتحقيق العدالة، يلي متل ما قالت خلود، في احتمال كبير انه يتم استخدام نتائجها بالمستقبل، وهيّ من زاوية ما، تعتبر ايضا وسيلة للتفكير خارج الصندوق، و طريقة لإستباق المحاكم وتحدي تعقيداتها؛ لإثبات شي هلا، ممكن يخدم القضية لاحقا، لما تكون هالمحاكم جاهزة وقادرة انها تجلب وتحاكم المسؤولين الرئيسيين عن جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية وغيرها من الجرائم في سوريا. 

وهي مو المبادرة الوحيدة، الشغل الي بينعمل في سبيل تحقيق العدالة لسوريا مبلش من اللحظة الي نزلوا فيها الناس عالشوارع بال 2011؛ ومنذكر من هالشغل عمل الناشطات والناشطين / الصحفيات والصحفيين السوريين، بتوثيق قصص الشهود والشاهدات ونشرها.
 
من جهة تانية في عندنا المنظمات والموسسات السورية وغير السورية يلي بتركز وبتشتغل على تقديم الدعم النفسي والمعنوي للضحايا واهاليهم والمتضررات والمتضريين من الاعتقالات، وآثار الحرب… 


في غيرهن من يلي بقدموا دعم مادي وعيني، سواء للسوريين خارج سوريا، او للنازحين بداخلها…  


 

ومحامين ومحاميات بيساعدوا الشهود والشاهدات عن طريق توفير المعرفة اللازمة الهن قبل ما يتقدموا بشهادتهن… 

ومنظمات تانية بتساعد عائلات المفقودين والمفقودات بالتعرف على ابنائهن وبناتهن 


 

مؤسسات بتشتغل على توثيق الانتهاكات المستمرة بحق المدنيات والمدنيين داخل سوريا، وبتنشر إحصاءات ودراسات وبحوث، 

وغيرها كتير من المبادرات التانية يلي ما بنقدر نعدها ولا نحصرها…


فيكن كمان تتعرفوا اكتر على هي المبادرات وغيرها عبر الروابط يلي تركنالكن اياها بالوصف المكتوب للحلقة. 


خلود: لحد هلأ ما قدرنا نشارك بالمحاكم يلي فعلا جدية هاد ما بيعني إني أنا عم بستخف بالمحاكمات ما أقصده بكلمة جدية هي إنه ينحطوا كبار الجناة مثل الأسد أو كبار المسؤولين بسوريا عن الجرائم يلي تمت. 

لحد هلأ ما حدا حطهن بأي آلية من آليات المساءلة بس الفكرة لما بنشارك بسرد قصص مثل قصة نبيل شربجي وغيره من أصدقاؤنا وصديقاتنا يلي شاركوا ببداية الثورة السورية وكان في عندهن آمال وأحلام وأهداف وضاعت بتخيل إني أنا عم حافظ على حكاياتهن وذاكرتهن إنها هي ما تموت. 

بنحكي وبنوثق على أي حدا من رفقاتنا يلي كانوا حدا كثير عظيم لإنه كانوا بيستحقوا حياة أفضل من يلي عاشوها بالسجون وأفضل من المصير يلي لاقوه ويلي ما كانوا بيستحقوه لإنه هن ينقتلوا تحت التعذيب لحد هي اللحظة نحن بنحكي وبنوثق ومنخبر العالم ليش انقتلوا وكيف انقتلوا شو كان حيصير لو نجوا هن من الموت. قديه كانت الحياة رح تكون أحلى وقديه هالمشهد السوري كان رح يتغير لو إنه هن ما ماتوا أو ما اختفوا. 

التوثيق يلي نحن بنعمله والحكي يلي بنحكيه هو بذكرنا إنه كل القضية السورية كانت رح تفرق ورح يكون وجه الخارطة السورية غير لو ما خسرنا كثار من المدافعين عن هي القضية. 

شخصيا بحس إنه عندي مسؤولية إني أروي يلي صار وأسرد ووثق قصة نبيل وقصص ناس ثانيين كثيرة. 

عندي تصور إنه إذا أنا خبرتكن هدول الحكايات هي الحكاية رح تستمر من خلال أي حدا بيسمعها وممكن بيوم من الأيام هن يحكوها لحدا ويقولوا له إنه هن سمعوا عن حدا كان عايش بسوريا وهيك صار معه. 

للأسف لساتني عايشة وعندي ذاكرتي طول ما أنا متمسكة بذاكرتي وذاكرة أصدقائي يلي كانوا واقفين جنبي بيوم من الأيام بتخيل إنه أنا عندي مسؤولية إني أحكيها بكل الطرق الممكنة وضل أرفع صوتي لحتى تضل مع الناس بالمستقبل. 


 


كريستينا: بحلقتنا الجاية من قيد المحاكمة، رح نحكي عن متهمين بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية موجودين برات سوريا، والي لهلا غير معتقلين، بالرغم من امتلاك بعض الدول لصلاحية القبض عليهم. ورح نحكي عن بعض الآليات، يلي من شأنها تسرع من محاكمات علقانه، وتضغط للقبض على هيك نوع من المتهمين. 



 


كريستينا: هالحلقة من كتابة واعداد وإنتاج سليم سلامه، تحرير وتحقق من المعلومات ميس قات، تقديم ومشاركة بالتحرير كريستينا كغدو، مشاركة بالتحرير فريتز سترايف، وباقي فريق العمل يلي بتلاقوا بعض اساميهم بالوصف المكتوب.


أُنتجت هالحلقة بدعم من وزارة الخارجية الألمانية عبر معهد العلاقات الخارجية وبرنامج تمويل ZIVIK.